الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرّابع: موقعه بين أئمة الجرح والتعديل
لقد اهتم الإمام البَيْهقي رحمه الله تعالي- بتتبع أخبار الرواة، ودراسة أحوالهم؛ لمعرفة من تقبل روايته منهم، ومن تُردّ، فخاض غمار هذا الفن بما آتاه الله من علم، وبما بذله من جهد، فهو يعد من فرسانه، ومن المبرزين فيه في زمانه، فقد ذكر العلماء بعده المصنفون في هذا الفن مقولاته في "الجرح والتعديل" في كتبهم احتجاجًا بها، أو اعتمادًا عليها، فنقل عنه الذهبي في "ميزانه"، والحافظ في "تهذيبه" و"لسانه"، ونص غير واحد منهم على اعتماد قوله، وحذقه، وخبرته، وإنصافه في ذلك.
قال ابن الصلاح في "طبقاته"(1/ 332): كان ظاهر الإنصاف بعيدًا عن الاعتساف.
وقال الذهبي في "تاريخه"(30/ 440): ودائرته في الحديث ليست كبيرة، بل بُورك له في مروياته وحُسْن تصرفه فيها، لحِذقه وخبرته بالأبواب (1) والرجال. وذكره في الطبقة الرّابعة عشرة من كتابه "تذكرة
(1) فائدة: نقل البَيْهقي في "المدخل" عن شيخه الحاكم تعريفه للتصنيف على الأبواب فقال: وأمّا الأبواب فإن مصنفها يقول: كتاب الطّهارة مثلًا، فكأنّه يقول: ذكر ما صح عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في أبواب الطهارف ثمّ يوردها اهـ "فتح المغيث"(1/ 103).
الحفاظ" (3/ 1132) الّتي يقول في مقدمتها: هذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي، ومن يرجع إلى اجتهاد هم في التوثيق والتضعيف، والصّحيح والتزييف".
وذكره -أيضًا - في الطبقة الثّالثة عشرة في رسالته "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" ص (214)، الّتي يقول في مقدمتها ص (175): فنشرح الآن بتسمية من كان إذا تكلم في الرجال قُبِلَ قوله، ورُجع إلى نَقْدِه. وقال قبل ذلك في ص (172): وقسم في مُقابَلَة هؤلاء كأبي عيسى التّرمذيّ، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي بكر البَيْهَقيِّ متساهلون.
وقال السبكي في "طبقاته"(4/ 9): صار أوحد زمانه، وفارس ميدانه، وأحذق المحدثين، وأحدَّهم ذهنًا، وأسرعَهم فهمًا، وأجودهم قريحة.
وقال الإسنوي في "طبقاته"(1/ 98): كان كثير التحقيق والإنصاف.
وذكر ابن ناصر الدِّين الدمشقي في كتابه "الرَّدِّ الوافر" ص (37): طبقات النقاد الذين يقبل قولهم في الجرح والتعديل، وذكره منهم فقال ص (42): ثمّ من كان بعد الخمسين إلى حدود أربعمائة وثمانين كأبي بكر البَيْهقي الإمام.
وقال السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ"(338): وأمّا المتكلمون في الرجال فخلق من نجوم الهدى، ومصابيح الظلم؛ المستضاء بهم في دفع الردى، لا يتهيأ حصرهم، ثمّ ذكر طائفة وذكره معهم.
وقال في "فتح المغيث"(1/ 39): وخذ أيها الطالب زيادة الصّحيح إذا
تنص صحتها من إمام معتمد كأبي داود، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، والخطابي، والبَيْهقي، وغيرهم.
وقال العلامة المعلمي في "التنكيل"(1/ 477)؛ ابن حبّان، والخطيب أعرف بالفن ودقائقه من البَيْهقي.
وقال الشّيخ الألباني في "الضعيفة"(1/ 375) برقم (208): والحق قول البَيْهقي، وهو أعلم من شيخه -يعني الحاكم- بالجرح والتعديل. وقال -أيضًا - كما في "الدرر في مسائل المصطلح والأثر" ص (75): البَيْهقي ما أعرف عنه إِلَّا التوسط، فإذا انفرد- مثلًا - بتوثيق أو تضعيف يقبل.
قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: وقد قام بجمع ما تباعد وتناثر من كلام الإمام البَيهقي في الرواة.
(أ) د. نجم عبد الرّحمن خلف في رسالته الّتي أسماها "معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى"، وذكر الدكتور في مقدمته ص (6) أنّ أحكامه النقدية بلغت أكثر من ثلاثة آلاف مقالة موجهة لستمائة وبضع وعشرين راويًا.
(ب) حسين بن قاسم تاجي الكلداري في كتاب أسماها "الدر النقي من كلام الإمام البَيْهقي في الجرح والتعديل"، وقد ناقش في مقدمة كتابه هذا بعض الأوهام والأغلاط الّتي وقع فيها د. نجم خلف -حفظه الله تعالي-.
[*] إبراهيم بن عبد الله، أبو إسحاق، الأصبهاني.
كذا في "السنن الكبرى"(1/ 412) بإثبات حرف العطف الدال على كونه شيخًا للبيهقي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، وأنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، ثنا محمَّد بن إسحاق بن خزيمة. والصواب حذف حرف العطف بين أبي بكر أحمد بن علي الحافظ، وأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله هذا، كما في "السنن الكبرى" ففسها (1/ 8، 131).
وثانيًا: إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني الراوي عن ابن خزيمة لا يمكن أنّ يكون شيخًا للبيهقي، فقد ذُكر في ترجمته أنّه توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، أي قبل ولادة البَيْهقي بعشر سنين، فقد ذكر أنّ البَيْهقي ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وقد أثبت الدكتور نجم عبد الرّحمن خلف إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني هذا في "معجم شيوخ البَيْهقي" الّذي أودعه كتابه "الصناعة الحديثية في السنن الكبرى" ص (579)، ولم يتنبه لما سبق بيانه، ولعله قلد في ذلك الدكتور عبد المعطي قلعجي، فإنّه ذكره في فهرسه الّذي أعده لشيوخ البَيْهقي في مقدمته لكتاب "السنن الصغير"(1/ 53)، وقد وهما في ذلك، والله الموفق.
