المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثامن البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب السماوية السابقة - السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة - جـ ١

[محمد أبو شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌مقدّمة الكتاب

- ‌مقدّمات تمهيديّة لدراسة السّيرة

- ‌ 1- منهجي في هذه الدراسة

- ‌1-: [ذكر الايات القرانية المتعلقة بحوادث السيرة]

- ‌2-: [ذكر الأحاديث المتصلة بموضوعات البحث]

- ‌3-: [الاعتماد على كتب التاريخ والسير]

- ‌4-: [تحامل المبشرين والمستشرقين على النبي ص]

- ‌5-: [الجمع بين الهيكل التاريخي للسيرة النبوية التعليق على المواقف]

- ‌6- النبوة شيء، والعبقرية شيء اخر

- ‌7- المعجزات الحسية:

- ‌8-: [الاعتناء بذكر التشريعات الإسلامية وتاريخها]

- ‌9-: [ذكر النقول بنصها]

- ‌ 2- تاريخ التأليف في السيرة وأشهر كتبها

- ‌السيرة جزء من الحديث

- ‌التأليف في السير على سبيل الاستقلال

- ‌طبقة أخرى

- ‌طبقة أخرى

- ‌طبقة أخرى

- ‌منهج هؤلاء المؤلفين

- ‌كتب ألّفت في السير بعد

- ‌نظم السيرة

- ‌كتب الموالد

- ‌كتب جمعت بين التاريخ والسيرة

- ‌ 3- التأليف في السيرة في العصر الحاضر

- ‌1- كتب المستشرقين

- ‌2- كتب المسلمين

- ‌ردّ بعض أباطيل المستشرقين من غير تأليف في السيرة

- ‌جهود العلماء المتقدمين

- ‌عناية الأمة الإسلامية بسيرة نبيها

- ‌الباب الأوّل

- ‌الفصل الأوّل موجز لتاريخ العرب قبل الإسلام

- ‌شبه جزيرة العرب

- ‌موقع الجزيرة الهام

- ‌طبيعة جزيرة العرب

- ‌الحرار

- ‌الجنس العربي

- ‌أقسام العرب

- ‌1- العرب البائدة

- ‌2- القحطانية

- ‌3- العدنانية

- ‌سكان جزيرة العرب

- ‌1- بدو

- ‌2- حضر

- ‌وجود بعض المدنيّات والحضارات في جزيرة العرب

- ‌1- حضارة سبأ باليمن

- ‌2- حضارة عاد بالأحقاف

- ‌3- حضارة ثمود بالحجاز

- ‌أقسام شبه جزيرة العرب

- ‌ الحجاز

- ‌أودية الحجاز

- ‌1- وادي إضم:

- ‌2- وادي القرى:

- ‌3- وادي الرمة:

- ‌4- وادي الصفراء:

- ‌الحجاز لم تطأه قدم مغير

- ‌ مكة

- ‌أشهر مدن الحجاز

- ‌المدينة

- ‌الطائف

- ‌جدّة

- ‌أحوال الجزيرة السياسية والدينية والاجتماعية

- ‌الأحوال السياسية

- ‌ممّ تتكون القبيلة

- ‌1- طبقة الأحرار:

- ‌2- طبقة الموالي:

- ‌3- طبقة الأرقاء:

- ‌ممالك وحضارات في شبه الجزيرة

- ‌مملكة سبأ

- ‌«سد مأرب»

- ‌ملوك سبأ

- ‌مملكة حمير

- ‌اثار سبأ وحمير

- ‌استيلاء الحبشة على اليمن

- ‌أبرهة

- ‌استيلاء فارس على اليمن

- ‌مملكة الأنباط

- ‌مملكة الحيرة وغسان

- ‌ملوك الحيرة

- ‌ملوك الغساسنة

- ‌الحالة الدينية عند العرب

- ‌الوثنية

- ‌نشأة الوثنية ببلاد العرب

- ‌ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى

- ‌عبادة الملائكة والجن

- ‌إنكار البعث

- ‌إنكارهم الرسالة

- ‌الاستقسام بالأزلام

- ‌التحليل والتحريم

- ‌اليهودية والنصرانية في جزيرة العرب

- ‌الحنيفيون

- ‌الحياة الاجتماعية عند العرب

- ‌2- الاعتزاز بالكلمة، وسلطانها، ولا سيما الشعر

- ‌3- المرأة في المجتمع العربي

- ‌4- النكاح والطلاق

- ‌[أ- النكاح]

