الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[22] أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث، أبو بكر، التميمي الحارثي، الأصْبَهاني ثمّ النَّيْسابُوري، الفقيه
.
حَدَّث عن: أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حيان أبي الشّيخ الأصبهاني، وأبي بكر عبد الله بن محمَّد القراب، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي عمرو محمَّد بن أحمد بن حمدان الحيري النيسابوري (1).
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي في "سننه الكبرى" وغيرها، ووصفه بالفقيه، وأكثر عنه، ومن طريقه تحمل "سنن الدارقطني"- وأبو علي جامع بن الحسن بن علي البَيْهقي، وأبو الفضل العباس بن أبي العباس أحمد بن محمَّد الشقاني الحسنوي النيسابوري، وعبد الغفار بن محمَّد الشِّيْرُوبي، وأبو نصر عبد الله بن الحسن بن هارون الورَّاق، وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد النيسابوري الحسكاني، وأبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي الأصبهاني-، وذكر أنّه حدثه بنيسابور، سنة تسع وأربعمائة- وأبي بكر محمَّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى المزكي النَّيْسابُوري، ومنصور بن بكر بن حيدر،، وأبو عبد الله منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد النيسابوري.
قال عبد الغافر الفارسي في "السياق": الإمام، المُقرئ، الأديب، الفقيه، المحدث، الدَّيِّن الزاهد، الورع، الثقة، الإمام بالحقيقة، فريد عصره في طريقته وعلمه، وورعه، لم يعهد مثله، ورد من أصبهان سنة تسع وأربعمائة؛
(1) فائدة: جاء في "السنن الكبرى"(1/ 44): وقد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد الفقيه، أنا يحيى بن صاعد، أنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمود بن أحمد أبو يزيد الظفري
…
، وصوابه: وقد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد الفقيه، أنا علي بن عمر الحافظ، أنا يحيى بن صاعد. كما في "سنن الدارقطني"(1/ 71)، والله الموافق.
فحضر مجالس النظر وأعجب الكلَّ حسن بيانه وسكونه وتفَنُّنُه في العلوم، وكان عارفًا بالحديث كثير السماع صحيح الأصول؛ فأخذ في الرِّواية إلى آخر عمره مقيمًا بنيسابور، كان مولده بأصبهان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وتوفي بنيسابور ليلة الثلاثاء التّاسع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة في مدرسة البَيْهقي في سكة سيّار، ودفن بمقبرة شاهنبر بقرب أبي إسحاق الأرموي، وقد ضعف في اخر عمره قريبًا من خمسة عشر يومًا فلم يقرأ عليه شيءٍ، حدث عن أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن جعفر بجملة من حديثه ومصنفاته، وعن أبي بكر عبد الله بن محمَّد القراب وأقرانهم، سمع منه: الوالد، وابن أبي زكريا، وابن رامش، وابن الشقاني والطبقة، قرأت بخط الحسكاني، وكان من المكثرين عنه المختصين بالاستفادة منه أنّه قال: توفي أبو الشّيخ بأصبهان سنة تسع وستين وثلاثمائة، وهو ابن سبع وتسعين سنة اهـ. وقال القفطي في "أنباه الرواة": المُقرئ النحوي، المحدث الدَّيِّن الزاهد، الورع الثقة، الإمام بالحقيقة، فريد عصره، تخرج عليه العلماء والأدباء، وكان يعقد المجالس ويُملي العلوم، وتخرج به الرؤساء والأجلاء، وظهرت بركته على طلبته. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": الإمام المُقرئ النحوي، الزاهد المحدث، نزيل نيسابور، تخرج به أهل نيسابور في العربيّة، وحدث بـ "سنن الدراقطني". وفي "تاريخ الإسلام": كان إمامًا في العربيّة تخرج به أهل نيسابور. وفي "العِبَر": صدّر للحديث، ولإقراء العربيّة.
قلت: [ثقة حافظ فقيه مقرئ إمام في النحو، تخرج به الكبار في زمانه].
"السنن الكبرى"(1/ 6/ ك: الطّهارة، باب التطهير بالماء المسخن) و (1/ 34، 44)، (2/ 165)، (4/ 107)، (9/ 141)، "القدر"(2/ 764)، "الخلافيات"(1/ 189)، "فضائل الأوقات" برقم (195)، "الأربعين"
للأصبهاني ص (202)، "المنتخب من السياق" برقم (194)، "التحبير في المعجم الكبير"(1/ 156)، (2/ 70)، "إنباه الرواة"(1/ 165)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1097)، "النُّبَلاء"(17/ 538)، "تاريخ الإسلام"(29/ 281)، "العِبَر"(2/ 262)، "الشذرات"(5/ 150).
[*] أحمد بن محمَّد بن أحمد بن جعفر، إلَّاصبهاني، القصّار.