[1]
إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق، الأستاذ الإمام، الإِسْفَرايِيني (1) المِهْرَجانِى، الفقيه الشافعي، رُكْن الدِّين.
(1) بكسر الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الفاء، والراء، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها. ويقال لها: المِهْرَجَان بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي
آخرها النون، بليدة بنواحي نيسابور. "الأنساب"(1/ 148)، (5/ 308)، وتقع الآن في إيران.
حَدَّث عن: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي- وذكر أنّه سمع منه بخراسان-، وبشر بن أحمد بن بشر بن محمود أبي سهل الإسفرايينيْ المهرجاني الدهقان، وأبي محمَّد دَعْلج بن أحمد بن دَعْلج السجزي، وأبي محمَّد عبد الخالق بن الحسن السِّقْطِي، وأبي أحمد محمَّد بن أحمد بن الحسين بن القاسم الغِطْرِيْفي الجُرْجاني -وذكر أنّه حدثه بجرجان-، وأبي الحسن محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن رزق بن عبد الله البَزَّاز المعروف بابن رِزْقُويه (1) - وذكر أنّه حدثه بجرجان-، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ- وذكر أنّه حدثه ببغداد-، وأبي جعفر محمَّد بن علي الجَوْسَقَاني (2)، ومحمد بن محمَّد بن بِنْدويه الخُراساني صاحب محمَّد بن أيوب الرَّازِي، وأبي بكر محمَّد بنيَزْدَاد بن مسعود، وعدة.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- وأكثر عنه في مصنفاته-، والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عُمَر الطّبريّ- وتخرج به في المناظرة- وأبو القاسم عبد الكريم بن هَوَازن القُشَيْرِي النيسابوري، وأبو إبراهيم محمَّد بن الحسن بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد البالَوي، وأبو عبد الله محمَّد بن محمَّد بن عبد الله الحاكم ابن البيِّع- انتخب عليه عشرة أجزاء-، وأبو السَّنابل (3) هبة الله بن أبي الصَّهْباء محمَّد بن حَيْدر القُرَشي-
(1) تصحف في بعض المواضع من "السنن"إلي "رزمويه"، وفي بعض المصادر إلى "ررمونه".
(2)
تصحف في بعض المواضع إلى "الجرمقاني".
(3)
في بعض المصادر "أبو السائب".
ووصفه بالأستاذ، وذكر أنّه حدثه إملاءً في مسجد عقيل (1) بعد صلاة العصرة؛ يوم الخميس في المحرم سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهو أول إملاء عقد له، وغيرهم، قال أبو بكر السمعاني: حَدَّث عنه المتقدمون من العلماء.
قال الحاكم في "تاريخه": الفقيه، الأصولي، المتكلم، المقدم في هذه العلوم، الزاهد، انصرف من العراق بعد المقام بها، وقد أقرَّ له أهل العلم بالعراق وخراسان بالتقدم والفضل، واجتاز الوطن إلى أنّ جُرَّ بعد الجهد إلى نيسابور، وبُني له المدرسة الّتي لم يُبْن بنيسابور قبلها مثلها، ودرس فيها وحدث. قال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهًا متكلمًا أصوليًا وعليه درس شيخنا القاضي أبو الطيب أصول الفقه بإسفرايين، وعنه أخذ الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور. وقال أبو بكر المروزي: الأستاذ الإمام، الفقيه على مذهب الشّافعيّ، المتكلم على مذهب الأشعري، أقام بنيسابور مدَّة يدرس ويعلم، ثمّ رجع إلى إسفرايين. وقال عبد الغفار الفارسي: أحد من بلغ حد الاجتهاد، لتبحره في العلوم، واستجماعه شرائط الإمامة من العربيّة والفقه والكلام والأصول ومعرفة الكتاب والسُّنَّة، رحل إلى العراق في طلب العلم، وحصل ما لم يحصل غيره، وأخذ في التدريس والتصنيف والإفادة، وكان ذا فنون، بالغًا في كلّ فن درجة الإمامة، وكان طراز ناحية المشرق، فضلًا عن نيسابور وناحيته الّتي كان منها، ثمّ كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع والتحرج، انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم
(1) قال ابن الأثير في "كامله": مسجد عقيل كان مجمعًا لأهل العلم، وفيه خزائن الكتب الموقوفة، وكان أعظم منافع نَيْسابور.
عشرة أجزاء، وخرّج له أحمد بن علي الحافظ الرادي ألف حديث، وذكره في "تاريخه" لعلو منزلته، وكمال فضله، وعقد له مجلس الإملاء بنيسابور، في مسجد عقيل بعد أبي طاهر الزيادي سنة عشر وأبعمائة وحضر له الحفاظ والمشايخ في الصدور، وأهل العلم، وأملى سنين؛ أعصار الخميس مدة، وأعصار الجمعة مدَّة، وكان ثقة ثبتًا في الحديث.
قال عبد الغافر: سمعمت أبا صالح المؤذن يقول: سمعت أبا حازم العبدوي يقول: كان الإمام يقول لي بعد ما رجع من إسفرايين: أشتهي أنّ يكون موتي بنيسابور حتّى يصلّي عليّ جميع أهل نَيْسابور، وتوفي بعد هذا الكلام بنحو من خمسة أشهر.
وقال عبد الغافر: وحكى لي من أثق به أنّ الصاحب ابن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فورك، والإسفراييني، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صِلٌ (1) مطرق، والإسفراييني نار تحرق.
قال عبد الغافر: وكان روح القدس نفث في روعه حتّى أخبر عن حال الثّلاثة بما هو حقيقة الحال منهم. وقال ابن الصلاح: كان نصَّارًا لطريقة الفقهاء في أصول الفقه، ومضطلعًا بتأييد مذهب الشّافعيّ فيها في مسائل منها أشكلت على كثير من شافعية المتكلمين حتّى جبنوا عن موافقته فيها. وقال الذهبي: الإمام العلامة الأوحد، الأستاذ الأصولي، أحد المجتهدين في عصره، وصاحب التصانيف الباهرة. ارتحل في الحديث، وأملى مجالس وقع لي منها، ومن تصانيفه كتاب "جامع الخلي- وقيل الحلي
(1) صل: يعني داهية "لسان العرب"(11/ 381).
