الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَجَوْناهُم فلمّا أَخْلَفُونا
…
تمَادَت فِيهمُ غِيَرُ الدُهورِ
فَبِتْنا بالسلَامَةِ وَفيَ غُنْمٌ
…
وَباتُوا في المَحابِس والقُبُورِ
ولمّا لَمْ نَنَلْ مِنْهُم سُرُوراً
…
رَأَيْنا فِيْهِمُ كُلَّ السرُورِ
تنبيه: قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: قال البَيْهقي في "الخلافيات": أخبرنا أبو سعيد زيد بن محمَّد بن الظفر العلوي، أنبأ أبو بكر محمَّد إنما عبد الله بن محمَّد بن زكريا. فعلق الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله تعالي- على ذلك فقال: كذا وقع اسمه في المخطوط، ولم أظفر لشيخ للبيهقي بهذا الاسم، وإنما روى عن زيد بن جعفر العلوي في "السنن الكبرى" وأكثر، وأفاد أنه سمع منه بالكوفة، وروى -أيضاً- عن ظفر بن محمَّد بن أحمد بن منصور العلوي، وسمع منه بمدينة بيهق إملاء، ومن طريقه تحمل "مسند ابن أبي غرزة الغفاري" لأحمد بن حازم اهـ. قلت: فالحمد لله على توفيقه.
قلت: [صدوق عابد جليل القدر] وقد يقال فيه: ثقة، لكثرة سماعه، لكن الأول أحوط، والله أعلم.
"الخلافيات"(3/ 370/ 1038)، "المنتخب من السياق" برقم (706)، "تاريخ بيهق" ص (338).
[65] سعيد بن أحمد بن محمَّد بن نُعَيْم بن إشْكاب، أبو عثمان بن أبي سعيد، الصُّوفي الإشكا بي، العيَّار الصُّعلوكي، النيسابوري
.
حَدَّث عن: أبي إسحاق بن محمَّد المؤدب الجناري بها، وأبي الحسين أحمد بن محمَّد بن عمر الخفاف، وأبي محمَّد الحسن بن أحمد بن محمَّد بن
مخلد الشيباني المخلدي، وزاهر بن أحمد السرخسي الفقيه، وعبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، وأبي محمَّد عبد الله بن أحمد بن محمَّد الصيرفي الرومي، وأبي محمَّد عبد الله بن حامد الأصبهاني، وأبي بكر عبيد الله بن محمَّد بن إبراهيم بن جبريل بن إبراهيم الجوزي، وأبي الفضل عبيد الله بن محمَّد الفامي، وأبي العباس عقيل بن الحسين العلوي الرازي بها، وأبي الحسين علي بن جعفر السيرواني بمكة، وأبي الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الإستراباذي، وأبي حفص عمر بن أحمد بن محمَّد الجوزي، وأبي العباس محمد بن أحمد بن محمَّد السليطي، وأبي عبد الله محمَّد بن سعيد بن محمَّد الإستراباذي بها، وأبي سعيد محمَّد بن عبد الله بن حمدون، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن زكريا الجوزقي، وأبي علي محمَّد بن عمر الشَّبُّوي، وأبي طاهر محمَّد بن الفضل بن محمَّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، وأبي بكر محمَّد بن محمَّد بن الحسن بن علي بن هانئ البَزَّاز.
وعنه: أبو بكر أحمد بن الحسين البَيْهقي- وانتقى عليه-، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي القماني الصيرفي، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد البجلي البوشنجي، والحسين بن طلحة بن الحسين بن أبي الصالحاني، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسن بن محمَّد الأصبهاني الخلالي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمَّد بن محمَّد الشحامي النيسابوري، وسعيد بن أبي رجاء الصيرفي، وسهل بن بشر- وذكر أنه حدثه بدمشق في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة-، وأبو بكر عتيق بن الحسن بن محمَّد بن الحسن الرُويدشتي، وعلي بن الخضر بن سعيد السلمي -بدمشق-، وغانم بن
أحمد بن الحسن الجلودي، وأبي العباس الفضل بن رافع بن محرز التغلبي، وأبو منصور محمَّد بن أحمد بن منصور العطار، وأبو الفضل محمَّد بن إسماعيل بن الفضيل بن محمَّد الأنصاري الهروي، المقلب عزيز الدين -وذكر أنه حدثه بهراة سنة خمس وخمسين وأربعمائة-، وأبو المعالي محمَّد بن إسماعيل الفارسي، وأبو عبد الله محمَّد بن الفضيل بن أحمد بن محمَّد الفُراوي الصاعدي، ونجاء بن أحمد العطار -بدمشق-، وأبو محمَّد هبة الله بن محمَّد بن إبراهيم الوَذَنْكاباذي، وأم البهاء فاطمة بنت محمَّد البَغْدادِي.