ذكره محقق كتاب "القضاء والقدر" محمَّد بن عبد الله آل عامر في شيوخ البَيْهقي الّذي روى عنهم في كتابه هذا في المبحث الخامس من مقدمته للكتاب ص (18)، وقد وهم في ذلك، وإنّما روى البَيْهقي في كتابه هذا كما في رقم (500)، عن أبي بكر بن الحارث الأصبهاني، وهو أحمد بن محمَّد بن أحمد الحارثي، فظنه المحقق القصّار فوهم في ذلك، والله الموفق.
[*] أحمد بن محمَّد بن أحمد بن الخليل، أبو سعد، الصُّوفِي، الهروي.
يأتي -إن شاء الله تعالى- في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل.
[23]
أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل، أبو سعد (1)، الأنصاري، الصُّوفِي، الهَرَوي المالِيني (2)، الفقيه الشّافعيّ، طاوس الفقراء (3).
حَدَّث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى بن داود المصري، وأبي
(1) جاء في بعض المواضع من "السنن" أبو سعيد، والصواب: أبو سعد، كما في "بيان الوهم والإيهام".
(2)
بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بعد اللام المكسورف وفي آخرها النون، نسبة إلى مالين، فرية على شط جَيْحون، تقع على فرسخين من هَرَاة ويقال لها: مالان. "الأنساب"(5/ 59)، "معجم البلدان"(5/ 396). وتقع حاليًا في الشمال الغربي من أفغانستان بالقرب من حدود إيران. "أطلس تاريخ الإسلام" ص (423، 430).
(3)
جاء في "النجوم الزاهرة" طاووس الفقهاء.
إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم المكي، وأبي القاسم إبراهيم بن محمَّد النَّصرباذي الصُّوفي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي البَغْدادِي، وأبي بكر أحمد بن عبد الله بن المنتصر الأندلسي، وأبي الحشين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، وأبي بكر أحمد بن علي بن الفرج الحَمَّال الصُّوفي، وأبي نصر أحمد بن عمران الإسبيجاني، وأبي العباس أحمد بن محمَّد بن أحمد الدَّيْبُلي الخياط، وأبي بكر أحمد بن محمَّد بن إسماعيل الطَّابشي، وأبي الحسن أحمد بن محمَّد بن الحسن بن يعقوب البَغْدادِي بها، وأبي جعفر أحمد بن محمَّد بن سدر، وأبي العباس أحمد بن محمَّد بن علي بن هارون البَرْديجي، وأبي العباس أحمد بن منصور، وأحمد بن يوسف المُقرئ، أبي بكر صاحب الشبلي، أبي الحسن إسماعيل بن عمر بن كامل المُقرئ، وأبي عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف النيسابوري، وبكير بن محمَّد بن بُكَيْر المنذري الطَّرْطُوسي، وأبي حفص بقاء بن عبيد الله بن عتيق الأخميمي، وأبي القاسم تمام بن محمَّد بن عبد الله الدمشقي، وأبي أسامة الحارث بن عدي، وأبي محمَّد الحسن بن أحمد المؤدب من أهل الحربية -وكان سماعه منه بتستر- وأبي محمَّد الحسن بن إسماعيل بن محمَّد الضَّراب المصري، وأبي علي الحسن بن جعفر بن علي الحاجب، وأبي محمَّد الحسن بن رَشِيق العسكري المصري، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، وأبي علي الحسن بن علي بن سليمان بن خلف المطرِّز، وأبي محمَّد الحسن بن علي بن غالب الزهريّ، وأبي محمَّد الحسن بن علي الصَّدفي المصري، والحسن
بن القاسم بن اليسع، وأبي القاسم الحسين بن عبد الله القرشي، وأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز بن محمَّد بن أحمد المهلبي النَّيْسابُوري، وأبي القاسم سلامة بن علي، وأبي الفضل العباس بن أحمد بن عثمان الصُّوفي، وأبي الطيب العباس بن أحمد الهاشمي الشّافعيّ المصري، وأبي "الفتح" عبد الرّحمن بن أحمد خادم ابن خفيف، وأبي محمَّد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البَغْدادِي بن ماسي، وأبي الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزُّبيري، وأبي بكر عبد الله بن بكر الطبراني، وأبي أحمد عبد الله بن بكر الطبراني، وأبي القاسم عبد الله بن سعيد بن علي الأزدي، وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن إسماعيل النسائي، وأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حيَّان الأصبهاني أبي الشّيخ، وأبي سعيد عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهّاب الرَّازِي، وأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن عبد الله بن عثمان الواسطي المعروف بابن السَّقّاء، وأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن محمَّد بن فُورك، الأصبهاني القباب، وعبد الرّحمن بن محمَّد بن إدريس الهروي، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن محمَّد بن الأفقم، وعبد الرّحمن بن محمَّد بن محبور الدهان النيسابوري، وأبي القاسم عبد الرازق بن أحمد بن يوسف الخيَّاش المصري، وعبد الصمد بن بنان، وأبي الحسين عبد العزيز بن الحسين الهمذاني، وأبي القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن هارون الهاشمي البصري بها، وأبي محمَّد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي، وأبي إسحاق عبد الملك بن حبّان بن عبد القاهر الصُّوفي المُرَادي، وأبي الطيب عبد المنعم بن عبد الله المُقرئ، وأبي القاسم عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم الشِّيرازي، وأبي القاسم عبد