بالحاء المهملة- في أصول الدِّين والرد على الملحدين" في خمس مجلدات. وقال ابن السبكي: أحد أئمة الدِّين؛ كلامًا، وأصولًا، وفروعًا، جمع أشتات العلوم، واتفقت الأئمة على تبجليه وتعظيمه وجمعه شرائط الإمامة.
وكان يقول رحمه الله: أنا أحتاج إلى من هو أعلم مني حتّى يمكنني أنّ ألقي عليه شيئًا بالطبع -أي بنشاط وانشراح-. وقال ابن عساكر: وفوائد هذا الإمام وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر وأشهر من أنّ تستوعب في مجلدات، فضلًا عن أطباق وأوراق.
مات بنيسابور - وقيل: باسفرايين، وهو بعيد- يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وكان يومًا مطيرًا، ثمّ طلعت الشّمس بعد الظهر، وصلّى عليه الإمام الموفق، وحمل إلى مقبرة الحيرة، ودفن بها، في مشهد أبي بكر الطُّوْسي، ثمّ ورد ابنه في خلق عظيم، نقلوه بعد بعد ثلاث، وصلوا عليه في ميدان الحسين، وحُمل إلى إسفرايين، ودفن هناك في مشهدة، والناس يتبركون ويزورونه، وتستجاب عنده الدعوات (1). وبقيت بعده من آثاره وتصانيفه جملة، تبقى إلى القيامة -إن شاء الله تعالى-.
قلت: [ثقة مكثر، مجتهد في العبادة، واعظ على ستر وصيانة].
(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الرَّدِّ على البكري"(1/ 146): وهذه الأمور المبتدعة من الأقوال هي مراتب:
…
المرتبة الثّانية: أنّ يظن أنّ الدُّعاء عند قبره مستجاب، أو أنّه أفضل من الدُّعاء في المساجد والبيوت، فيقصد زيارته لذلك، أو للصلاة عنده، أو لأجل طلب حوائجه منه، فهذا -أيضًا - من المنكرات المبتدعة باتِّفاق أئمة المسلمين، وهي محرّمة، وما علمت في ذلك نزاعًا بين أئمة الدِّين. وقد نقل كلامه هذا تلميذه ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان"(1/ 334) مقرًا له، وزاد في آخره قوله: وإن كان كثير من المتأخرين يفعل ذلك.
"السنن الكبرى"(3/ 131/ ك: الصّلاة، باب خير مساجد النِّساء قعر بيوتهن)، (3/ 359)، (7/ 73، 480)، "الشعب"(13/ 8، 43)، "البعث والنشور" برقم (22)، "القضاء والقدر"(2/ 494)، "القدر"(2/ 494)، "مختصر تاريخ نيسابور"(40/ ب)، "طبقات الشيرازي"(ص 134)، "المنتخب من السياق" برقم (269)، "الأنساب"(1/ 149)، مختصره "اللباب"(1/ 55)، "معجم البلدان"(1/ 211)، "تبيين كذب المفتري"(ص 243)، "طبقات ابن الصلاح"(1/ 312)، "تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 660)، "وفيات الأعيان"(1/ 28)، "المختصر في أخبار البشر"(1/ 156)، "النُّبَلاء"(17/ 353)، "تاريخ الإسلام"(28/ 436)، "العبر"(2/ 234)، "الإشارة"(210)، "الإعلام"(1/ 282)، "دول الإسلام"(1/ 249)، المعين في "طبقات المحدثين"(1372)، "المقتنى في سرد الكنى"(1/ 46)، "طبقات الشّافعيّة " لابن السبكي (4/ 256)، ولابن كثير (1/ 367)، البداية (15/ 619)، "كشف الظنون"(1/ 539)، طبقات الأسنوي (1/ 40)، "العقد المذهب"(167)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 170)، "النجوم الزاهرة"(4/ 267)، "طبقات ابن هداية"(135)، "الشذرات"(5/ 90)، وغيرها من المصادر الكثير.
[2]
إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم بن يوسف، أبو إسحاق، الطُّوسي (1)، الفقيه الشّافعيّ.
(1) بضم الطاء المهملة، وسكون الواو، بلدة بخراسان، على مرحلتين من نيسابور، وتقع حاليًا شمال مشهد الإيرانية على بُعد عشرين كيلًا منها. "بلدان الخلافة الشرقية" ص (430).
حَدَّث عن: الفقيه أبي الحسن أحمد بن محمَّد بن عبدوس الطَّرَائِفي، والأستاذ الفقيه أبي الوليد حسان بن محمَّد القرشي، وأبي الحسن محمَّد بن محمَّد بن الحسن الكَارِزي، وأبي النضر محمَّد بن محمَّد بن يوسف الطوسي، وأبي العباس محمَّد بن يعقوب الاصم.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- في "السنن" وغيرها، ووصفه بالفقيه - وأبو بكر بن أبي زكريا محمَّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمَّد بن يحيى بن سختويه المزكي النَّيْسابُوري، وغيرهما.
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "السياق" كما في "منتخبه": من كبار فقهاء أصحاب الشّافعيّ ومُناظِريهم، ومن له الثروة والعلم والجاه العريض، كان من جيران المدرسة في سكة أبي علي الدقاق، سمع عن: الاسم، وأبي الوليد حسان بن محمَّد القرشي، وأبي الحسن الكارزي، وأبي النضر الطوسي، وأبي الحسن الطرايفي، وكان ثقة، أخبرنا عنه أبو بكر بن أبي زكريا، وروى عنه البَيْهقي، وغيره. وقال الذهبي في "تاريخه": من كبار الشّافعيّة ومناظريهم، وله الثروة والجاه الوافر. وقال السبكي في "طبقاته": الفقيه النَّظَّار، أحد كبراء الأصحاب، ومناظريهم، ومن له الثروة الزَّائدة، والجاه الوافر، تفقه على الأستاذ أبي الوليد الفقيه، وقع لنا حديثه في "الأربعين الصغرى" للبيهقي. وقال الإسنوي: أحد الأكابر النَّظَّارين، كانت له مروءة زائدة، وجاه وافر، قال العبادي: إنّه تفقة على أبي سهل. نقل عنه الرافعي استحباب ركعتين قبل المغرب.