قال ابن ماكولا في "الإكمال": كتب إليّ بحديثه من نيسابور، وكان جوالاً بخراسان، وغزنة وغيرهما من بلاد الجبال، ودخل أصبهان وحدث بها. وقال أبو الفضل محمَّد بن طاهر المقدسي في "تكملة الكامل في ضعفاء المحدثين": سيعد بن أبي سعيد العَيَّار يتكلمون فيه لروايته كتاب "اللمعِ" عن أبي نصر السَّرَّاج وغيره، وكان يزعم أنه سمع من زاهر بن أحمد السَّرْخسي كتاب "الأربعين" لمُحمد بن أسلم، ورواه عنه، فذكر بعض أهل العلم أنه لم يسمع من زاهر شيئاً، وخرَّج له البَيْهقي عشرة أجزاء فوائد لطاف لم يخرج فيها له عن زاهر شيئاً.
قال ابن النجار في ذيل "تاريخ بغداد" كما في "المستفاد منه": قلت: هكذا ذكر ابن طاهر هذا الكلام، وقد وهم في قوله:"لم يخرج له البَيْهقي في فوائده عن زاهر شيئاً"؛ لأن البَيْهقي خرج له في هذه "الفوائد" عدة أحاديث عن زاهر، وذكر أن عدة أجزائها عشرة، وأنها لطاف؛ وقد كتبت هذه الفوائد بأصبهان، وسمعتها من جماعة، وهي إحدى وعشرون جزءاً،
ولم يزل المقدسي كثير الوهم فيما يجمعه؛ لتهوره وعجلته وإعجابه بنفسه، وإنما الشيخ الذي لم يخرج له البَيْهقي عنه في "فوائده" هو بشر بن أحمد الإسفراييني، فإن العيار قد روى عنه هذا من حديث قتيبة بن سعيد، ورأيت بخط الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني أحاديث قد كتبها عن العيار عن بشر بن أحمد الإسفرإييني، ثم إنه عاد وضرب عليها بقلمه، وكتب عنها،:"كذب العيار في روايته عن بشر"، والله أعلم، فان كان ابن طاهر قد سمع ممن حكى عنه أنه بشر، واشتبه عليه بن أحمد فهو صحيح، وإلا فليس بشيء، والله أعلم.
وقال أبو طاهر أحمد بن محمَّد السِّلفي في "كتابه": سمعت الشيخ الإِمام أبا بكر محمَّد بن منصور السمعاني ببغداد يقول: سمعت صالح بن أبي صالح المؤذن بنيسابور يقول: كان والدي سيء الرأي في سعيد بن أبي سعيد العيار الصُّوفي، ويتكلم فيه، ويطعن فيما روى عن بشر الإسفراييني خاصة، وذكر ابن السمعاني قصة ذهبت علي.
قال الذهبي في "النبلاء" و"التاريخ" واللفظ له: قلت: لهذا ما خرَّج له البَيْهقي عن بشر شيئاً، وسماعه منه ممكن، فقد ذكر الحافظ ابن نقطة أن مولده في سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، وعلى هذا يكون قد عُمّر مائة وثلاث عشرة سنة، وفي الجملة فهو ممن عُمِّر، فإنه رحل بنفسه إلى مَرْو سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة كما ذكرنا، والله أعلم.
وقال في "الميزان": تكلم في بعض سماعاته أبو صالح المؤذن، وطعن فيما يرويه عن بشر بن أحمد الإسفراييني خاصة. قلت: ويحَتمِلُ أنه لقيه، فإن سعيداً ممن جاوز المائة.
وقال عبد الغافر الفارسي في "السياق": شيخ من شيوخ خراسان، معروف بالحديث، صحب جماعة من مشايخ الصُّوفِية، وطاف في البلاد دوراً وزار المشاهد، وسمع "صحيح البخاري" من أبى علي الشَبُّوي بمرو، وحدث به بنيسابور، وسمع الطوائف منه، وسمع من أبي طاهر بن خزيمة، والمخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي الفضل الفامي، والجوزقي، والخفاف، والشريحي وطبقتهم، ثم خرج في آخر عمره إلى غَزْنَة، وروى الحديث في الطريق، وبَغَزْنة سمعوا منه في عزِّ ونَفَاق.