الواحد بن أحمد بن عبيد الله، وأبي الفرج عبد الواحد بن بكر بن محمَّد الهَمَذاني الورثا في الصُّوفي، وأبي الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد. بن موسى الكلابي الدمشقي، وأبي محمَّد عبد الوهّاب بن محمَّد بن الحسن بن هاني البزار البَغْدادِي، وأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهريّ، وأبي عمر عثمان بن عمر بن عبد الرّحمن بن أخي النجاد، وعلي بن إبراهيم البصري، وأبي الحسن علي بن إبراهيم الحُصْري الصُّوفي، وأبي الحسن علي بن أحمد الشمشاطي، وأبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف العسقلاني، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الرّحمن الفِهْري، وأبي الحسين علي بن أحمد بن عبد الله الحضرمي البتلهي، وأبي الحسن علي بن أحمد بن قرقر، أبي الحسن علي بن إسحاق، وأبي الوزير علي بن إسماعيل الصُّوفي، وأبي الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذَني، وأبي القاسم علي بن الحسن بن جعفر بن أبي زكَّار، وأبي الحسن علي بن عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، وأبي الحسن علي بن عثمان بن نصر بن عمر القَرافي، أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الدراقطني، وأبي الحسن علي بن محمَّد بن إبراهيم البَغْدادِي، وأبي الحسن علي بن محمَّد بن عبد الله، وأبي الحسن علي بن محمَّد السَّرُوجي، وأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان البَغْدادِي ابن شاهين، وعمر بن أحمد بن محمَّد البَغدادِي - بشيراز-، وأبي حفص عمر بن محمَّد بن عِراك المُقرئ، وأبي القاسم عمر بن محمَّد بن إبراهيم بن سَبَنك البَغْدادِي، وأبي القاسم عمر بن محمَّد بن أحمد بن مقبل بن الثلاج البَغْدادِي -بشيراز-، والفصل بن جعفر المؤذن التميمي الصُّوفي، وقاسم بن عمرو المُعَافري، وأبى بكر محمَّد بن إبراهيم بن علي
الأصبهاني، وأبي الحسين محمَّد بن أحمد بن جُميع الصَّيداوي، وأبي بكر محمَّد بن أحمد بن الحسن صاحب جامع بن أحمد، وأبي الحسين محمَّد بن أحمد بن سَمْعون البَغْدادِي، وأبي الفتح محمَّد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي بها، وأبي بكر محمَّد بن أحمد بن الفيض، وأبي بكر محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن يعقوب الجُرْجراني، وأبي سعيد محمَّد بن أحمد بن يوسف الهروي، وأبي بكر محمَّد بن إسحاق بن محمَّد الحجار المصري، وأبي الحسن محمَّد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج النيسابوري، وأبي علي محمَّد بن جعفر بن محمَّد بن أبي كريمة الصَّيداوي، وأبي علي محمَّد بن الحسن بن حمزة الجعفري الصُّوفِي الرازي، ومحمد بن الحسن بن علي، وأبي علي محمَّد بن الحسين بن حمزة الصُّوفِي الرازي، وأبي عبد الله محمَّد بن الحسين التَّنْوخي، وأبي بكر محمَّد بن خلف بن جيّان الخلَّال البَغْدادِي، وأبي بكر محمَّد بن سليمان بن يوسف البندار، وأبي الحسن محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبده السّليطي النيسابوري، ومحمد بن عبد الله البَغْدادِي، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله النسوي، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي، وأبي الفضل محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن خميرويه، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن صالح الأبهري، وأبي محمَّد محمَّد بن عبيد الله بن محمَّد بن الفتح البَغْدادي الصُّوفِي، وأبي بكر محمَّد بن عدي بن زحر المنقري، وأبي عبد الله محمَّد بن محمَّد بن سليماق الصُّوفي، وأبي بكر محمَّد بن محمَّد بن يعقوب، وأبي بكر محمَّد بن نصر بن جعفر بن الحسين الروياني الصُّوفي، وأبي حاتم محمَّد بن يعقوب، وأبي علي مخلد بن جعفر بن
سهيل الدقاق الفارسي الباقرحي البَغْدادِي، وأبي الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي المعروف بابن برهان، وأبي حفص معاذ بن عبيد الله بن عتيق الأخميمي بإخميم، وأبي علي منصور بن عبد الله بن خالد الخالدي الهروي، وأبي صالح هارون بن خيوان، وأبي الطيب يوسف بن عبد السَّيِّد بن سهل السني، وأبي الفتح يوسف بن عمر بن مسرور البَغْدادِي، والقاضي يوسف بن القاسم المَيانَجي، وأبي القاسم يوسف بن يحيى، وأبي بكر بن منصور، وأبي عبد الله الأزدي.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- في "سننه الكبرى" و"الصغرى"-، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الذكراني الأصبهاني، وأبوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - وقال: نعم الشّيخ كان -، وأبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو القاسم تمام بن محمَّد الرازي، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصْبَهانى - ووصفه بالحافظ، وذكر أنّ سماعه منه كان في سنة ثمان وأربعمائة -، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن محمَّد بن إسحاق بن مندة العَبْدي الأصبهاني، وأبو محمَّد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري - وهو من شيوخه -، وأبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري الدمشقي الشروطي ابن الحيان، وعبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي، وأبو نصر عبيد الله بن سعيد السِّجزي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسين بن محمَّد المصري الخِلَعي، وأبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه الهذلي العبدوي النيسابوري، وأبو نصر محمَّد بن أحمد بن شبيب الكاغدي البلخي، وأبو الحسن محمَّد بن الحسين بن الترجماني،
وأبو عبد الله محمَّد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري.