- ‌أنكحة الجاهلية

- ‌[ب-] الطلاق

- ‌5- وأد البنات وقتل الأولاد

- ‌6- الحروب، والسطو، والإغارة

- ‌7- العلم والقراءة والكتابة

- ‌الحالة الأخلاقية عند العرب

- ‌مثالب العرب

- ‌فضائل العرب

- ‌1- حب الحرية، وإباء الضيم والذل

- ‌2- الشجاعة

- ‌3- الكرم

- ‌4- المروءة والنجدة

- ‌5- الوفاء بالعهد

- ‌6- العفو عند المقدرة

- ‌7- حماية الجار وإجارة المستجير

- ‌8- القناعة والرضا باليسير

- ‌9- قوة الروح، وعظمة النفس

- ‌10- الصبر على المكاره وقوة الاحتمال

- ‌حالة العرب الاقتصادية

- ‌التعامل بالربا

- ‌رحلتا الشتاء والصيف

- ‌أسواق العرب

- ‌مدنية العرب وحضارتهم قبل الإسلام

- ‌دولة حمورابي

- ‌الفصل الثاني الخليل ابراهيم عليه السلام

- ‌هجرة الخليل إلى بلاد الشام

- ‌رحلة الخليل إلى مصر

- ‌استيلاد الخليل هاجر

- ‌إسكان هاجر وإسماعيل بجبال فاران

- ‌نبع عين زمزم

- ‌حصول الأنس بجرهم ونشأة مكة

- ‌قصة الذبيح

- ‌الذبيح إسماعيل لا إسحاق

- ‌وشهد شاهد من أهلها

- ‌ولادة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام

- ‌بناء البيت العتيق

- ‌تشريع الحج على لسان إبراهيم

- ‌أول من بنى البيت

- ‌رواية البخاري في صحيحه

- ‌المسجد الحرام

- ‌مقام إبراهيم

- ‌المسجد الأقصى

- ‌التشكيك في قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام

- ‌الأشهر الحرم

- ‌أسماء الشهور العربية

- ‌النسيء

- ‌أولاد إسماعيل

- ‌الفصل الثالث ولاة البيت وتاريخ مكّة إلى مولد الرّسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ولاية الجراهمة

