الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[92] عبد القاهر بن طاهر بن محمَّد بن عبد الله، أبو منصور، التميمي، البَغْدادِي ثمّ النيسابوري ثمّ الإسفراييني، الفقيه الشّافعيّ
.
حدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجاء الأبزاري البُزاري، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، وأحمد بن محمَّد بن أحمد العمروي إملاء، وأبي سعيد إسماعيل بن أحمد الخلَاّلي الجرجاني، وأبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، وأبي سهل بشر بن أحمد الإسفراييني، وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي أحمد محمَّد بن محمَّد بن أحمد النيسابوري الحاكم الكبير، وأبي عمرو محمَّد بن جعفر بن مطر النيسابوري المزكي، وأبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن محمَّد الزاهد النَّيْسابُوري العدل.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي -في "سننه الكبرى"، و"الأسماء والصفات"، و"القضاء والقدر"، و"البعث والنشور"، و"الاعتقاد"، ووصفه بـ الأستاذ الإمام الفقيه، وذكر أنّه حدثه من أصل كتابه-، والإمام أبو حامد أحمد بن أبي الحسن علي البَيْهقي، وأبي بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن زنجويه الزنجوي، والإمام أبو الفضل الحسن بن علي البَجْرَوي، وأبو رجاء خلف بن عمر بن عبد العزيز الفارسي ثمّ النيسابوري، وأبو بكر عبد الغفار بن محمَّد بن الحسين بن علي بن شيرويه بن علي بن الحسن الشيروي الجنابذي، وزين الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن هوازن القُشَيْرِي النيسابوري، وأبو بكر محمَّد بن يحيى المزكي، وأبو سعيد مسعود بن ناصر السِّجزي، وناصر المروزي.
قال أبو طاهر القاضي: قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي
الفقيه في ذكر أبي عثمان الصابوني: إنّه ذكر أبا منصور المتكلم، قال أبو علي: وكنت قد أهملت ذكر اسمه ونسبه اعتمادًا على شهرته، فقال لي أبو عثمان: قيد ذكره بإثبات اسمه، وأَزِلِ الشبهة عن فضله، وأَثْبِت فوق الكنية عبد القاهر بن طاهر لئلا يظن أنك أردت أبا منصور الآخر، فكأنّه أشار إلى خلاف في الاعتقاد كان بينهما، ومهما نفيت الاحتمال والشركة، ورفعت الظن والشبهة بأن أني أردت ببياني أبا منصور البَغْدادي، ثمّ قال أبو عثمان الصابوني: كان من أئمة الأصول، وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل والتحصيل، بديع التّرتيب غريب التآليف والتهذيب، يراه الحيلة صدرًا مقدمًا، ويدعوه الأئمة إمامًا مفخمًا، ومن خراب نيسابور أنّ اضطر مثله إلى مفارقتها إلى حيث خلق منه. وقال أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الفقيه: لما حصل أبو منصور بإسفرايين ابتهج النَّاس بمقدمه إلى الحدّ الّذي لا يوصف، فلم يبق إِلَّا يسيرًا حتّى مات، واتفق أهل العلم على دفنه بجنب أبي إسحاق إبراهيم بن محمَّد المتكلم الإسفراييني، فقبرا هما متجاوران تجاور تلاصق، كأنّهما نجمان جمعهما مطلع، وكوكبان ضمهما برج مرتفع، وإنّما انتقل إلى إسفرايين؛ لأنّ حالها كان بعد متماسكًا بعض التماسك. وقال أبو المظفر الإِسْفَرايِيْنِي في كتابه "التبصير في الدِّين": ولو لم يكن لأهل السُّنَّة ولا جماعة من مصنف لهم في جميع العلوم على الخصوص والعموم إِلَّا من كان فرد زمانه، وواحد أقرانه؛ في معارفه وعلومه وكثرة الغرر من تصانيفه، وهو الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمَّد البَغْدادي التميمي -قدس الله روحه-، وما من علم من العلوم إِلَّا وله فيه تصانيف، ولو لم يكن له من التصانيف إِلَّا كتاب "الملل والنحل في أصول الدِّين"،
وهو كتاب لا يكاد يسمح في خاطر بشر أنّه يتمكن من مثله لكثرة ما فيه من فنون علمه، وتصانيف في الكلام، والفقه، والحديث، والمقدرات الّتي هي أم الدقائق تخرج عن الحصر، لم يسيق إلى مثل كتبه في هذه الأنواع مع حسن عبارته، وعذوبة بيانه، ولطافة كلامه في جميع كتبه. وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": الأستاذ الإمام الكامل، ذو الفنون الفقيه الأصولي الأديب الشاعر النحوي، الماهر في علم الحساب، العارف بالعروض، ورد نيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر، وكان ذا مال وثروة مروءة، وتفقه على أهل العلم والحديث، وابنه أنفق ماله على أهل العلم حتّى افتقر، صنف في العلم، وأربى على أقرانه في الفنون، ودرّس سبعة عشر نوعًا من العلوم، وكان قد درس على الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، وأقعده بعده في مسجد عقيل للإملاء مكانه، وأملى سنين، واختلف إليه الأئمة فقرؤوا عليه مثل: الإمام ناصر المروزي، وأبي القاسم القُشَيرِي، وغيرهما، وخرج من نيسابور في أيّام التركمانية وفتنتهم إلى إسفرايين فمات بها. وقال الإمام فخر الدِّين الرازي في كتاب "الرياض المُؤنقة": كان -يعني أبا منصور- يسير في الرَّدِّ على المخالفين سَيْرَ الآجال في الآمال، وكان علامة العالم في الحساب والمُقدَّرات، والكلام والفقه والفرائض وأصول الفقه، ولو لم يكن له إِلَّا كتاب "التكملة في الحساب" لكفاه. وقال ابن الصلاح في "طبقاته": كان كشيخه الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني في نصر طريقة الفقهاء، والشّافعيّ في أصول الفقه في الأغلب، وهما من المتكلمين الناصرين لقول الشّافعيّ رحمه الله: لا يجوز نسخ الكتاب بالسُّنَّة، مع أنّ أكثر أضرابهما المتكلمين من الشّافعيّة جُبنوا عن نصرة المذهب في هذه المسألة.