قال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": قدم جرجان دفعات، وكان أول دخوله جرجان في سنة أربع وستين وثلاثمائة، سمع من: الإمام أبي بكر الإسماعيلي كثيرًا من كتبه، ومن أبي أحمد بن عدي الحافظ كتاب "الكامل" و"معجمه" و"أحاديث مالك" وغير ذلك، ورحل رحلات كثيرة إلي أصبهان والبصرة وبغداد والكوفة والشام ومصر، وا لحجاز، وفارس، وخوزستان، وخراسان، وما وراء النهر، وآخر دخوله جرجان راجعًا من خراسان سألته أنّ يقيم بجرجان فأبى، وحمل جميع كتبه الّتي كانت عندي وديعة من سماعاته بجرجان، ورأى كتابي هذا فاستحسنه، وسألني أنّ أكتب اسمه في هذا الكتاب فأثبت اسمه فيه، لما كان بيي وبينه الصداقة والصحبة القديمة بجرجان ونيسابور والعراق ومصر، وخرج من جرجان سنة سبع وأربعمائة إلى أصبهان، والعراق والشام. وقال الخطيب في "تاريخه": أحد الرحالين في طلب الحديث، والمكثرين منمع كتب ببلاد خراسان، وما وراء النهر، وببلاد فارس، وجرجان والري وأصبهان، والبصرة وبغداد والكوفة والشامات ومصر، ولقي عامة الشيوخ والحفاظ الذين عاصرهم،
…
، وكان قد سمع وكتب من الكتب الطوال، والمصنفات الكبار؛ ما لم يكن عند غيره، وقدم بغداد دفعات كثيرة، وآخر ما قدم علينا في سنة تسع وأربعمائة، وسمعنا منه في رباط الصُّوفِية الّذي عند جامع المنصور، فإنّه كان نزل هناك، ثمّ خرج إلأى مكّة، ومضى منها إلى مصر، فأقام بها حتّى مات بمصر، وكان ثقة صدوقًا متقنًا خيرًا صالحًا. وقال المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: سمعت عبد العزيز بن علي الأزَجي يقول: أخذت من أبي سعد الماليني
الهروي الصُّوفي أجرة النسخ والمقابلة خصسين دينارًا في دفعة واحدة. وقال الأمير بن ماكولا في "الإكمال": كان جوالًا مكثرًا، قال لي أبو إسحاق الحبال: كأن الإسناد كان يمسك له في البلاد حتّى يدركه، جاء إلى مصر فأدرك ابن رشيق، وعاش وعاد إلى مصر وحدث بها كثيرًا. وقال أبو الحسن عبد الغافر الفارسي في "السياق": أبو سعد الماليني الهروي الصّوفي، من جملة المشايخ المذكورين بالفضائل الكثيرة؛ من العبادة والتصوف، وجمع الأحاديث، والحكايات الكثيرة، والتصنيف فيها، حج حجات وطاف في البلاد، قدم نيسابور سنة ست وأربعمائة، وروى الأحاديث، وسمع منه الطبقة، وممّا رأيت من مجموعاته أحاديث "الأربعين" لمشايخ الصُّوفِية، ذكر. فيه رواية كلّ واحد منهم، سمعها الوالد عن أبي سعيد الخشاب عنه. وقال أبو سعد السمعاني في "الأنساب": كان أحد الجوالين في طلب الحديث والمكثرين منه، كتب الحديث ببلاد خراسان، ثمّ خرج إلى الرحلة، وطاف ما بين الشاش إلى الإسكندرية، وأدرك المشايخ، وسمع الحديث، وسمع منه، وكان فاضلًا عالمًا صوفيًا ورعًا متخلقًا بأحسن الأخلاق، وكان سمع وكتب من الكتب الكبار، والمصنفات الطوال مالم يكن عند أحد، وذِكْره مشهور مُدَوَّن في الكتب. وقال ياقوت في "المشترك": كان من الحفاظ الأعيان، صنف وأملى. وقال ابن عبد الهادي: الزاهد، ذكره ابن الصلاح في "طبقات الشّافعيّة". وقال الذهبي في "الحافظ التذكرة": الحافظ العالم الزاهد، جمع وحصل من المسانيد الكبار شيئًا كثيرًا وكان ثقة متقنًا صاحب حديث، ومن كبار الصُّوفِية، له كتاب "الأربعين الصُّوفِية". وقال في "النُّبَلاء": الإمام المحدث الصادق، الزاهد الجوال،