- ‌غلبة خزاعة على البيت

- ‌طم الجراهمة زمزم

- ‌ولاية خزاعة البيت

- ‌قصي بن كلاب

- ‌ولاية قصي البيت

- ‌جعل قصي هذه الماثر لعبد الدار

- ‌منازعة بني عبد مناف لبني عبد الدار

- ‌ولاية هاشم بن عبد مناف السقاية والرفادة

- ‌مناوأة أمية بن عبد شمس لعمه هاشم

- ‌تزوج هاشم من بني النجار

- ‌ولاية المطلب الرفادة والسقاية

- ‌عبد المطلب في مكة

- ‌ولاية عبد المطلب السقاية والرفادة

- ‌السقاية بعد عبد المطلب

- ‌رؤيا عبد المطلب في شأن زمزم

- ‌عثور عبد المطلب على زمزم

- ‌تعفية زمزم على جميع الابار

- ‌فضل زمزم

- ‌نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده

- ‌خروج القدح على عبد الله

- ‌فداء عبد الله بمائة من الإبل

- ‌الفصل الرّابع زواج عبد الله بامنة

- ‌تعرض بعض النساء لعبد الله

- ‌حمل السيدة امنة بالنبي

- ‌وفاة عبد الله بن عبد المطلب

- ‌رثاء امنة لعبد الله

- ‌رؤيا لعبد المطلب

- ‌قصة الفيل

- ‌المشككون في القصة

- ‌الباب الثاني من الميلاد إلى البعثة النّبويّة

- ‌الفصل الأوّل الميلاد

- ‌موضع ولادته

- ‌إخبار جده عبد المطلب

- ‌احتفاء بني هاشم بالمولود

- ‌ما صاحب الميلاد من الايات والعجائب

- ‌أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النسب الزكي الشريف

- ‌وراثة الصفات والفضائل

- ‌الاباء

- ‌الأمهات

- ‌أمهات ابائه

- ‌الفصل الثاني الرّضاع

- ‌إرضاع أمه له

- ‌إرضاع ثويبة

- ‌استرضاعه في بني سعد

- ‌مداعبة حليمة وابنتها للنبي

- ‌جميل بأجمل منه

- ‌قصة شق الصدر

- ‌رواية أخرى لابن إسحاق

- ‌رواية الإمام مسلم في صحيحه

- ‌رواية أبي يعلى وأبي نعيم وابن عساكر

- ‌تكرار شق الصدر

- ‌المنكرون لشق الصدر، والمشككون فيه

- ‌خاتم النبوة

- ‌الفصل الثالث النّبيّ عليه السلام في كفالة أمّه، ثم جدّه، ثم عمّه

- ‌الذهاب إلى المدينة

- ‌في كفالة جده عبد المطلب

- ‌كفالة عمه أبي طالب له

- ‌رعيه الغنم

- ‌صحبته لعمه إلى الشام

- ‌حرب الفجار

- ‌حلف الفضول

- ‌تجارة النبي لخديجة في مالها

- ‌الخروج بالتجارة

- ‌افتراءات المستشرقين ودسهم

- ‌الفصل الرّابع زواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم بخديجة

- ‌بطلان بعض المرويات

- ‌دسّ المستشرقين

- ‌خطبة أبي طالب

- ‌الوليمة والعرس

- ‌خديجة قبل النبي

- ‌الفصل الخامس تجديد قريش بنيان الكعبة

- ‌عرض لحل المشكلة

- ‌العقل الكبير

- ‌ضيق النفقة بقريش

- ‌عمارة ابن الزبير

- ‌إعادة الحجاج لها على ما كانت في عهد قريش

- ‌محاولة لبني العباس

- ‌كفالة النبي لعلي

- ‌أحداث في حياة الرسول

- ‌فقد الأبناء

- ‌زواج البنات

- ‌تبني زيد بن حارثة

- ‌الفصل السّادس حياة النّبيّ عليه السلام قبل البعثة

- ‌الفصل السّابع حالة العالم قبل البعثة

- ‌الأحوال الدينية

- ‌الأحوال الاجتماعية

- ‌الأحوال الخلقية

- ‌الأحوال السياسية

- ‌حاجة العالم إلى مخلص ومنقذ

- ‌لماذا اختار الله خاتم أنبيائه من العرب

- ‌الفصل الثامن البشارة بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الكتاب السّماويّة السّابقة

- ‌بين يدي النبوة

- ‌فترة الخلوة

- ‌غار حراء

- ‌بعض ما أكرم الله به نبيه قبيل النبوة

- ‌الباب الثالث من البعثة إلى الهجرة

- ‌الفصل الأوّل النّبوّة

- ‌ابتداء نزول القران

- ‌رجوع النبي لخديجة

- ‌إلى ورقة بن نوفل

- ‌قصة بدء الوحي كما رواها الشيخان

- ‌رواية لابن إسحاق

- ‌فترة الوحي

- ‌رواية موهمة

- ‌الوحي وأنواعه

- ‌إمكان الوحي ووقوعه

- ‌أقسام الوحي الشرعي

- ‌1- تكليم الله نبيه بما يريد من وراء حجاب

- ‌2- إعلام الله أنبياءه بوساطة جبريل

- ‌3- القذف في القلب:

- ‌4- الإلهام:

- ‌5- الرؤيا في المنام:

- ‌بطلان فكرة الوحي النفسي

- ‌تفنيد هذه الفكرة

- ‌بطلان ما زعموا أنه صرع

- ‌الرسالة

- ‌أول ما نزل بعد فترة الوحي

- ‌نزول سورة «الضحى»

- ‌الفصل الثاني أطوار الدّعوة الى الإسلام

- ‌بدء الدعوة السرية

- ‌إسلام السيدة خديجة

- ‌إسلام أبي بكر

- ‌إسلام علي

- ‌إسلام زيد بن حارثة

- ‌إسلام بلال

- ‌بنات النبي

- ‌أول من أسلم

- ‌السابقون الأولون

- ‌من أسلم من الصحابة بدعوة أبي بكر

- ‌الرعيل الثاني

- ‌الرعيل الثالث

- ‌في دار الأرقم بن أبي الأرقم

- ‌شجاعة للصديق ومحنة

- ‌الفصل الثالث: [أطوار الدعوة]

