الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[89] عبد الرّحمن بن محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن عُزَيْز بن محمَّد بن يزيد بن محمَّد، أبو سعد، الحاكم الإمام الكاتب، النيسابوري، الفقيه الحنفي، ابن دُوْسَت -لقب جدِّه محمَّد بن عزيز
-.
حَدَّث عن: أبي نصر إسماعيل بن حماد التركي الجوهري -أخذ عنه اللغات-، وأبي سهل بشر بن أحمد بن بشر الإسفرائني، وأبي سعيد عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهّاب بن نُصَير القرشي، وأبي عمرو محمَّد بن أحمد بن حمدان الحيري، والأستاذ أبي بكر محمَّد بن العباس الطّبريّ -قراءة-، وأبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن أحمد الحافظ الحاكم النيسابوري.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي إنشادًا -أنشد عنه في "الزهد"، و"الشعب"- وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن علي النيسابوري الواحدي المفسر، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد العزيز بن محمَّد الفارسي الهروي.
قال أبو منصور الثعالبي في "يتيمته": من أعيان الفضلاء بنيسابور وأفرادهم، يجمع من الفقه والأدب، بين التّمر والرطب، ومن النظم والنثر، بين الياقوت والدر، وشعره كثير الملح والنكت، حسن الديباجة، كأنّه يصدر عن طباع المفلقين من شعراء العراق. ثمّ ذكر من شعره قوله:
الدهرُ دهر الجاهلينْ
…
وأمرُ أهل العلم فاترْ
لا سوق أكسد فيه منْ
…
سوقِ المحابر والدفاترْ
وقوله:
عليك بالحفظ دون الجمع في كتب
…
فإن للكتب آفاتٍ تفرِّقها
الماء يغرقُها والنار تحرقها
…
والفار يخرقها واللصُّ يسرقها
وقال الأديب الباخَرْزي في "دمية القصر": ليس اليوم بخراسان أدب مسموع إِلَّا وهو منسوب إليه، مُتَّفق بالإجماع عليه، وكان أصم أصلخ، يضع الكتاب في حجره ويؤدِّيه بلفظه، فيُسْمِع ولا يَسْمَع كالمِسَنّ يشحذ ولا يقطع، وكان والدي من المختلفين إليه، والمغترفين ممّا لديه، والمخترفين لثمار أغصان بُنْان يديه، ورأيته أنا وقد طوى العمر ومراحله، وبلغ من الكبر ساحله، ولم أتزود منه إِلَّا الاكتحال بطلعته، وكأن فضة ناظري بعد منقوشة بصورته، فمما أنشدني له الأديب يعقوب بن أحمد أيده الله، وهو من أعيان تلامذته الرماة من جعبته، النحاة إلى كعبته قوله:
لمّا رأَيْتُ شَبابِى
…
يَهِيمُ في كلِّ وادٍ
عَجِبْتُ مِنْ شَيْبِ فَوْدِي
…
ومنَ شَباب فُؤادي
ولم أسمع في الكناية عن مقيل المتوفى بدهليز الآخرة، أصلح من
قوله في الأمير أحمد الميكالي، لما بني المشْهَد بباب مَعْمَر:
حَسِدُوه إذ لم يُذْكروا مسْعاته
…
لمَّا ابنتنى دهليز باب الآخرة
وتيقنوا علمًا بأن وراءه
…
من جنة الفردوس دارًا فاخرة
وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": الأديب الحنفي، الثقة الأمين، أحد أئمة العصر في الأدب ورواية كتبه، والمعتمد عليه المرجوع إليه فيه، قرأ على أبي بكر محمَّد بن العباس الطّبريّ وغيره، وسمع الدواوين وحصلها وأتقنها، وصنف الكتب وصحح الأصول، وكان كثير المشايخ، كثير الحديث، انتخب عليه أبو سعد الحافظ المحمداباذي. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": العلّامة النحوي صاحب التصانيف الأدبية، وله ديوان شعر، وكان ذا زهدٍ وصلاح، وكان أصم لا يسمع شيئًا، أخذ اللغات عن أبي نصر
الجوهري، وعنه أخذ المفسر أبو الحسن الواحدي وغيره. وقال في "تاريخه": أحد أعيان الأئمة بخراسان في العربيّة، سمع الدواوين وحصلها، وصنف التاصنيف المفيدة، وأقرأ النَّاس الأدب والنحو، أخذ العربيّة عن الجوهري، وله رد على الزَّجَاجي فيما استدركه على ابن السِّكِيت في "إصلاح المنطق"، وكان زاهدًا ورعًا فاضلًا.
ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
تنبيه: قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: جاء في "الزهد الكبير": أنشدنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمَّد الكاتب لنفسه:
لا تعجبن إذا اشتكى الحر الكريم إليك دهره فالوقت وقته والزمان زمانه والدهر دهره
فأبو سعد هذا هو صاحب التّرجمة، فقد عرف أنّ له ديوانًا من الشعر، وأمّا ما ذهب إليه د. الأعظمي -حفظه الله- في مقدمته لـ "المدخل" -وتبعه في ذلك بعضهم- من أنّ المراد به عبد الرّحمن بن محمَّد أبو سعد الإدريسي، فوهم لأنّه لم يوصف بما سبق، والله أعلم.
قلت: [ثقة مكثر أديب فاضل صاحب المصنفات الأدبية].
"الزهد الكبير" برقم (236)، "الشعب"(12/ 395) رقم (9618)، "يتيمة الدهر"(4/ 491)، "المنتخب من السياق" برقم (1016)، "إنباه الرواة"(2/ 167)، "النُّبَلاء"(17/ 509)، "تاريخ الإسلام"(29/ 346)، "الوافي بالوفيات"(18/ 254)، فوات الوفيات (2/ 297)، "الجواهر المضية"(2/ 403)، "تاج التراجم" برقم (138)، "بغية الوعاة"(2/ 89)،