جال في طلب العلم ولقاء المشايخ إلى نيسابور وأصبهان، وبغداد والشام ومصر والحرمين، وحصَّل، وله معرفة وفهم، جمع وصنف، وكان ذا صدقٍ وورع وإتقان، حَصَّل المسانيد الكبار، وقد ألف أربعين حديثًا كلّ حديث من طريق صوفي معتبر، وجاء في ذلك منها غير لا تنكر للقوم، فإن غالبهم لا اعتناء لهم بالرواية، وقال السبكي في "طبقاته": المحدث الحافظ الزاهد الصالح. وقال ابن كثير في "البدَاية ": كان من الحفاظ المكثرين الرحّالين في طلب الحديث إلى الآفاق، وكتب كثيرًا، وكان ثقة صدوقًا صالحًا. وقال ابن ناصر الدِّين الدمشقي في "بديعته":
وبعده الماليني كالمدارس
…
محمَّد نجلٍ أبي الفوارس
مات بمصر، يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، كذا أرخه الحبَّال في "وفيات المصريين"، والخطيب، وأبي الحسن عبد الغافر الفارسي، وأرخاه حمزة السهمي في "تاريخه"، وابن القَطَّان الفالصي في "بيان الوهم والإيهام" سنة تسع وأربعمائة، بمصر، وقد حكم غير واحد على هذا القول بالوهم منهم: ابن عبد الهادي، والذهبي، والسبكي، وغيرهم.
قلت: [ثقة حافظ، واسع الرحلة، جمع مصنَّف مع صدق وورع وديانة].
"السنن الكبرى"(1/ 27/ ك: الطّهارة، باب المنع من الادهان في عظام اللَّيلة وغيرها ممّا لا يؤكل لحمه)، (2/ 202)، (4/ 312)، "البعث والنشور" برقم (47)، "الخلافيات"(1/ 359)، " فضائل الأوقات" برقم (72)، "تاريخ جرجان" برقم (112)، "تاريخ بغداد"(4/ 371)، "الإكمال"(3/ 179)، "المنتخب من السياق" برقم (193)، "الأنساب"
(5/ 59)، "مختصره"(3/ 155)، "تاريخ دمشق"(5/ 192)، "مختصره"(3/ 224)، "تهذيبه"(1/ 446)، "المنتظم"(15/ 146)، "معجم البلدان"(5/ 52)، "المشترك وضعفًا والمفترق صقعًا" ص (382)، "بيان الوهم والإيهام"(2/ 224)، (5/ 643)، "التقييد" برقم (186)، "الكامل في التاريخ"(7/ 310)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 360)، "طبقات علماء الحديث"(3/ 267)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1070)، "طبقات الحفاظ" برقم (945)، "النُّبَلاء"(17/ 301)، "تاريخ الإسلام"(28/ 292)، "العِبَر"(2/ 221)، "الإعلام"(1/ 277)، "الإشارة"(206)، "المعين في طبقات المحدثين" برقم (1355)، "الوافي بالوفيات"(7/ 330)، "طبقات الشّافعيّة الكبرى"(4/ 59)، "البداية"(15/ 588)، "بديعة البيان" ص (182)، "المقفى الكبير"(1/ 701)، "النجوم الزاهرة"(4/ 256)، "العقد المذهب" برقم (894)، "حسن المحاضرة"(1/ 353)، "الشذزات "(5/ 65)، مقدمة "الأربعين" للدكتور عامر حسين صبري ص (33).
[24]
أحمد بن محمَّد بن أحمد بن غالب، أبو بكر، الخُوارِزْمي (1)، البَرْقاني (2)، الفقيه الشّافعيّ.
حَدَّث عن: أبي منصور إبراهيم بن الحسين بن حمكان ابن الكرخي-
(1) أوله بين الضمة والفتحة، والألف مُسْتَرَقَة مخُتَلَسَة ليست بألف صحيحة. "معجم البلدان"(2/ 452)، وتقع اليوم في جمهورية أوزبكستان. "تاريخ الخلافة الشرقية" ص (489). "أطلس تاريخ الإسلام" ص (405).
(2)
بفتح الموحدة وقيل: بكسرها، وقال السخاوي في "فتح المغيث": البرقاني بتثليث الموحدة. وهي قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم. "الأنساب"(1/ 336).
