الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثامن والستون
علم تراكيب الحروف،
ومعرفة النطق بها مع التركيب
النوع الثامن والستون
علم تراكيب الحروف،
ومعرفة النطق بها مع التركيب
ولم يذكر هذا النوع الحافظ السيوطي رحمه الله في "الإتقان"، وهو حقيق بالذكر لكثرة فوائده.
قال الشيخ أحمد القسطلاني- رحمه الله تعالى- أما الألف فالنطق بها على حسب الفتحة قبلها ترقيقا وتفخيما، هذا هو الصحيح، كما اله ابن الجزري، وأما قوله في " التمهيد"- وهو مما صنفه في سن البلوغ كما نبه هو عليه-: واحذر تفخيمه- أي: الألف- إذا أتى بعد حرف من حروف الاستعلاء، و [إذا أتى] بعد لام مفخمة [فلا بد من ترقيقه] نحو:{إن الله} [البقرة: 20] و {الصلوة} [البقرة: 3]، و {الطلق} [البقرة: 227] في مذهب ورش فتأتي باللام مغلظة وبالألف بعدها مرققة، وبعض
الناس يتبعون الألف اللام، وليس بجيد.
وقال في موضع آخر منه: واحذر غذا فخمت الخاء قبل الألف أن تفخم الألف معها، فإنه خطأ لا يجور، ثم نقل قول الجعبري:
وإياك واستصحاب تفخيم لفظها
…
إلى الألفات التاليات فتعثرا
أو قول تلميذه ابن الجندي: وتفخيم الألف [بعد] حروف الاستعلاء خطأ نحو: {خطئين} [القصص: 8]، انتهى. فمعارض بما نص عليه في النشر من أن الألف/ لا توصف بترقيق ولا تفخيم؛ بل بحسب ما [3/] يتقدمها فإنها [تتبعه] ترقيقا وتفخيما، ثم قال: وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه لم يسبه إليه أحد، وقد رد عليه المحققون كالعلامة ابن [بصخان] في مؤلف سماه التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف وأنكره، ونسب من أنكر التفخيم غلى الجهل وغلظ الطباع وعدم الاطلاع، معللا جهله بدعواه بترقيق {فصالا}
[البقرة: 233]، و {طال} [الأنبياء: 44] في قراءة ورش بتغليظ اللام، وأن ترقيقها متعذر غير ممكن؛ لأنه اكتنفها حرفان مغلظان، وأما غلظ طباعه فإنه لا يفرق بين ألف {وحال} [هود: 43] و {طال} [الأنبياء: 44]، وأما عدم اطلاعه فغن أكثر النحاة نصوا على تفخيمها، وأيد ذلك وقوف إمام النحو والقراءات في عصره اثير الدين أبي حيان عليه، وتصوبيه له، والله أعلم.
وأما الهمزة: فيتلطف بها، سلسلة في النطق من غير تعسف لبعض مخرجها، مع التحفظ بترقيقها نحو:{الحمد لله} [الفاتحة: 2]، و {ءانذرتهم} [البقرة: 227]، وقبل مجانس أو مقارب إشد كـ {اهدنا} [الفاتحة: 6] خوف التهوع بها. وبالهاء محتفظا ببيانها لخفائها نحو: {ببهتن} [الممتحنة: 12]، و {اهدنا} [الفاتحة: 6]، وربما خرجت ممزوجة [بالحاء] لا سيما إن كانت مكسورة، كـ {عليهم} [الفاتحة: 7]، ويتأكد عند مجاورة مقارب كـ {وعد الله حق} [لقمان: 33]، لاسيما إن اكتنفها ألفان كـ {ضحها} [الشمس: 6]، لاجتماع ثلاثة أحرف خفية، وكذا إذا شددت، مدغمة في مثلها نحو:{أينما يوجهه} [النحل: 76]، لا سيما إن كان قبلها حررف مجهور كهذا؛ لأن اصله "يوجهه" بهائين كما رسم في الأمهات، فلما سكنت الهاء الأولى للشرط أدغمت في الثانية، فالنطق بهاء واحدة، وكذا كل مشددة كـ {فمهل} [الطارق: 17] وليحترز من فكها، وقد اختلف في