الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثالث والخمسون
علم القراء المشهورين بقراءة القرآن وأسمائهم
وهذا النوع لم يفرده الإمام الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى- بل ذكره في علم جمع القرآن وترتيبه.
نبدأ أولا بالسبعة ثم بالثلاثة ثو الأربعة
.
فأولهم: إمام دار الهجرة نافع بن عبد الرحمن/ بن أبي نعيم
.
ويكنى أبا رويم، وأبا الحسن. أصله من أصبهان، وكان أسود اللون حالكا، فصيحا، عالما بالقراءات ووجوهها، وكان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك؛ لان النبي صلى الله عليه وسلم تفل في فيه في المنام، رواه أحمد بن المصري، عن الشيباني، قال لي رجل ممن قرأ على نافع .. فذكره.
وإلى ذلك أشار في "الحرز" بقوله:
فأما الكريم السر في الطيب النافع .....................
قال الذهبي: هذه الحكاية لا تثبت من جهة جهالة راويها.
وأقول: مثل الفضائل والمناقب لا يتقيد بهذا التقييد؛ بل ينبغي قبول ذلك، وإحسان الظن، والله أعلم.
وقال [المسيبي] لنافع: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك، قال: كيف لا، وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت عليه القرآن.
وفي "كامل" الهذلي: أن الرشيد سأله أن يصلي به- لما قدم المدينة- التراويح، وله بكل ليلة مئة دينار، فشاور مالكا- رحمهما الله تعالى-، فقال له: إن الله يعطيك المئة من فضله، وأنت إمام، فربما يجري
على لسانك شيء؛ لأن القرآن معجز، وأنت محترم، فلا تعاود في ذلك؛ لاعتماد الناس عليك، فتسير به الركبان فتسقط.
وقال الليث بن سعد: قدمت المدينة، ونافع إمام الناس في القراءة لا ينازع.
ولما قام نافع: السنة الجهر بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} ، لم يعد مالك أن سلم، وقال: كل علم يسأل عنه أهله، وكان إمام المسجد النبوي.
وعن الإمام مالك- رحمه الله تعالى-: قراءة نافع سنة، ومثله للشافعي.
وقال وهب وزاد: فكيف برجل قرأ عليه مالك.
وولد نافع سنة سبعين، وتوفي سنة تسع وستين ومئة، أواخر أيام المهدي، وقدم عند جماعة، كالداني في التيسير، والشاطبي في الحرز، وابن مجاهد لشرفه، وقيل: لشرف محله، وهذا إنما يتمشى على القول