وكان قد لازمه، وأورق له، وصحبه نحوًا من عشرين سنة-، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني بها - وروى عنه "صحيحه" -، وأحمد بن إبراهيم بن جناب الخوارزمي بها، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي البَغْدادِي بها، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن محمَّد بن سَلْم الختلي البَغْدادِي بها، وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب -تلميذه- وأبي سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود الدِّهقان الإسفراييني، أبي محمَّد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الهمذاني، وأبي أحمد الحسين بن علي بن محمَّد بن يحيى التميمي النيسابوري، وعبد الرّحمن بن عمر المالكي، وأبي محمَّد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري بها، وأبي محمَّد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، وعبد الله بن أحمد بن الصديق المروزي بها، وأبي عبد الرّحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علك الجوهري المروزي بها، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني - وقد لازمه وأكثر عنه، وأبي الحسن علي بن محمَّد بن أحمد بن كيسان الحربيّ، وأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البَغْدادِي، وأبي حفص عمر بن بشران بن محمَّد بن بشران السُّكَّري، وأبي حفص عمر بن محمَّد بن علي بن يحيى البَغْدادِي بن الزيات، وأبي علي محمَّد بن أحمد بن الحسن بن الصواف البَغْدادِي بها، وأبي أحمد محمَّد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن الغِطْريف الجرجاني العبدي، وأبي عمرو محمَّد بن أحمد بن حمدان الحيري النيسابوري بها، وأخيه أبي العباس محمَّد بن أحمد بن حمدان بخوارزم، وأبي بكر محمَّد بن جعفر بن محمَّد بن الهيثم البندار البَغْدادِي بها، وأبي بحر
محمَّد بن الحسن بن كوثر بن علي البربهاري، وأبي صخر محمَّد بن السعدي المروزي، وأبي عمر محمَّد بن العباس بن محمَّد بن زكريا البَغْدادِي ابن حيّويه، وأبي الفضل محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن خميرويه الهروي بها، ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي بها، وأبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن إسحاق الحاكم النيسابوري، وأبي الحسين محمَّد بن محمَّد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج الحجاجي النيسابوري، وأبي حاتم محمَّد بن يعقوب، وأبي بكر بن أبي الحديد الدمشقي بها.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- في "سننه الكبرى" وغيرها، وأكثر عنه، ووصفه بالحافظ، وذكر أنّه حدثه ببغداد لفظًا، ومرة قال: قراءة عليه ببغداد-، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البَغْدادِي، وأبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني الكرخي، وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو المعالي ثابت بن بُنْدار بن إبراهيم بن بُنْدار البَغْدادِي البقال المِصِّيصى- حدث عنه بـ "صحيحه"-، ومرة وصفه بالشيخ وقال أخبرنا بقراءة الخطيب في جامع المنصور في جمادى الأولى من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمَّد بن سليمان الأصبهاني، وأبو محمَّد عبد العزيز بن أحمد بن محمَّد بن علي الدمشقي الكتاني - وصفه بالحافظ الفقيه-، وأبو القاسم علي بن محمَّد بن أبي العلاء المِصِّيصي، وأبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا البَغْدادِي، وأبو الفضل عيسى بن أحمد
الهمذاني، وأبو يعلى محمَّد بن أحمد البَغْدادِي البصري، وأبو منصور محمَّد بن الحسين بن عبد الله البزار بن هريسة، في ربيع الأوّل من سنة ثلاث وأربعمائة، وأبو الفضل محمَّد بن عبد السّلام الشريف الأنصاري، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله بن علي بن عبد الله الصوري، وأبو المعالي محمَّد بن محمَّد بن زيد بن علي العلوي الحسيني، ويحيى بن بندار البقال.