- ‌الجهر بالدّعوة وما صاحبه من إيذاء وإغراء

- ‌دعوة النبي عشيرته الأقربين

- ‌عداوة أبي لهب وامرأته للنبي

- ‌إيغال أبي لهب في العداوة

- ‌منع أبي طالب النبي وحبه له

- ‌من مساات قريش للرسول

- ‌قصة أبي جهل والفحل من الإبل

- ‌أشقى القوم عقبة بن أبي معيط

- ‌النضر بن الحارث

- ‌عظمة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة الإراشي

- ‌قصة أخرى

- ‌إسلام حمزة بن عبد المطلب

- ‌من لحظات التجلّي الإلهي

- ‌سعي قريش إلى أبي طالب

- ‌سعي رجال من قريش إلى أبي طالب في شأن الرسول

- ‌سعيهم إليه مرة أخرى

- ‌طلب أبي طالب إلى النبي الكف عنهم

- ‌فماذا كان من النبي

- ‌وماذا كان من أبي طالب

- ‌مساومة حمقاء

- ‌مناصرة بني هاشم والمطلب لأبي طالب

- ‌قصيدة أبي طالب اللامية

- ‌الإغراء بدل الإيذاء (قصة عتبة بن ربيعة مع الرسول)

- ‌ما أشار به عتبة على قريش

- ‌شهادة أخرى للقران من الوليد بن المغيرة

- ‌تأثير إعجاز القران في نفوس العرب

- ‌تهكم أبي جهل بالقران

- ‌استماع زعماء الشرك إلى القران سرا

- ‌تواصيهم بعدم استماع القران

- ‌أول من جهر بالقران من الصحابة

- ‌محاولة أخرى للإغراء

- ‌أسئلة تعنتية

- ‌مقالة عبد الله بن أبي أمية المخزومي

- ‌إباء النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له الصفا وغيره ذهبا

- ‌الحكمة في أنهم لم يجابوا لما طلبوا

- ‌القران معجزة المعجزات

- ‌من تخرصاتهم على النبي والقران

- ‌تهكم المشركين بضعفاء المسلمين

- ‌سعي المشركين إلى إبعاد ضعفاء المؤمنين

- ‌عتاب الله لنبيه

- ‌عتاب اخر بشأن ابن أم مكتوم

- ‌حجة وبرهان على أن القران ليس من عند النبي

- ‌سؤال المشركين النبي عن أهل الكهف، وذي القرنين، والروح، واستعانتهم باليهود

- ‌اية الروح مكية أم مدنية

- ‌مجادلة يهود المدينة في اية الروح

- ‌خصومات، ومجادلات، وتهكمات

- ‌مقالة ابن الزبعرى وما أنزل الله فيه

- ‌الأخنس بن شريق

- ‌ الوليد بن المغيرة

- ‌تهكم أبي جهل بالقران والنبي:

