الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قولهم: ثغر رتل ورتل بكسر العين وفتحها أنه إذا كان حسن التنضيد، ورتلت الكلام ترتيلا إذا تمهلت فيه، ويقال: ثغر رتل من الثنايا بافتراق قليل، وقوله تعالى:{ترتيلا} تأكيد في إيجاب الأمر، وأنه مما لابد منه للقارئ، وقيل: الترتيل مستحب، ومشروعيته ليست لمجرد التدبر، فإن العجمي الذي لا يفهم معنى القرآن شرع له أيضا؛ لأنه أقرب إلى الاحترام، وأشد تأثيرا في القلب.
وهل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة وكثرتها
؟
والصحيح؛ بل الصواب أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها، وعن بعضهم: ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا، ومثل ذلك، بأن الأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة.
فالتحقيق: مذهب ورش من غير طريق الأصبهاني عنه وحمزة وقتيبة عن الكسائي، والأعشى عن أبي بكر، وبعض طرق الأسناني عن حفص، وبعض المصريين عن الحلواني عن هشام، وأكثر طرق العراقيين عن الأخفش عن ابن ذكوان، وهو الذي يستحب الأخذ به عن المتعلمين مع مراعاة التحفظ من التجاوز فيه.
والحدر: مذهب من قصر المنفصل كابن كثير، وأبي جعفر، وسائر من قصر [المنفصل] كأبي عمرو، وقالون، والأصبهاني عن ورش، ويعقوب - في الأشهر - عنهم، وكالولي عن حفص.
والتدوير: ورد عن أكثر الأئمة ممن روى مد المنفصل فلم يبلغ فيه إلى الإشباع، وهو مذهب سائر القراء، وهذا هو الغالب على قراءتهم.
والكل يجيز الثلاث.
فإن قلت: ما الفرق بين التحقيق والترتيل؟
فالجواب: أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم والتمرين، والترتيل يكون للتدبر والتفكر، فكل تحقيق ترتيل، وليس كل ترتيل تجقيق.