قال أبو القاسم الأزهري: البَرْقاني إمام، وإذا مات ذهب هذا الشأن - يعني الحديث-. وقال الخطيب: سألت الأزهري فقلت: هل رأيت في الشيوخ أتقن من البَرْقاني؟ فقال: لا. وقال أبو محمَّد الخلال: كان نسيج وحده. وقال محمَّد بن يحيى الكرماني الفقيه: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقاته": تفقه في حداثته وصنف في الفقه، ثمّ اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إمامًا. وقال حمزة السهمي في "تاريخ جرجان": كنت كلما حضرت مجلس الإمام أبي بكر الإسماعيلي، ورأيته لم يتفوه بشيء من تفسير خبر، أو ضرب مثل، أو حكايته، أو بيت شعر، أو نادرة، أو غير ذلك من سائر العلوم، إِلَّا ويبادر جماعة من الغرباء وأهل البلد علقوا وكتبوا خصوصًا أبو بكر البرقاني فإنّه قلما كان يترك شيئًا يجري إِلَّا وهو يكتب. وقال الخطيب البَغدادِي في "تاريخه": سمع ببلده، ثمّ خرج إلى جرجان فسمع بها، كتب بإسفرايين، ونيسابور، وهراة، ومرو، وسمع في بلاد أخرى، من خلق يطول ذكرهم، ثمّ عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها، فكتبنا عنه، وكان ثقة ورعًا، متقنًا متثبتًا فهمًا، لم يُر في شيوخنا أثبت منه، حافظًا للقران، عارفًا بالفقه، له حظ من علم العربيّة، كثير
الحديث، حسن الفهم له، والبصيرة فيه، وصنف "مُسْنَدًا" ضمنه ما اشتمل عليه "صحيح البخاريّ ومسلم"، وجمع حديث سفيان الثّوريّ، وشعبة، وأيوب، وعبيد الله بن عمرو، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الورَّاق، وغيرهم من الشيوخ، ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو. يجمع حديث مسعر، وكان حريصًا على العلم، منصرف الهمة إليه، وسمعته يومًا يقول لرجل من الفقهاء -معروف بالصلاح، وقد حضر عنده-: ادع الله أنّ أنّ ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب عليَّ، فليس لي اهتمام باللّيل والنهار إِلَّا به، أو نحو هذا من القول. وكنت كثيرًا أذاكره بالأحاديث فيكتبها عني، ويضمنها جموعه، ولقد حدثني أبو الفضل عيسى بن أحمد الهمذاني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن غالب الخوارزمي- في سنة عشرين وأربعمائة-، قال حدثني أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، حدّثنا أبو سعيد محمَّد بن موسى الضمير في بنيسابور، وساق حديثًا ثمّ قال: ثمّ سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عني؛ بعد أنّ حدثنيه عيسى عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إِلَّا عنك، وكتب عني بعد ذلك شيئًا كثيرًا من حديث الثّوريّ، ومسعر، وغيرهما ممّا كنت أذاكره به، وقال لي: دخلت إسفرايين ومعي ثلاثة دنانير ودرهم واحد، فضاعت الدنانير مني وبقي معي الدرهم حسب، فدفعته إلى بقال، وكنت آخذ منه في كلّ يوم رغيفين، وآخذ من بشر بن أحمد جزءًا من حديثه، وأدخل مسجد الجامع فأكتبه، وانصرف بالعشي، وقد فرغت منه، فكتبت في مدة شهر ثلاثين جزءًا، ثمّ نفذ ما كان لي عند البقال، فخرجت عن البلدة، وقال لنا -أيضًا -: كان أبو بكر الإسماعيلي بكل
واحد ممّن يحضره ورقة بلفظه ثمّ يقرأ عليه، ويقرأ لي ورقتين، ويقول للحاضرين: إنّما أفضله عليكم لأنّه فقيه. وحدثني أحمد بن غانم الحمامي - وكان شيخًا صالحًا يديم الحضور معنا في مجالس الحديث- قال: انتقل أبو بكر البرقاني من الكرخ إلى قرب باب الشعير، فسألني أنّ أشرف على حمالي كتبه، وقال: إنَّ سئلت عنه في الكرخ فعرفهم أنّها دفاتر لئلا يظن أنّها إبريسم، وكانت ثلاثة وستين سفطًا وصندوقين، كلّ ذلك مملوء كتبًا. وقال لي عيسى بن أحمد الهمذاني: لم ينظر في كتب البرقاني كلها من أصحاب الحديث غير أبي الحسن النعيمي، فإنّه نظر في جميعها، وعلق منها، وأنشدنا البرقاني لنفسه:
أُعلِّلُ نَفْسِي بِكَتْبِ الحديثِ
…
وأحْمِلُ فِيْه لهًا الموْعِدا
وأَشْغَلُ نَفْسِي بتَصْنِيْفه
…
وتخرِيجْه دائمًا سَرْمَدًا
فَطَورًا أصنفه في الشيوخ
…
وطَوْرًا أُصَنِّفُهُ مُسْنَدًا
وأَقْفُوالبُخاريَّ فيمانَحَاهُ
…
وصَنَّفَه جاهدًا مجُهِدًا
ومَسْلمَ إذكان زينَ الأنامِ
…
بتَصْنِيْفه مُسْلمًا مُرْشِدًا
ومَا لي فيه سوى أَنَنِي
…
أُراهُ هَوىً صَادَفَ المَقْصَدا
وأَرْجُوا الثوابَ بكتب الصّلاة
…
على السَّيدِ المصطفى أَحْمَدا
وأَسْأَلُ رَبيِّ إلهَ اَلعِبَادَ
…
جَرْيًا على ماله عَوَّدا
وقال في كتاب "الجهر بالبسملة" به: أنبأ البرقاني، وما رأينا شيخنا أثبت منه. وقال أبو الوليد الباجي: حافظ ثقة. وقال أبو سعد السمعاني في "الأنساب": الفقيه الحافظ الأديب الشاعر، كانت له معرفة تامة بالحديث، جمع الجموع، وتلمذ في الحديث لأبي الحسن الدارقطني ببغداد، ولأبي