- ‌إنذار أبي جهل رسول الله بسبّ الله

- ‌تهكم العاص بن وائل برسول الله

- ‌مجادلة أبيّ بن خلف

- ‌من أماني المشركين الباطلة

- ‌عود إلى سياسة الإيذاء والاستهزاء

- ‌موقف للنضر يكون فيه منصفا للرسول

- ‌أمية بن خلف وهمزه للرسول

- ‌إغراء أبيّ بن خلف لعقبة بالنيل من الرسول

- ‌رمي العاص بن وائل الرسول بأنه أبتر

- ‌استهزاؤهم بالرسول

- ‌ما نزل بالمسلمين ولا سيما المستضعفين من البلاء والفتنة

- ‌شكاتهم إلى رسول الله ما يلاقون

- ‌المعذّبون في الله

- ‌واهب الحريات

- ‌إنما أريد وجه الله

- ‌الفصل الرّابع أحداث هامّة في العهد المكّي

- ‌هجرة الحبشة

- ‌إسلام عمر بن الخطاب

- ‌بين يدي إسلام عمر

- ‌سماعه للقران

- ‌إسلام أخته فاطمة وزوجها

- ‌قصده رسول الله لقتله

- ‌من لحظات التجلّي الإلهي

- ‌استعلان المسلمين بدينهم

- ‌عزّة المسلمين

- ‌إخباره لأبي جهل بإسلامه

- ‌تحدي عمر لقريش

- ‌إجارة العاص بن وائل السهمي له

- ‌الصحيفة الظالمة

- ‌الواصلون لبني هاشم

- ‌بين حكيم وأبي جهل

- ‌رجوع مهاجري الحبشة

- ‌من دخل في جوار

- ‌أبو سلمة بن عبد الأسد

- ‌قصة الغرانيق

- ‌بطلان القصة من جهة النقل والعقل

- ‌اضطراب الرواية

- ‌القصة لم يخرجها أصحاب الكتاب الصحاح

- ‌اللغة تنكر القصة أيضا

- ‌تأويل المثبتين للقصة لها

- ‌ردّي على المثبتين للقصة

- ‌مصادمة القصة للقران

- ‌بطلان القصة من جهة العقل والنظر

- ‌هجرة الحبشة الثانية

- ‌وهم لابن إسحاق وغيره

- ‌سعي قريش إلى النجاشي في ردّ المهاجرين

- ‌إحضار النجاشي للمسلمين وسؤالهم

- ‌محاولة أخرى للوقيعة بين المهاجرين والنجاشي

- ‌إسلام النجاشيّ

- ‌جواز الصلاة على الغائب

- ‌خروج الصديق مهاجرا إلى الحبشة

- ‌نقض الصحيفة الظالمة

- ‌حسن تدبير العرب وإحكام تصرفهم

- ‌اللهمّ سبع كسبع يوسف

- ‌قصة فارس والروم

- ‌موت أبي طالب وخديجة

- ‌أولا: موت أبي طالب

- ‌عرض رسول الله الإيمان على أبي طالب

- ‌رواية لابن إسحاق

- ‌كلمة هادئة منصفة

- ‌تخفيف العذاب على أبي طالب

- ‌نيل المشركين من الرسول بعد وفاة أبي طالب

- ‌ثانيا: موت السيدة خديجة رضي الله عنها

- ‌فضلها رضي الله عنها

- ‌وفاء الرسول لها بعد وفاتها

- ‌الفصل الخامس الذّهاب إلى الطّائف

- ‌تضرع ودعاء

- ‌قصة عدّاس النصراني

- ‌الأوبة إلى مكة

- ‌أمر الجن الذين استمعوا إلى النبي وآمنوا به

- ‌دخول النبي مكة في جوار المطعم بن عدي

- ‌الفصل السّادس الإسراء والمعراج

- ‌في الإسراء والمعراج تسرية عن نفس النبي

- ‌ما هو الإسراء وما هو المعراج

- ‌ثبوت الإسراء والمعراج

- ‌الإسراء والمعراج بالجسد والروح

- ‌القائلون بأنهما كانا بالروح

- ‌القائلون بأنهما كانا مناما

- ‌الفرق بين كونهما بالروح، وكونهما مناما

- ‌الإسراء والمعراج وواحدة الوجود

- ‌مناقشة للدكتور هيكل

- ‌تفسير الإسراء والمعراج بهذا يلزم منه إنكار النصوص أو تحريفها

- ‌إغراب وتشويش

- ‌متى كان الإسراء والمعراج

- ‌شبه المنكرين للإسراء والمعراج، والرد عليها

- ‌الأحاديث الواردة في الإسراء والمعراج

- ‌رواية البخاري ومسلم في صحيحيهما

- ‌الفصل السّابع عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب في موسم الحجّ