وقال أبو محمَّد فضل الله بن محمَّد بن أحمد الطَّبسي: كان الشيخ سعيد العيار رحمه الله شيخاً بهياً ظريفاً من أبناء مائة واثنتي عشرة سنة، وذكر أنه كان لا يروي شيئاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى بدمشق من بلاد الشام رؤيا حملته وحرَّضته على رواية مسموعاته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره أنه رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قاعد وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن محبّيه - ماثل بين يديه، فأراد هذا الشيخ -سعيد- أن يسلم عليه، فتلقاه أبو بكر الصِّديق برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف لا تنشر ولا تروي أخباري؟ قال: ورأيت كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام للطهارة، فكنت أنتظر بروزه لأسلّم عليه فانتبهت قبل ذلك، فأنا منذ رأيت تلك الرؤيا أطوف في بلاد الإِسلام، وأروي مسموعاتي من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عساكر في "تاريخه": أحد الطوافين لتسميع الحديث، ادّعي السماع من زاهر بن أحمد السرخسي، قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، حدثني أبو الفرج الإسفراييني، سعيد العيار أن النَّخْشَبي رآه بدمشق، وذكر أن أهل خراسان شديد في الطلب له؛ لأن سماعه وجد على "صحيح
البخاري"، وعرفه ذلك، وأنه سار إليهم، أو كما قال. قال غيث: وسألت جماعة: لِمَ سُمّي العيار؟ فقال: لأنه كان في ابتدائه يسلك مسالك الشُّطَّار، ثم رجع إلى هذه الطريقة.
وقال ابن النجار في "ذيله": من أهل نيسابور، بكر به أبوه فأسمعه من أبي بكر البَزَّاز وغيره، وأسمعه بسرخس، والرّي، ومكة، واستراباذ، وعُمّر حتى جاوز المائة، وخرج له الحافظ البَيْهقي فوائد في عشرين جزءاً، حدث بدمشق، وأصبهان، ونيسابور، وهراة، وغزنة، ودخل بغداد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ العالم الزاهد، المُعمّر، انتقى عليه أبو بكر البَيْهقي. وفي "التاريخ": انتقى له البَيْهقي، وخرّج له موافقات. وقال في "الميزان": صدوق -إن شاء الله تعالي-، مشهور. وقال في "المغني": تُكُلِّمَ في بعض سماعه. وقال في "الديوان": ضعيف لا يترك. وقال الحافظ في "اللسان": سمع الكثير، وانتهى إليه علو الإسناد، وكان يطوف البلاد ويحدث، رحمه الله تعالي-.
وله سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وتو في بغزنة، في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وقيل: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
تنبيه: جاء في "الأسماء والصفات"(2/ 19) برقم (589): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي، سمعت أبا عثمان سعيد بن إشكاب الشاشي، يقول: سألت إسحاق بن راهويه. فذكر محققه الشيخ الحاشدي أن ابن إشكاب هذا هو سعيد بن محمَّد بن نعيم بن إشكاب النيسابوري العيار صاحب الترجمة، وقد وهم في ذلك وهماً بيناً، فإن بين وفاة إسحاق بن راهويه ومولد العيار أكثر من مائة سنة، والله الموفق.
قلت: [مُضَعَّف، قد تكلَّم بعضهم في بعض سماعاته، ودافع عن بعضها الذهبي؛ لكون الرجل قد عُمِّر وبَكَّر في الطلب، والأولى ترك الاحتجاج به للاشتباه في أمره، على كثرة سماعه، وعلو إسناده، وسماحته في الرواية، وتطوافه في البلاد لتسميع حديثه] فالرجل إنّهم في السماع، ودافع عنه الذهبي بأن سماعه ممن إنّهم فيهم فمكن، لكن لم يجزم بسماعه منهم، ثم الذهبي نفسه هو الذي مال إلى ضعفه، وعدم تركه، وقال مرة أخرى: صدوق -إن شاء الله-، مما يدل على وجود شيء في نفسه من جهة الصدق، ولعل ذلك للاشتباه في أمره، واحتمال صحة طعن من طعن فيه، فإذا كان هذا حال الراوي مع عدم اشتهاره بالعدالة والتحرز وكثرة من وثقه وأثنى عليه؛ فالنفس إلى تضعيفه أميل من توثيقه أو تركه، والله أعلم.
"ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم" برقم (322)، "الإكمال"(6/ 287)، "المنتخب من السياق" برقم (742)، "تاريخ دمشق"(21/ 3)، "مختصره"(9/ 282)، "تهذيبه"(6/ 118)، "التقييد" برقم (249)، "اللباب"(1/ 66)، "مشيخة ابن البخاري"(2/ 1424، 1441)، (3/ 1697)، "النبلاء"(18/ 86)، "تاريخ الإِسلام"(30/ 431)، "العبر"(2/ 307)، "الإعلام"(1/ 303)، "الإشارة" ص (231)، "المعين" برقم (1456)، "الميزان"(2/ 140)، "المغني"(1/ 376)، "الديوان" برقم (1610)، "جزء أهل المائة" برقم (89)، "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد"(19/ 121)، "مرآة الجنان"(2/ 81)، "الوا في بالوفيات"(15/ 197)، "اللسان"(4/ 40، 53)، "الشذارت"(5/ 247)، "الصناعة الحديثية" ص (608).