الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة شكر
عملًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الّذي أخرجه أبو داود في سننه (2/ 295)(1) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "لا يشكر الله من لا يشكر النَّاس" فإني أشكر الله عز وجل على ما أسبغ وأنعم علي من آلاء عظيمة، فله الحمد أوَّلًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، ولا يفوتني أنّ أقدم الشكر الجزيل لشيخنا المفضال وأستاذنا الكبير المبجل فضيلة الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم، على ما تفضل به علي من وقت وجهد رغم كثرة مشاغله وارتباطاته العلمية، وعلى ما أبداه لي من نصح وإفادة وتوجيه وإشارة، فجزاه الله عني خير الجزاء، ونفع به وبعلمه، وبارك فيه وفي ماله وأهله وأولاده، إنّه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أني أيضًا أكرر شكري وتقديري لوالدي وشيخي المبارك أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، -حفظه الله تعالى-، على جهوده المتواصلة، ونصحه وتوجيهه الدؤوب، تجاه هذه السلسلة المباركة (سلسلة تقريب رواة السُّنَّة بين يدي الأُمَّة)، وغير ذلك، فكم له علي من إحسان وإفضال، وإكرام وإنعام، فما أنا وكثير من إخواني إِلَّا حسنة من حسناته، فالله أسأل أنّ يرفع قدره في الدَّارين، وأن يلبسه لباس الصِّحَّة والعافية المتكاملين، وأن يبارك لنا فيه، ويحفظه وأهله وأولاده وماله بحفظه الّذي لا يرام، ويكلؤه بعينه الّتي لا تنام، آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
(1) انظر الصحيحة رقم (416)
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إِلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
أمّا بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد: فهذه هي المجموعة الرّابعة من "سلسلة تقريب رواة السُّنَّة بين يدي الأُمَّة"، يسعدني ويسرني أنّ أقدمها لإخواني الأفاضل الأماثل من محبي العلم الشريف، والباحثين عن رواة الحديث.
وليس من الخفي -كما يقول الإمام النووي-: لا إنَّ من أَهمِّ أنواع العلّوم معرفة علم الأسانيد: أعني معرفة حال رواتها، وصفاتهم المعتبرة، وضبط أنسابهم، ومواليدهم، ووفياتهم، وجرحهم، وتعديلهم، وغير ذلك من
الصفات" (1).
ويقول الإمام أبو بكر محمَّد بن محمَّد بن علي خميس في مقدمة كتابه "تاريخ مالقة": "إنَّ أحسن ما يجب أنّ يُعْتنى به، وُيلَمُّ بجانبه، بعد الكتاب والسُّنَّة معرفة الأخبار، وتقييد المناقب والآثار، ففيها تذكرة بتقلب الدهر بأبنائه، وإعلام بما طرأ في سالف الأزمان من عجائبه وأبنائه، وتنبيه على أهل العلم الذين يجب أنّ تُتبع آثارهم، وتُدَوَّن مناقبهم وأخبارهم، ليكونوا كأنّهم ماثلون بين عينيك مع الرجال، ومتصرفون ومخاطبون لك في كلّ حال، ومعروفون بما هم به متصفون، فيتلو سُوْرهم من لم يعاين صورهم، ويشاهد محاسنهم من لم يعطه السِّن أنّ يعاينهم، فيعرف بذلك مراتبهم ومناصبهم، ويعلم المتصرف منهم في المنقول والمفهوم، والمتميز في المحسوس والمرسوم، ويتحقق منهم من كَسَته الآداب حُليّها، وأرضعته الرياسة ثديها، فيجِدَّ في الطلب ليلحق بهم، ويتمسك بسببهم (2).
ويقول العلّامة المعلمي: إنَّ معرفة أحوال الرجال هي نفسُها من أَهمِّ فروع التاريخ (3).
فمشاركة في تقريب حملة هذا العلم، وبيان مناقبهم ومآثرهم السامية، فإني قد جمعت في هذه المجموعة -الّتي أسميتها "السلسبيل النقي في تراجم شيوخ البَيْهقي "- مشيخة أحد شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام،
(1)"ما تمس إليه حاجة القاري" ص (16).
(2)
"الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التارريخ" ص (49).
(3)
"علم الرجال وأهميته" ص (17).