توفي في رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة. قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: ذكر الأستاذ الأعظمي في مقدمة
"المدخل" أنّ البَيْهقي روى عنه في غير "السنن الكبرى"، وتبعه على ذلك الدكتور نجم عبد الرّحمن خلف في كتابه "الصناعة الحديثية" فقال: لم يرو عنه في "السنن الكبرى" شيئًا اهـ قلت: وقد وهما في ذلك، فإن البَيْهقي قد روى عنه في "السنن الكبرى" في غير ما موضع، فمن ذلك (2/ 560)، (5/ 269)، (7/ 273)، والله الموفق.
قلت: [ثقة فقيه نظّار، صاحب جاء وثروة ومروءة زائدة].
"المنتخب من السياق" برقم (270)، "تاريخ الإسلام"(28/ 274)، "طبقات السبكي"(4/ 262)، والأسنوي (2/ 56)، وابن كثير (1/ 368)، "العقد المذهب" برقم (926)، "طبقات ابن قاضي شهبة"(1/ 701)، وابن هداية الله ص (131)، "ذيل طبقات ابن الصلاح"(2/ 701)، "مقدمة المدخل"(1/ 30)، "الصناعة الحديثية" ص (597).
[3]
إبراهيم بن محمَّد بن أحمد (1) بن علي، أبو إسحاق الأُرْمَوي (2)، الفقيه.
حَدَّث عن: أبي النَّضر شافع بن محمَّد بن يعقوب الإسفراييني، والفقيه أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن يعقوب النسوي- وذكر أنّه حدثه بها -، وأبي أحمد محمَّد بن أحمد بن الحسين بن القاسم الغِطْرِيفي الجرجاني، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن محمَّد الخُراساني الجَوْزَقي، وأبي طاهر محمَّد بن الفضل بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبي
(1) في "تاريخ الإسلام": إبراهيم بن محمَّد بن الحسن.
(2)
بضم الألف وسكون الراء، وفتح الميم، وفي آخرها الواو، نسبة إلى "إرمية" من بلاد أذربيجان، "الأنساب"(1/ 118)، وتقع اليوم في الشمال الغربي لإيران قرب بحر قزوين. أطلس "تاريخ الإسلام" ص (435).
العباس محمَّد بن يعقوب الأصم.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي في "السنن الكبرى" وغيرها، ووصفه بالفقيه، وترحم عليه، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القُشَيْرِي النيسابوري، وابنه أبو سعد عبد الله بن عبد الكريم.
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "السياق" كما في "منتخبه": الفقيه المحدث الحافظ الأصولي، من كبار المحدثين وثقاتهم، وكان نسيج وحده في وقته، خرَّج على "الصحيحين"، روى عن أبي أحمد الغِطْريْفي، و"المسند" عن أبي القاسم عبد الله بن أحمد الفقيه، عن الحسن بن سفيان، وسمع بخراسان، والعراق، ولم يرو إِلَّا القليل. وقال الذهبي في "تاريخه": محدث كبير، خرج على "الصّحيح"، كان أصوليًا متفننًا، طاف وجَدَّ، وجمع كثيرًا من الأصول والمسانيد والتواريخ، ولم يرو إِلَّا القليل، روى عنه أبو القاسم القُشَيْري، وابنه عبد الله -يعني ابن القُشَيْري-.
توفي كهلًا بنيسابور، في شوال سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن بمقبرة شاهنبر.
وقال محقق "الشعب" مختار الندوي: لم أظفر له بترجمة.
قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: ذكره الدكتور نجم عبد الرّحمن خلف في "الصناعة الحديثية"، وعزا ترجمته إلى "سير أعلام النُّبَلاء"(17/ 151)، وقد وهم في ذلك، فإن المترجم فيه هو غير صاحب التّرجمة، فصاحب التّرجمة إبراهيم بن محمَّد بن أحمد بن علي الأَرْمَوي- نسبة إلى أُرْمِيَة من بلاد أذربيجان-، والمترجم في "النُّبَلاء" إبراهيم بن محمَّد بن حسين بن شنظير الأموي نسبة إلى أمية، والله المستعان.
قلت: [ثقة حافظ فقيه أصولي].
"السنن الكبرى"(3/ 324/ ك: صلاة الخسوف، باب كيف يصلّي في الخسوف)، (10/ 337/ ك: المكاتب، باب المكاتب يجوز بيعه في حالين
…
)، "الشعب"(10/ 378)، "المنتخب من السياق" برقم (271)، "تاريخ الإسلام"(29/ 213)، "الصناعة الحديثية" ص (598).
[4]
إبراهيم بن محمَّد بن علي بن إبراهيم بن معاوية بن إسحاق، أبو إسحاق، الصَّيْدَلاني (1) العَطَّار، النَّيْسَابُوري (2).
حَدَّث عن: الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضِّبْغِي، وأبي حامد أحمد بن محمّد بن أحمد بن بالويه العفصي، وأبي الوليد حسان بن محمَّد القرشي، وأبي عبد الله محمَّد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني- وذكر أنّه حدثه إملاءً-، وأبي العباس محمَّد بن يعقوب الأصم.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي في "السنن الكبرى" وغيرها، وذكر أنّه حدثه بنيسابور - وأبو بكر بن أبي زكريا محمَّد بن يحيى بن إبراهيم
(1) بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنثين، وفتح الدَّار المهملة، وبعدها اللام ألف، والنون، نسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير. "الأنساب"(3/ 579)، وأمّا "العطار" فنسبة إلى بيع العطر والطيب، "الأنساب"(4/ 183).
(2)
بفتح النون، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح السين المهملة، وبعد الألف باء منقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء، من أعظم مدن خراسان وأشهرها. "الأنساب"(5/ 452)، وهي اليوم مدينة مشهورة في إيران، ويلفظ اسمها اليوم نيشابور، وتقع على بعد (90) كيلًا من مدينة مشهد عاصمة خراسان الحالية. "بلدان الخلافة الشرقية" ص (423)، "أطلس تاريخ الإسلام" ص (430).
بن محمَّد بن يحيى بن سختويه بن عبد الله المزكي النَّيْسابُوري.
قال الذهبي في "تاريخه": قال عبد الغافر: شيخ مستور ثقة من أهل الصلاح، يقعد على حانوته، ويعتمده النَّاس لأمانته وديانته سمع من: الأصم، وأبي عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظ، وأبي بكر الصِّبْغِي، وأبي حامد العفصي، وأبي الوليد القرشي، وغيرهم، أخبرنا عنه محمَّد بن يحيى، وكان أبوه من الصلحاء، وجده أبو الحسن محدِّث وقته، حَدَّث عن: أبي زرعة، وابن وارة، وأحمد بن عبد الجبار العُطَارِدي. قلت -يعني الذهبي-: روى عنه البَيْهقي.
قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: ذكر الذهبي في "تاريخه" أنّ وفاته بعد الأربعمائة، وقال الدكتور عبد الإله الأحمدي، وعبد العلي حامد: لم أجد له ترجمة.
قلت: [صدوق عابد] والذي يظهر من كلام عبد الغافر أنّه يريد المبالغة في مدحه من جهة الديانة.
"السنن الكبرى"(3/ 73/ ك: الصّلاة، باب ترك الجماعة بحضرة الطّعام ونفسه إليه شديدة التوقان)، (5/ 71)(7/ 79، 261، 456)، (9/ 322)، "ثلاث شعب"(2/ 201)، "الجامع لشعب الإيمان"(2/ 379)، "تاريخ الإسلام"(28/ 220)، "موسوعة الأعلام"(4/ 135).
[*] إبراهيم بن محمَّد، أبو إسحاق، الفقيه.
تقدّم في: إبراهيم بن محمَّد بن أحمد.
[5]
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تُرْكان (1) بن جامع بن الحسين، أبو العباس، التَّمِيْمِي، التُّرْكاني (2)، الخَفَّاف (3)، الهَمَذَاني (4).
حَدَّث عن: إبراهيم بن أحمد بن حمدان الهروي، وأبي سهل أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن زياد القَطَّان البَغْدادِي، وإسحاق بن عبدوس، وأوْس الخطيب، وأبي محمَّد دَعْلج بن أحمد بن دعْلج السجزي، وعبد الباقي بن قانع البَغْدادي، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد بن محمَّد بن عبيد الأسدي الهَمَذَاني، وأبي محمَّد عبد الرّحمن بن حَمْدان بن المَرْزُبان الجلَاّب الهَمَذاني، وعلي بن إبراهيم الهَمَذاني، والفضل الكندي، والقاسم بن أبي صالح.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- في "الشعب"، وذكره أنّه حدثه بهَمَذان-، وأبو العباس أحمد بن الحسين بن الحاكم أبي الحسن الإسماعيلي البخاريّ، وأبو العباس أحمد بن الحسين الغضائري، وأحمد بن عبد الرّحمن الزاهد، وأبو الفضل أحمد بن عيسى بن عباد الهمذاني، وجعفر الأبهري، وأبو الفرج علي بن محمَّد بن علي بن محمَّد بن عبد
(1) في بعض المصادر "جانجان" وهو تصحيف.
(2)
بضم التاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وسكون الراء المهملة، والنون بعد الكاف والألف. "الأنساب"(1/ 481).
(3)
بفتح الخاء المعجمة، وتشديد الفاء الأولى، نسبة إلى حرفة عمل الخفاف الّتي تلبس. "الأنساب"(2/ 442).
(4)
بالهاء والميم المفتوحتين، والذال المنقوطة بعدها، نسبة إلى أعتق مدينة ببلاد الجبال. "البلدان" لابن الفقيه، وتقع الآن في جنوب إيران. "أطلس تاريخ الإسلام" ص (430).
الحميد البجلي الهَمَاني، وأبو منصور محمَّد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني، ويوسف الخطيب، وأبو الحسين بن الحاكم أبي الحسن الإسماعيلي البخاريّ، وغيرهم.
ترجمته شِيْرُويه في "طبقات هَمَذان"، وقال: كان ثقة صدوقًا، وسمع من جماعة من أصحابه، سمعت يوسف الخطيب يقول: كنتُ عند ابن تُرْكان فجاءه أبو عبد الله الجابول المُقرئ، فعانقه وقبّله، ثمّ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اللَّيلة في المنام، فقال: مَنْ أحب أنّ يغفر الله له فلْيأت ابن تركان، فبكى ابن تُرْكان. وقال أبو سعد السَّمْعاني في "الأنساب": من محدثي همذان ومشاهيرهم. وقال الذهبي في "النُّبَلاء": المحدث الصالح الصدوق.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ومات في ربيع الأولى سنة اثنتين وأربعمائة.
قلت: [ثقة عابد].
"جامع شعب الإيمان"(4/ 39)، "الأنساب"(1/ 481)، "مختصره"(1/ 212)، "النُّبَلاء"(17/ 115، 314)، "تاريخ الإسلام"(28/ 54)، "الصناعة الحديثية" ص (598)، مقدمة "السنن الكبرى" ص (9).
[6]
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان، أبو العباس، الصَّرام (1)، الهَمَذانى. صلى الله عليه وسلم
حَدَّث عن: أبيه إبراهيم بن أحمد الهَمَذانيِ، وأبي بكر أحمد بن
(1) بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء، نسبة إلى بيع الصَّرْم، وهو الّذي ينعل به الخفَّاف واللوالك. "الأنساب"(3/ 542).
محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم الدِّيْنَوَرْي المعروف بابن السني، وأبي علي حامد بن محمَّد الرفاء الهروي، وأبي القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد بن محمَّد بن عبيد الأسدي الهَمَذانى، والفضل الكندي. قال الذهبي: وجماعة كثيرة.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهَقيِّ - في "الشعب"، و"الدلائل"، و"الأوقات"، وذكر أنّه حدثه بهمذان-، والحسن بن محمَّد بن شاذي، وأبو محمَّد عبدوس بن محمَّد البَيِّع، وعلي بن أحمد هُشَيْم الصَّيْرَفِي، وغيرهم. قال شيرويه في "طبقات هَمَذان": كان صدوقًا، كان متعصبًا للسُّنَّة، سمعت أبا طاهر المُقرئ يقول: كان يُصلّي طول اللّيل على سطح داره، فكنت أهاب من طول قامته حين يُصلّي، وقال عبدوس: كان أصحاب الحديث يقرؤون الحديث على أبي العباس ابن جانْجان، فنعس فمات فجأة؛ رحمه الله. وترجمه الذهبي في "تاريخه" ووصفه بالمعدَّل.
مات في ربيع الأوّل سنة ست عشرة وأربعمائة.
وفي مقدمة "السنن الكبرى" ط - دار الفكر: أحمد بن إبراهيم بن جانجان الصَّرَّام، لم أجد من ترجمه؛ إِلَّا أنّ الذهبي ذكره في "سيره" فيمن وفاته في سنة ست عشرة وأربعمائة اهـ وبَيَّض له الدكتور نجم خلف، وقال: لم يرو عنه شيئًا في "السنن الكبرى".
قال مقيده - عفا الله عنه -: أخشى أنّ يكون هو الأوّل.
قلت: [صدوق عابد صلّب في السُّنَّة].
"الجامع لشعب الإيمان"(5/ 239)، (6/ 234)، "الدلائل"(7/ 265)، "فضائل الأوقات" برقم (45)، "النُّبَلاء"(17/ 314)، "تاريخ
الإسلام" (28/ 396)، الصناعة الحديثية ص (598)، مقدمة "السنن الكبرى" ص (9).
[7]
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمود (1) بن عبد الله بن إبراهيم، أبو بكر، الثقفي، الأصْبَهانيِ (2) أصلًا، والنَّيْسابُوري مولدًا.
حَدَّث عن: أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشّاهد، وأبي عمرو بن حمدان أحمد بن إبراهيم النيسابوري، وأحمد بن محمَّد بن عمران الأخباري- وذكر أنّه حدثه ببغداد-، وإسحاق بن أحمد التاسي، وأبي محمَّد الحسن بن أحمد بن محمَّد العدل- وذكر أنّه حدثه إملاءً، وأبي علي زاهر بن أحمد بن محمَّد السرخسي بها، وعبد الله بن محمَّد بن محبور، وأبي سعيد عبد الوهّاب الرازي بنيسابور، وعلي بن عمر بن محمَّد بن شاذان البَغْدادِي السُّكَّري، وأبو الحسن علي بن محمَّد بن أحمد بن شوكر الشّاهد، وأبي حفص عمر بن أحمد بن محمَّد بن الحسن بن شاهين الفارسي- وذكرا أنّه حدثهما ببغداد-، وأبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن إسحاق الحاكم النيسابوري بها، وأبي الفضل نصر بن أبي نصر محمَّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور العطار الطوسي، وأبي الفتح يوسف بن عمر بن مسرور البَغْدادِي القواس، وغيرهم.
(1) تصحف في أحد مواضع "السنن الكبرى"(3/ 292) إلى "محمَّد".
(2)
بفتح الألف، وقيل بكسرها، وسكون الصاد المهملة، وفتح الباء الموحدة، مدينة عظيمة من بلاد الجبال في جنوبيها. "معجم البلدان"(1/ 206)، "تقويم البلدان"(423)، وتقع حاليًا في إيران. "أطلس تاريخ الإسلام" ص (430).
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- في "الكبرى"، و"الشعب"، و"الزهد" وغيرها، وذكر أنّه حدثه عند قدومه عليهم -يعني مدينة بَيْهَق -، وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البَغْدادِي، وأبو الحسين أحمد بن محمَّد بن جعفر النيسابوري البَحِيْري النيسابوري، وأبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي الأصبهاني- في كتابه "الأربعين"-.
قال الخطيب في "تاريخه": ولد بنيسابور، وكان أبوه من أصبهان، ورحل إلى سرخس فسمع من: زاهر بن أحمد، وكتب عن: إسحاق بن أحمد القايني، ثمّ ورد بغداد فسمع من: علي بن عمر السّكَّري، ويوسف بن عمر القواس، وطبقتهما، وعاد إلى بلاد المعجم، ثمّ قدم علينا في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، فكتبنا عنه، وكان صدوقًا شديدًا جميل الطريقة، بلغني أنّه مات بشيراز في سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وترجمه يحيى بن مندة في "تاريخ أصبهان" ووصفه بالواعظ، وذكر أنّه أصبها في نزل نيسابور، وأنّه توفي سنة تسع عشرة وأربعمائة في جمادى الأولى، وفي هذه السُّنَّة ذكره الذهبي في "تاريخه"، وفي مقدمة "السنن الكبرى" ط - دار الفكر: لم أجد من ترجمه. وذكر الندوي في تحقيق "الشعب" أنّه لم يعرفه.
قلت: [واعظ صدوق].
"السنن"الكبرى" (3/ 292/ ك: صلاة العيدين، باب يأتي بدعاء الافتتاح عقيب تكبيرة الإحرام)، (6/ 200/ ك: اللقطة، باب الجعالة)، (9/ 261/ ك: الضَّحايا، باب قوله تعالي: "فصل لربك وانحر")، جامع "شعب الإيمان" (6/ 507)، "الزهد الكبير" برقم (88)، "كتاب الأربعين"
ص (270)، "تاريخ بغداد"(4/ 21)، "تاريخ الإسلام"(28/ 458)، "مقدمة السنن الكبرى"(1/ 9).
[*] أحمد بن إبراهيم بن محمود، الأصبهاني.
هو المتقدم آنفًا.
[*] أحمد بن إبراهيم بن مهران، أبو سهل، المهرجاني.
يأتي -إن شاء الله تعالى- في: أحمد بن محمَّد بن إبراهيم.
[*] أحمد بن جعفر.
كذا الشّيخ مشهور بن حسن آل سلمان في فهرس شيوخ البَيْهقي في المجلد الثّالث من "الخلافيات"(3/ 495)، وعزا ذلك إلى رقم (890) من "الخلافيات)، وبالرجوع إلى ما عُزي إليه تبين أنّ الشّيخ قد وهم في ذلك، وأن أحمد بن جعفر هذا شيخ للحاكم لا للبيهقي، وهو القطيعي راوي "المسند" عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، والله الموفق.
[*] أحمد بن الحارث أبو بكر، الأصبهاني، الفقيه.
يأتي -إن شاء الله تعالى- في: أحمد بن محمَّد بن عبد الله بن الحارث.
[8]
أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمَّد بن أحمد بن حفص بن مسلم بن يزيد بن علي، أبو بكر بن أبي علي، الحَرَشي (1)، النَّيْسابُوري الحِيْري، القاضي الفقيه الشّافعيّ.
(1) بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة، نسبة إلى بني الحريش بن كعب. "الأنساب"(2/ 240).
الحِيْري (1)، القاضي الفقيه الشّافعيّ.
قرأ القرآن بأحرف على: أبي بكر بن الإمام، ودرس الفقه على: أبي الوليد القُرشي، والكلام على: أصحاب أبي الحسن الأشعري.
وحدث عن: أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي بجرجان، وأبي بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن سهل البَغْدادِي بُكَيْر بمكة، وأبي سهل أحمد بن محمَّد بن زياد القَطَّان النحوي البَغْدادِي بها، وأبي بكر أحمد بن محمَّد بن السَّري بن يحيى بن أبي دارم الكوفي بها، وأبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمَّد الميكالي النيسابوري بها، وأبي محمَّد حاجب بن أحمد الطوسي النيسابوري بها، وحامد بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن معاذ أبي علي الهروي الرفاء، والحسن بن محمَّد بن إسحاق بن أخت أبي عوانة الإسفراييني الأزهري، والحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد الحافظ النيسابوري الصائغ، وأبي محمَّد دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرّحمن السجزي البغدادي، وعبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الأمير عيسى الهاشمي البَغْدادي المعروف بابن برية ببغداد، وأبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، وأبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن العباس الفاكِهي المكي- إجازة بمكة-، وعمر بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن أبي سفيان الجُمَحي بمكة، ومحمد بن أحمد بن الأزهري ابن طلحة الأزهري الهروي، وأبي علي محمَّد بن أحمد بن
(1) بكسر الحاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة، وفي آخرها الراء، نسبة إلى محلة مشهورة بنيسابور. "الأنساب"(344).
المعْقل المَيْداني المعقلي النيسابوري بها، وأبي عمرو محمّد بن جعفر بن مطر النَّيْسابُوري المزكي، ومحمد بن جعفر بن الهَيْثَمُ بن عمران بن يزيد الأنباري البندار، وأبي بكر محمَّد بن الحسن بن يعقوب بن مِقْسِم المُقرئ البَغْدادِي بها، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البَغْدادي الشّافعيّ، وأبي جعفر محمَّد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي بها، وأبي العباس محمَّد بن يعقوب الأصم، بـ"مسند" الإمام أبي عبد الله الشّافعيّ، و"مسند" عبد الله بن وهب -أيضًا -، وابنه أبي علي.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي في "سننه الكبرى"، و"الصغرى"، و"الخلافيات" و"فضائل الأوقات"؛ فأكثر جدًا، ووصفه بالقاضي، وذكر أنّه حدثه بنيسابور -، وأحمد بن عبد الرّحمن الكسائي، وأحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد النيسابوري، وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي، وأسعد بن مسعود العُتبي، وأبو علي الحسن بن محمَّد الصفار، وأبو القاسم عبد الكريم بن هَوَازن القُشَيْرِي النيسابوري، وعبد الغفار بن محمَّد الشِّيْروي خاتمة أصحابه، وأبو محمَّد عبد الله بن يوسف الجويني، وعلي بن أحمد الأخرم، وأبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني - في كتابه "الأربعين"، وذكر أنّه حدثه قراءة عليه بنيسابور، سنة تسع، يعني وأربعمائة - ومحمد بن أحمد الكامخي، ومحمد بن إسماعيل بن حسنويه المُقرئ، وأبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحاكم - وهو أكبر منه -، وأبو بكر محمَّد بن عبد الله الناصحي، ومحمد بن عبد الملك المُظَفَّري، ومحمد بن علي العُمَيْري الزاهد، ومحمد بن مأمون
المتولي، ومحمد بن يحيى المزكي، ومكي بن منصور السَّلَّار، وأبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخُشْنامي، وأم الخير دُرَّتي بنت محمَّد بن أحمد بن علي الصُّوفِي - وذكرت أنّه حدثها قراءة عليه بنيسابور، قال ابن نقطة: وخلق كثير.
قال مقيده- أمده الله بتوفيقه-: أكثر عنه البَيْهقي في مصنفاته، وقد بلغت مروياته عنه في كتابه "السنن الكبرى"(1313)، رواية كما في "الصناعة الحديثية"، وقد سمع منه بطرق عدة، فإنّه أحيانًا كان يملي عليه إملاءً، وتارة يذكر أنّه قرأ عليه قراءة وهو يسمع، ومرة: يذكر أنّه حدثه من أصله، كما أنّه -أيضًا - أجازه في بعض مروياته، فكان يحدث بها عنه بالإيجاز، وعنه تحمل "مسند" الشّافعيّ، وابن وهب، وساق مرّة حديثًا من طريقة، ثمّ قال: إسناده صحيح.
