الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويفهمه كلام أبي شامه.
ومثاله: ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، وأمثاله كثير في فرش الحروف، من كتب القراءات.
ومن أشهر ما ألف في ذلك: "التيسير" للداني، و "قصيدة الشاطبي"، و "أوعية النشر في القراءات العشر"، و "تقريب النشر" كلاهما لابن الجزري.
وأما الآحاد:
ما صح سنده، ولم يشتهر بين القراء.
وهذان النوعان يدخل فيهما كثير من الأحاديث المذكورة، في مثل الترمذي و "المستدرك" للحاكم، فإنهما عقدا لهذا النوع بابا، وسنورده.
من ذلك: أخرج الترمذي، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:"أن النفس بالنفس والعين بالعين"[المائدة: 45]، يعني برفع العين.
وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: "هل تستطيع ربك"[المائدة: 112].
وأخرج/ الترمذي، عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها:{إنه عمل غير صالح} [هود: 46].
وأخرج، أيضا، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ:"قد بلغت من لدني عذرا"[الكهف: 76][مثقلة].
وأخرج، أيضا، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما/ - أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم:{خلقكم من ضعف} [الروم: 54] فقال: "من ضعف".
وأخرج، أيضا، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ:{فروح" وريحان وجنت نعيم} [الواقعة: 89].
وأخرج أيضا، عن علقمة قال: قدمنا الشام، فأتانا أبو الدرداء، فقال: أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: فأشاروا إلي، فقلت: نعم، قال: كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية: {واليل إذا يغشى} [الليل: 1] قال: قلت: سمعته يقرأ: {واليل إذا يغشى (1) والنهار إذا تجلى (2) "والذكر
والأنثى"} [الليل: 1 - 3] فقال أبو الدرداء: وأنا - والله - هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها "وما خلق"، فلا اتبعتهم.
هذا حديث حسن صحيح، وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود {واليل إذا يغشى (1) والنهار إذا تجلى (2) "والذكر والأنثى"} .
أقول: هذا الحديث مروري من طرق شتى، وهو من مشهور الروايات.
وأخرج الترمذي أيضا، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {"إني أنا" الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58].
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج الحاكم - في المستدرك - عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كيف ننشزها} [البقرة: 259]، بالزاي.
وأخرج الحاكم - في مستدركه - عن ابن عباس رضي الله عنه، عن أبي ابن كعب - رضي الله تعالى عنه - قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وليقولوا درست} [الأنعام: 105] يعني بجزم السين، ونصب التاء.
وأخرج في "المستدرك" عن البراء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {لا "تفتح" لهم أبواب السماء} [الأعراف: 40] بالتخفيف.
وأخرج في "المستدرك" عن نافع، عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعف" [الأنفال: 66] بالرفع.
وأخرج الحاكم، أيضا، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - يرفعه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ:"لقد جاءكم رسول من أنفسكم"} [التوبة: 128] يعني من أعظمكم قدرا.
وأخرج - في "المستدرك" - عن أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه - يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما "تجمعون"} [يونس: 58].
وأخرج، أيضا، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة [صالحة] غصبا"[الكهف: 79].
وأخرج - في "المستدرك" - عن عبدالله، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهل من مذكر"[القمر: 17] بالذال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{فهل من مذكر} [بالدال].
وأخرج - في "المستدرك" - عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {متكئين على رفرف خضر "و [عباقري] " حسان} [الرحمن: 76].
وأخرج أيضا، عن عائشة - رضي الله تعالى عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ:{وما هو على الغيب} "بظنين"[التكوير: 24] بالظاء.
وأخرج الحاكم - في "المستدرك" - عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأها: "إنا أنطيناك الكوثر"[الكوثر: 1].
فهذه الأحاديث بعضها مشهور، وبعضها آحاد، والله الموفق، انتهى.
وسيأتي لذلك مزيد كلام في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ونسوق فيها جملة من الأحاديث، مما ذكره الترمذي والحاكم، مما ستقف عليه، والله الموفق.