الجامعين بين علم الحديث والأحكام، أعني ذاك العلم الشامخ الهمام؛ أبا بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي الحافظ الإمام، قمت بجمع ذلك من كتبه المطبوعة الّتي بلغت سبعةً وعشرين مصنِّفًا مُوثقًا ذلك بالعزو إليها عند ذكري له، وفي أول مصادر التّرجمة، فإن لم أجده فيها ونص إمام على روايته عنه ذكرته؛ مع بيان ذلك عند ذكرى له، والعهدة في ذلك على من نصّ على ذلك، ومصنفاته المطبوعة الّتي وقفت عليها هي:
"السنن الكبرى" الطبعة الحجرية، و"السنن الصغرى" مع شرح الأعظمي مكتبة الرشد، و"الجامع لشعب الإيمان" مكتبة الرشد، و"مناقب الشّافعيّ" دار التراث القاهرة، و"معرفة السنن والآثار" دار الكتب العلمية، و"الزهد الكبير" مؤسسة الكتب الثقافية، و"القضاء والقدر" مكتبة الرشد، و"الاعتقاد" دار الفضيلة، و"الأسماء والصفات" مكتبة السوادي للتوزيع، و"فضائل الأوقات" مكتبة المنارة، و"الآداب" مؤسسة الكتب الثقافية، و"بيان خطأ من أخطأ على الشّافعيّ" مؤسسة الرسالة، و"الخلافيات" دار الصميعي، و"دلائل النبوة" دار الكتب العلمية، و"المدخل إلى السنن" أضواء السلف، و"إثبات عذاب القبر" مكتبة التراث الإِسلامي، و"المدخل إلى دلائل النبوة" مطبوع ضمن "الدلائل"، و"البعث والنشور" مؤسسة الكتب الثقافية، و"القراءة خلف الإمام" دار الكتب العلمية، و"أحكام القرآن" دار إحياء العلوم، و"الدعوات الكبير" منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، و"رسالة إلى أبي محمَّد الجويني"، و"رسالة إلى عميد الملك" وهما ضمن ترجمته من "طبقات الشّافعيّة الكبرى"، والأولى طبعت مستقلة، بتحقيق أبي عبيد الله فراس بن خليل مشعل، الناشر: دار
البشائر الإِسلامية، بيروت- سنة 1428هـ، و"حياة الأنبياء في قبورهم" مكتبة العلّوم والحكم، و"جز الجويباري في مسائل عبد الله بن سلام" ضمن أجزاء حديثية تحقيق مشهور، و"الرَّدِّ على الانتقاد على الشّافعيّة في اللُّغة"، دار البخاريّ للنشر والتوزيع، بريدة.
وقد ذكرت بين يدي هذه المجموعة من هذه السلسلة المباركة -إن شاء الله تعالي- ترجمته موسعة (1) لصاحب "المشيخة" أبي بكر البَيْهقي -رحمه الله تعالى- اشتملت على ثلاثة فصول:
الفصل الأوّل: سيرته العلّمية، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأوّل: هويته.
(1) وقد أشار على بعض إخواني به. فرادها في رسالة مستقلة، وقد كنت استحسنت ذلك، وأسميتها "معارج الرقي في ترجمته البَيْهَقِيِّ"، ثمّ رأيت أنّ ذكرها في مقدمة هذا "المعجم" أنسب، ومعرفة ما فيها فيه أوفق، لما تضمنته من بيان لمنزلة هذا الإمام، الّذي جُمِعَ له في عصره أئمة الإسلام، فتنور بعلومهم، واستضاء بفهومهم، واتبع رسومهم، حتّى صار علمًا يقتدي به، وإمامًا يرجع إليه، فرحمه الله ورضي عنه.
تنبيه ذكر العلّامة السخاوي في كتابه "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام"(3/ 1197) أنّ له مصنفًا في ترجمة البَيْهقي بعنوان: "القول المُرْتقي في ترجمة البَيْهقي"، وقد أشار إليه -أيضًا - في "إرشاد الغاوي"، و"الضوء اللامع"، فقال في "إرشاد الغاوي": منها الجزء الّذي أفردته في ترجمته البَيْهقي. وفي موضع آخر قال: كترجمة البَيْهقي الّتي أفردتها بالتأليف. وذكره إسماعيل الباشا، والكتاني. انظر:"فهرس الفهارس"(2/ 990)، و"إيضاح المكنون"(2/ 253)، و"الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه" ص (306).
وللدكتور نجم عبد الرّحمن خلق رسالة بعنوان: "الإمام البيهقي شيخ الفقه والحديث وصاحب السنن الكبرى" استلها من كتابه "الصناعة الحديثية"، وقد طبعت في دار القلم، دمشق سنة 1414هـ.
1 -
اسمه ونسبه.
2 -
كنيته.
3 -
لقبه.
4 -
نسبته.
5 -
ولادته.
6 -
أسرته.
7 -
طبقته.
8 -
تاريخ وفاته، ومكأنّها.
9 -
رثاؤه.
المبحث الثّاني: بعض أخلاقه وسجاياه:
1 -
عبادته وزهده وورعه وتقواه.
2 -
ذكاؤه وحفظه وإتقانه.
3 -
بعض أشعاره.
4 -
رؤيته رب العزة عز وجل في. النوم.
المبحث الثّالث: مذهبه الاعتقادي والفقهي:
1 -
مذهبه الاعتقادي.
2 -
مذهبه الفقهي.
* سبب اختياره لمذهب الشّافعيّ.
* خدمته لمذهب الشّافعيّ ونصرته له.
* أول من جمع نصوص الشّافعيّ.
الفصل الثّاني: سيرته العلمية، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأوّل: بداية طلحة للعلم وسماعه الحديث.
المبحث الثّاني: نشأته العلمية.
المبحث الثّالث: رحلاته.
(1)
رحلته إلى بلاد خراسان.
(أ) نيسابور.
(ب) طوس.