بكر الإسماعيلي بجرجان. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": كان إمامًا حافظًا ذا عبادة وفضائل جمة، سمع ببلده وبلادٍ عدة، واستوطن بغداد، وحدث بها، روى عنه الأئمة المصنفون. وقال الذهبي في "التذكرة": الإمام الحافظ شيعخ الفقهاء والمحدثين، صنف التصانيف، وخرج على "الصحيحين". وقال في "النُّبَلاء": الإمام العلامة الفقيه، الحافظ المثبت، شيخ الفقهاء والمحدثين، صاحب التصانيف،
…
، ومن همَّته أنّه سمع من تلميذه أبي بكر الخطيب، وحدث عنه في حياته، وقال الإسنوي في "طبقاته": كان إمامًا حافظًا ورعًا مجتهدًا في العبادة حافظًا للقران. وقال ابن كثير في "البداية" سمع الكثير، ورحل إلى البلاد، وجمع كتبًا كثيرة جدًا، وكان عالمًا بالقرآن والحديث والفقه والنحو، وله مصنفات في الحديث حسنة نافعة. وقال ابن ناصر الدِّين الدمشقي في "بديعته":
تُفيدُنا كتْبُ الفتى البَرْقاني
…
هدايةً مثل فتى الجَبَّانِ
قال الخطيب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات رحمه الله في يوم الأربعاء أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة ودفن في بكرة غد وهو يوم الخميس، وصلّى عليه في جامع المنصور، وحضرت الصّلاة عليه وكان الإمامُ؛ القاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، ودفن في مقبرة الجامع ممّا يلي باب سكة الخرقي، وقال لي محمَّد بن علي الصوري: دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيّام أعوده، فقال لي: هذا اليوم السّادس والعشرين من جمادى الآخرة، وقد سألت الله تعالي أنّ يؤخر وفاتي حتّى يهل رجب، فقد روى أنّ
لله فيه عتقاء من النّار. عسى أنّ أكون منهم. (1) قال الصُّوري: وكان هذا القول يوم السبت، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب.
قلت: [ثقة حافظ مصنف، شيخ الفقهاء والمحدثين، مع الورع والفضائل الكثيرة].
"السنن الكبرى"(1/ 219/ ك: الطّهارة، باب غسل الجنب ووضوء المحدث إذا وجد الماء بعد التَّيمُّم)، (3/ 282، 331)، "طبقات الفقهاء"(134)، "تاريخ جرجان" ص (110)، "تاريخ بغداد"(4/ 373)، العمدة برقم (45، 75)؛ "الأنساب"(1/ 337)، "مختصره "(1/ 140)، "تاريخ دمشق"(5/ 195)، "مختصره"(3/ 225)، "تهذيبه"(1/ 447)، "أعمار الأعيان" ص (67)، " تحفة أهل الحديث" برقم (35)، كتاب "الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين" برقم (33)، "المشترك وضعًا" ص (46)، "معجم البلدان"(1/ 460)، "التقييد" برقم (185)، "الكامل في التاريخ"(8/ 8)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 362)، "تذكرة الحفاظ"(3/ 1074)، "طبقات الحفاظ" برقم (947)، "النُّبَلاء"(17/ 464)، "تاريخ الإسلام"(29/ 142)، "العِبَر"(2/ 252)، "الإعلام"(1/ 285)، "الإشارة" ص (214)، "دول الإسلام"(1/ 253)، "المعين" برقم (1381)، مختصر كتاب الجهر بالبسملة برقم (1)، "الوافي بالوفيات"(7/ 331)، "طبقات السبكي"(4/ 47)، والإسنوي (1/ 113)، وابن كثير (1/ 358)، "البداية"
(1) قال ابن رجب في لطائف المعارف ص (192): كان بعض العلماء الصالحين قد مرض قبل شهر رجب، فقال: إنِّي دعوت الله أنّ يؤخر وفاتي إلى شهر رجب فإنّه بلغني أنّ لله فيه عتقاء فبلَّغه الله ذلك، ومات في شهر رجب.
(15/ 650)، "العقد المذهب" برقم (196)، "بديعة البيان" ص (185)، "توضيح المشتبه"(1/ 458)، "المقفى الكبير"(1/ 753)، "تبصير المنتبه"(1/ 142)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 204)، "النجوم الزاهرة"(4/ 280)، "الشذرات"(5/ 121)، مقدمة "علل الدارقطني"(1/ 24 -).
[*] أحمد بن محمَّد بن أحمد بن موسى، أبو حامد، أميرك، النيسابوري.
يأتي -إن شاء الله تعالى- في: أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن موسى.
[*] أحمد بن محمَّد بن الحارث، أبو بكر، الأصبهاني.
تقدّم في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث.
[*] أحمد بن محمَّد بن حمك أبو العباس، الشاذياخي.
تقدّم في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن حمدان.
[*] أحمد بن محمَّد بن الخليل، أبو سعد الصُّوفِي.
تقدّم في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل.
[*] أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن الحارث الأصبهاني الحارثي.
تقدّم في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث.
[*] أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن الخليل، أبو سعد الماليني الهروي.
تقدّم في: أحمد بن محمَّد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل.