الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاستعار الميزان للمخرج لاشتراكهما في تعريف الكامل والزائد والناقص.
والجهابذة: جمع جهبذ وهو الحاذق. والنقاد: جمع ناقد، أي: عارف خالص النقدين من مغشوشهما. ورشح استعارة الموازين للمخارج باستعارة جهابذة النقاد، [لحذاق] القراء، وقوله: ولا ريبة. أي: نقص. ولا ربا، أي: زيادة. ومعني قوله: صليل الزيف: أن اعتبار النقد بالنظر، والذوق، واللمس، والسمع، وهذا بأن ترميه علي حجر لتسمع صوته فتميز الجيد من الرديء، وفيه حذف، أي: صليل الزيف يدل على المغشوش، وصليل الجيد يدل عليه.
ثم أن الصفات تنقسم إلى قوي وضعيف:
فالأول: كالجهر والشدة.
والثاني: كالهمس والرخاوة، وهي ذات أضداد وغيرها.
فالأولى: المجهورة، والرخوة، والمستفلة، والمنفتحة، والمصمتة، وضدها: المهموسة، والشديدة، والعلوية، والمنطبقة، والمذلقة.
والثانية: كالصفير، والقلقلة، وغيرهما مما يتلى عليك- أن شاء الله تعالي-.
فأما المهموسة: فعشرة أحرف، مجموعة في (سكت فحثه شخص)، السين، والكاف، والتاء، والفاء، والحاء، والثاء، والهاء، والشين، والخاء، والصاد المهملة، وسميت بذلك لجريان النفس معها عند اللفظ بها، لضعف الاعتماد على مخرجها.
والهمس في اللغة: الخفاء، ومنه قوله تعالى:{فلا تسمع إلا همسا} [طه: 108]، وقول أبي [زبيد] يصف الأسد:
فباتوا يدلجون وبات يسري
…
بصير بالدجى هادي هموس
وبعض المهموس أضعف من بعض، فالصاد والخاء المعجمة أقوي من غيرها لأن في الصاد انطباقا، وصفيرا، واستعلاء، والخاء فيه استعلاء، وكلها صفات قوة، وما سوى هذه العشرة من حروف الهجاء تسعة عشر حرفا مجهورا لقوته، وقوة الاعتماد عليه، ومنع النفس أن يجري معه. قال في "التمهيد": وإنما لقبت بالجهر، لأن الجهر هو الصوت الشديد