الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نرى من بركته، فكلّمنا أمه، وقلت لها: لو تركت بنيّ عندي حتى يغلظ «1» ، فإني أخشى عليه وباء مكة «2» قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا «3» .
مداعبة حليمة وابنتها للنبي
وكانت حليمة- رضي الله عنها تداعب النبي، وترقّصه، وتناغيه كما تفعل الأمهات مع الأبناء، فمن ذلك قولها:
يا ربّ إذ أعطيته فأبقه
…
وأعله إلى العلا ورقّه
وادحض أباطيل العدا بحقّه
وكانت الشيماء «4» ، أخته من الرضاعة، تقول:
هذا أخ لي لم تلده أمي
…
وليس من نسل أبي وعمي
فديته من مخول معمّي «5»
…
فأنمه «6» اللهمّ فيما تنمي
وكانت تقول أيضا:
يا رب أبق أخي محمدا
…
حتى أراه يافعا وأمردا
ثم أراه سيدا مسوّدا
…
واكبت أعاديه معا والحسدا
وأعطه عزا يدوم أبدا
(1) يقوى أكثر ويكبر.
(2)
بفتح الواو والمد أو القصر: الطاعون.
(3)
روى هذه القصة ابن إسحاق، وابن راهواه، وأبو يعلى، والطبراني، والبيهقي، وأبو نعيم، يزيد بعضهم عن بعض. انظر سيرة ابن هشام ج 1، ص 163، 164؛ شرح المواهب ج 1، ص 171- 174.
(4)
بفتح الشين وسكون الياء، ويقال: الشماء بلا ياء، وهي ابنة الحارث بن عبد العزّى وابنة السيدة حليمة، اسمها جدامة- بضم الجيم وفتح الدال- وقيل: حذامة بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة، وقيل: خذامة بضم الخاء المعجمة.
(5)
كريم الأخوال والأعمام، والياء لضرورة الشعر.
(6)
نمى من باب رمى كثر وزاد ويتعدى بالهمزة، والتضعيف.