(ج) الدامغان.
(د) إسفرايين.
(2)
رحلته إلى العراق.
(3)
رحلته الأولى إلى الحجاز.
(4)
رحلته الثّانية إلى الحجاز، والعراق.
(5)
رحلته إلى بلاد الجبال، ويقال: الجبل.
(أ) همذان.
(ب) أسداباذ.
(ج) قِرْمِيْسِيْن.
(د) ساوة.
(هـ) الرَّي.
المبحث الرّابع: شيوخه، وفيه فوائد:
الفائد؛ الأولى: فيما يتعلّق بذكر ما قيل في عددهم.
الفائد؛ الثّانية: فيما يتعلّق بذكر من أفردهم أو ترجم لهم.
الفائد؛ الثّالثة: في ذكر أبرز المؤثرين من شيوخه في مجرى حياته
وتكوينه العلّمي.
الفائدةُ الرّابعة: في ذكر أكبر شيوخه.
الفائدةُ الخامسة: في ذكر الشيوخ الذين روى عنهم الحاكم والبَيْهقي معًا.
الفائدةُ السّادسة: في ذكر بعض مصنفات الحديث الّتي لم تقع له.
المبحث الخامس: تلاميذه:
الفصل الثّالث: علومه وآثاره العلمية ومكانته بين العلماء، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأوّل: نبذة عن بعض العلوم الّتي برز فيها.
المبحث الثّاني: آثاره ومصنفاته:
(1)
بداية تصنيفه.
(2)
مكانته في التنصنيف.
(3)
عدد مصنفاته.
(4)
تنافس العلماء وطلبة العلم على تحصيل كتبه وسماعها.
(5)
شرطه في مصنفاته.
(6)
مسرد عام بمصنفاته.
المبحث الثّالث: مكانته بين العلماء.
المبحث الرّابع: موقعه بين أئمة الجرح والتعديل.
وأمّا منهجي في هذه المجموعة فقد رتبتها على حروف المعجم، وسلكت في ذلك ما سلكته في المجموعة السابقة المتعلّقة بشيوخ أبي عبد الله الحاكم، المسماه ب "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم"، وأنبه هنا على أمور:
(1)
لقد حاولت أنّ أذكر في هذه المجموعة جميع شيوخ المترجم له، وجميع الرواة عنه، ناسبًا لهم، ومرتبًا ذلك على حروف المعجم، قال العلّامة عبد الرّحمن بن يحيى المعلمي -وهو يتحدث عن طريقتهم في وضع التراجم-: ثمّ يذكرون مشايخه والرواة عنه، ولذلك فوائد كثيرة:
منها: معرفة مقدار طلبه للعلّم ونشره له.
ومنها: دفع شبهة التكرار.
ومنها: التنبيه على السقط، والزيادة، والتصحيف، والتحريف، والتقديم والتأخير.
ومنها: أنّ يعرف تاريخ ولادة صاحب التّرجمة، وتاريخ وفاته تقريبًا إذا لم يُعرف تحقيقًا.
وهناك فوائد أخرى، وبذلك يُعلمُ حُسْنُ صنيع المزي في "تهذيب الكمال، فإنّه يحُاول أنّ يذكر في ترجمته الرَّجل جميع شيوخه، وجميع الرواة عنه، ولنِعْمَ ما صَنَعَ (1).
(2)
ضبطت المشتبه من أسماء الأماكن والبلدان -عند أول موضع ذُكِرَت فيه- بالحروف، مع بيان موقعها في العصر الحديث.
(3)
حرصت على جمع ما تفرق وتناثر من كلام الإمام الحجة أبي بكر البَيْهقي في شيوخه هؤلاء الذين أودعتهم هذه المجموعة، سواء ما كان له تعلّق بالجرح والتعديل، أو كان له تعلّق ببيان موضع السماع، وكيفيته، وتاريخه، ونحو ذلك من الفوائد الّتي لا تخفى أهميتها على المبتغي حكمًا كليًا على التّرجمة، وقد أوردت ذلك كله عند ذكري لرواية البَيْهقي عنه.
(1)"معرفة علم الرجال وأهميته" ص (67 - 74).
(4)
إذا كان الشّيخ قد تُرجم له في الكتاب الآخر "الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم"، فإني لا أكتفي بالإحالة إليه فحسب، كما فعلت ذلك فيه، وفي "مشيخته" الدارقطني قبله، بل أذكر التّرجمة برمتها.
(5)
اعتنيت بعمل فهارس فنية متكاملة، تدل الباحث على بغيته ممّا أودعته هذه المجموعة بأسهل وسيلة وأقرب طريقة.
هذا ما أردت بيانه في هذه المقدِّمة، والله أسأل أنّ يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يوفقني لإتمام ما تبقى من هذه السلسلة المباركة -إن شاء الله تعالى- خدمة لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق.
كتبه الفقير إلى عفو ربه:
أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري
بمكتبة دار الحديث الخيرية بمأرب -حرسها الله-
والقائمين عليها من كلّ سوء ومكروه
ليلة الأحد 29/ رجب/ 1428 هـ
هاتف: 777863561