وقال ابن خَلّكَان في "وفيات الأعيان": الفقيه الشّافعيّ الأصولي الأديب، كان ماهرًا في فنون عديدة خصوصًا علم الحساب، فإنّه كان متقنًا له، وله فيه تواليف نافعة، منها كتاب "التكملة"، وكان عارفًا بالفرائض والنحو، وله أشعار، وقال الذهبي في "النُّبَلاء": العلّامة البارع، المتفنن الأستاذ، صاحب التصانيف البديعة، وأحد أعلام الشّافعيّة، كان أكبر تلامذة أبي إسحاق الإِسْفَرايِيْنِي، وكان يدرس في سبعة عشر فنًا، ويضرب به المثل، وكان رئيسًا محتشمًا مثريًا، له كتاب "التكملة في الحساب"، وكنت أفردت له ترجمة لم أظفر السّاعة بها، وله تصانيف في النظر والعقليات. وقال السبكي في "طبقاته": الإمام الكبير الأستاذ إمام عظيم القدر، جليل المحل، كثير العلم، حَبْر لا يساجل في الفقه وأصوله، والفرائض والحساب وعلم الكلام، اشتهر اسمه، وبَعُد صيته، وحمل عنه العلم أكثر أهل خراسان
…
، ومن تصانيفه كتاب "التفسير" وكتاب "فضائح المعتزلة"، وكتاب "الفرق بين الفرق"، وكتاب "التحصيل في أصول الفقه"، وكتاب "تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر"، وكتاب "فضائح الكرامية"، وكتاب "تأويل متشابه الأخبار"، وكتاب "الملل والنحل" -مختصر ليس في هذا النوع مثله-، وكتاب "نفي خلق القرآن"، وكتاب "الصفات"، وكتاب "الإيمان وأصوله"، وكتاب "بلوغ المدى عن أصول الهدى"، وكتاب "إبطال القول بالتولُّد"، وكتاب "العماد في مواريث العباد"- ليس في الفرائض والحساب له نظير-، وكتاب "التكملة" في الحساب، وكتاب "شرح مفتاح ابن القاص"، وكتاب "نَقْض ما عمله أبو عبد الله الجرجاني في ترجيح مذهب أبي حنيفة"، وكتاب "أحكام الوطء التام" - وهو المعروف
بالتقاء الختانين، في أربعة أجزاء.
قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: سبق وأن ذكرنا أنّه كان ممّن يقول الشعر، فمن شعره -يرحمه الله -:
يا من عدا ثمّ اعتدا ثمّ اقترف
…
ثمّ انتهى ثمّ ارعوا ثمّ اعترف
أبشر بقول الله في آياته
…
إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ
ومن ذلك قوله:
ألَّا لا تسلمني على بذل مالي
…
فصوني عرضي بمالي جمالي
وصوني المال بعرضي فساد
…
لديني وعرضي وجاهي ومالي
ومنه -أيضًا -:
شبابي وشيبي دليلًا رحيلي
…
فسَمعًا لذاك وذا من دليل
وقد مات من كان لي من عديلٍ
…
وحسبي دليلًا رحيلُ العديل
ومنه -أيضًا -:
يا سائلي عن قصّتي
…
دعني أمت في غُصَّتي
المال في أيدي الورى
…
واليأسُ منه حِصَّتي
مات بإسفرايين سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وقد شاخ.
قلت: [ثقة حافظ مصنف، متقن لعلّوم عدة، رأس في علم الحساب].
"السنن الكبرى"(2/ 235/ ك: الصّلاة، باب الترغيب في أنّ تكثب ثيابها أو تجعل تحت درعها ثوبًا إنَّ خشيت أنّ يصفها درعها)، و (7/ 289 / ك: الصداق، باب ما يستحب من إظهار النِّكاح وإباحة الضرب بالدف
…
)، و (7/ 351/ ك: الخلع والطلاق، باب من قال لامرأته: أنت علي حرام، و (8/ 16/ ك: كتاب الجنايات، باب جماع أبواب تحريم القتل
…
)،