قال الحاكم في "تاريخه": درس الفقه على ابن الوليد، وأملى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وقلد قضاء نيسابور. وخرجت له فوائد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. وقال عبد الغفار الفارسي في "تاريخه": القاضي الجليل ذكره الحاكم أبو عبد الله بذكر أسلافه، ولم يأل جهدًا في تعريف بيته ونسبه وحاله وسيره. وقال الذهبي: أثنى عليه الحاكم، وفخَّم أمره، وقال: كان جدهم الأكبر سعيد بن عبد الرّحمن الحَرَشي خليفة الأمير عبد الله بن عامر بن كُريز على نيسابور، تلا أبو بكر بأحرف على أبي بكر الإمام، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ أبي الوليد. وقال أبو بكر محمَّد بن منصور السمعاني في "أماليه": تولي قضاء نيسابور مدة، وكان من فقهاء أصحاب الشّافعيّ، وهو ثقة في الحديث. وقال عبد الغفار الفارسي: عاش بعد
الحاكم إلى نيف وعشرين وأربعمائة، وظهرت بامتداد عمره بركة إسناد الأصم، حتّى أفاد الخلق الكثير، والجمَّ الغفير بالسماع منه، وصارت حياته تاريخًا في إسناده، وكان من أصح أقرانه سماعًا، وأوفرهم إتقانًا، وأشرفهم أصلًا ونسبًا، وأكثرهم حرمة، وأتمهم ديانة واعتقادًا، وأعمِّهم بركة وفائدة جده سعيد بن عبد الرّحمن الحَرَشي كان خليفة عبد الله بن عامر بن كريز على خراسان، وجده الآخر بعده أبو عمرو شيخ بنيسابور في عصره في الرئاسة والمروءة والعدالة والتحديث، وهو من أولاد عثمان بن عفان من قبل أمه، فلذلك يقال له: العثماني، وبيته بيت العلم والتزكية، تفقه على الأستاذ أبي الوليد القرشي، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ، قرأ الأصول على جماعة من أصحاب الأشعري، وصنف في الأصول والحديث، وكان نظيف النفس نقي الطّهارة، مبالغًا في الاحتياط، مائلًا من شدة الاحتياط إلى الوسوسة، قلد التزكية بنيسابور مدة، ثمّ قلد القضاء بعده، وخرج له الحاكم أبو عبد الله "الفوائد" سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، ثمّ خرج له أبو عمر البحيري وعقد مجلس الإملاء سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة، فحدث نحوًا من خمسين سنة، وسمع بنيسابور، وبجرجان، وببغداد، وبالكوفة، وبمكة، وبقي كذلك محدث عصره إلى أنّ توفي في شهر رمضان إحدى وعشرين وأربعمائة، وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وكان وقت وفاته ابن سبع وتسعين سنة، وأملى أربعين سنة، أصابه وقر في أذنه في آخر عمره، وكان يُقرأ عليه مع ذلك ويحتاط في السماع إلى أنّ اشتد ذلك قريبًا من سنتين أو ثلاث، فما كان يحسن أنّ يسمع، وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدة احتياطه. وقال
أبو سعد السمعاني: قاضي نَيْسابور، فاضل غزير العلم، رحل إلى العراق والحجاز، وحدث عن الأصم، وابن عدي، وابن دحيم، وبكير الحداد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في "التاريخ"، وأكثر عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهَقيِّ، وأبو صالح المؤذن الحافظان في جماعة من الغرباء، وأهل نَيْسابور، وآخر من روى عنه بقية المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمَّد بن الحسين الشيروي، وأحضرت مجلسه، وسمعت منه عنه، وكانت وفاة أبي بكر الحيري في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو مشهور يزار. وقال الذهبي: الإمام العالم المحدث، مسند خراسان، قاضي القضاة، انتقى عليه أبو عبد الله الحاكم، وكان بصيرًا بالمذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام. وقال -أيضًا -: شيخ خراسان علمًا ورئاسة وعلو إسناده وقال السبكي: كان كبير خراسان رياسة وسؤددًا وعلو إسناد ومعرفة بمذهب الشّافعيّ. وقال الألباني: كان فاضلًا غزير العلم.
ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قلت: [حافظ كما يجب مشهور في القضاء، وسمع منه قبل موته بسنتين أو ثلاث؛ ففي سماعه نظر لضعف سماعه جدًا بآخره].
"السنن الكبرى" (1/ 48/ ك: الطّهارة، باب إدخال اليمين في الإناء والغرف بها
…
)، (1/ 57، 76، 95، 115، 154، 224)، (2/ 172)، (8/ 149)، "الخلافيات"(1/ 194)، "الأسماء والصفات"(1/ 21)، "الشعب"(2/ 114)، "فضائل الأوقات" برقم (19، 62)، "إثبات عذاب
القبر" برقم (107)، "الدعوات الكبير" (1/ 7)، "القضاء والقدر" (1/ 325)، "البعث والنشور" برقم (51)، "مختصر تاريخ نيسابور" (37/ أ)، الإكمال (2/ 238)، "زيادات الأنساب المتفقة" (184)، "المنتخب من السياق" (174)، "الأنساب" (2/ 240، 345)، "التقييد" (149)، "معجم البلدان" (2/ 331)، "طبقات ابن الصلاح" (1/ 329)، "النُّبَلاء" (17/ 356)، "تاريخ الإسلام" (29/ 44)، "العبر" (2/ 243)، "الإشارة" (212)، "الإعلام " (1/ 283)، "المعين في طبقات المحدثين" (1376)، "أسماء من عاش ثمانين
…
" (141)، "الوافي بالوفيات" (6/ 306)، "طبقات السبكي" (4/ 6)، والأسنوي (1/ 203)، وابن كثير (1/ 384)، "العقد المذهب" (193)، "الشذرات" (5/ 153)، "مختصر العلو" (165).
[*] أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر بن المؤمّن.
كذا ذكره الدكتور قلعجي في فهرسه لشيوخ البَيْهقي في مقدمة "السنن الصغير"(1/ 53)، وعزا ذلك إلى "دلائل النبوة"(5/ 57)، (7/ 77)، وتبعه في ذلك الدكتور نجم عبد الرّحمن خلف في كتابه "الصناعة الحديثية" ص (599)، وزاد قوله: ولم يرو عنه في "السنن الكبرى" شيئًا. وبعد الرجوع إلى المصدرين الذين عزيا إليهما من كتاب "الدلائل" يظهر وهمهما في ذلك؛ وأن الّذي فيهما: أبو بكر محمَّد بن الحسن بن علي بن المؤمل، يأتي -إن شاء الله تعالى-.