الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان الصدّيق يترقب وصوله في أية ساعة بعد أن اتفقا على الصحبة في الهجرة، وأعدّا للسفر عدته.
إلى غار ثور
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه وقد تزودا بالزاد والماء ليلا من خوخة «1» في ظهر بيت أبي بكر حتى لا يراهما أحد، وسلكا طريقا غير معهودة، فبدلا من أن يسيرا نحو الشمال ذهبا إلى الجنوب حيث يوجد (غار ثور) وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن إسحاق- لهلال ربيع الأول، وقيل: في أواخر صفر.
نظر إلى البيت ودعاء
ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة توجه إلى البيت وقال: «والله إنك لأحب أرض الله إلي، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» «2» .
ثم توجه إلى الله بهذا الدعاء: «الحمد لله الذي خلقني ولم أك شيئا، اللهمّ أعنّي على هول الدنيا، وبوائق الدهر، ومصائب الليالي والأيام.
اللهمّ اصحبني في سفري، واخلفني في أهلي، وبارك لي فيما رزقتني، ولك فذللني، وعلى صالح خلقي فقوّني، وإليك ربي فحببني، وإلى الناس فلا تكلني.
ربّ المستضعفين وأنت ربي، أعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض، وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والاخرين، أن تحلّ عليّ غضبك، وتنزل بي سخطك.
أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحوّل عافيتك، وجميع سخطك، لك العتبى عندي خير ما استطعت، ولا حول ولا قوة إلا بالله» «3» .
(1) باب صغير في ظهر البيت.
(2)
رواه أحمد والترمذي وصححه.
(3)
البداية والنهاية، ج 3 ص 178، وقال: رواه أبو نعيم.