- ‌من دلائل النبوة

- ‌استمرار الرسول في العرض

- ‌ترصد الأشراف القادمين إلى مكة

- ‌إسلام سويد بن الصامت

- ‌ يوم بعاث

- ‌إسلام إياس بن معاذ

- ‌طلائع النور من جهة المدينة

- ‌بدء إسلام الأنصار

- ‌بيعة العقبة الأولى

- ‌علام كانت المبايعة

- ‌أول جمعة جمّعت في المدينة قبل الهجرة

- ‌أول مبعوث في الإسلام

- ‌نجاح مصعب في مهمته

- ‌بيعة العقبة الثانية

- ‌إسلام عبد الله بن عمرو بن حرام

- ‌عدّة أصحاب العقبة الثانية

- ‌أسماء أصحاب بيعة العقبة الثانية

- ‌حضور العباس العقبة استيثاقا لأمر ابن أخيه

- ‌مقالة العباس بن عبادة بن نضلة

- ‌عهد رسول الله على الأنصار والمبايعة

- ‌مقالة أبي الهيثم بن التّيّهان

- ‌مقالة أسعد بن زرارة

- ‌أول من بايع

- ‌النقباء الاثنا عشر

- ‌إذن رسول الله لهم بالانصراف

- ‌عند الصباح

- ‌تأكد قريش من صدق الخبر وطلبهم الأنصار

- ‌إسلام عمرو بن الجموح

- ‌من أوهام ابن إسحاق

- ‌الفصل الثامن الهجرة إلى المدينة

- ‌أسباب الهجرة

- ‌إذن النبي لأصحابه في الهجرة

- ‌متى كان الإذن بالهجرة

- ‌أول من هاجر إلى المدينة

- ‌محنة أم سلمة

- ‌هجرة عامر بن ربيعة وزوجه

- ‌هجرة مصعب، وابن أم مكتوم، وبلال، وسعد، وعمار

- ‌بنو جحش

- ‌بنو غنم بن دودان

- ‌هجرة عمر بن الخطاب، وعيّاش في ركب من المسلمين

- ‌قصة أبي جهل مع عياش

- ‌كتاب عمر لهشام

- ‌هجرة صهيب بن سنان الرومي

- ‌منازل المهاجرين بالمدينة

- ‌هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة

- ‌من بقي مع النبي بمكة

- ‌ائتمار قريش برسول الله

- ‌إذن الله لنبيه في الهجرة

- ‌إخبار الصديق بالإذن في الهجرة

- ‌تجهيز طعام السفر

- ‌مبيت عليّ على فراش النبي

- ‌خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذهاب الرسول إلى بيت الصدّيق

- ‌إلى غار ثور

- ‌نظر إلى البيت ودعاء

- ‌شيخ الفدائيين

- ‌استبراء الغار

- ‌قصة الشجرة، والعنكبوت، والحمامتين

- ‌تشكيك أميل در منغم

- ‌تخلف عليّ لردّ الودائع إلى أهلها

- ‌في الصباح

- ‌جن جنون قريش

- ‌وهنالك وقفوا متحيرين

- ‌لا تحزن إن الله معنا

- ‌لطم أبي جهل للسيدة أسماء

- ‌كياسة السيّدة أسماء

- ‌البيت البكري وتضحياته في الهجرة

- ‌خروج الرسول وصاحبه من الغار

- ‌طريق الهجرة

- ‌في خيمة أم معبد

- ‌مكافأة النبي لأم معبد

- ‌هاد يهديناي الطريق

- ‌قصة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي

- ‌ستلبس سواري كسرى

- ‌وفاء سراقة بما وعد

- ‌إسلام سراقة

- ‌صدق النبوءة

- ‌من تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إهداء الزبير وطلحة ثيابا لرسول الله وأبي بكر

- ‌في انتظار الرسول

- ‌في قباء

- ‌تأسيس مسجد قباء

- ‌نزول النبي وصاحبه بالمدينة

- ‌هجرة علي رضي الله عنه

- ‌مكرمة لسهل بن حنيف

- ‌ثبت بأهم مراجع الكتاب

- ‌فهارس الجزء الأوّل صنع فهارسه العلمية عبد الستّار الشيخ

- ‌1- فهرس الايات القرانية*

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية*

- ‌3- فهرس الأعلام

- ‌4- فهرس القبائل والأمم والجماعات والدول والممالك والحضارات*

- ‌5- فهرس الأيام والغزوات والوقائع*

- ‌6- فهرس الأماكن والبلدان والبحار والأنهار والأصنام*

- ‌7- فهرس تأريخي متسلسل لأحداث السيرة والتشريعات ونحو ذلك

- ‌8- فهرس الشعر

- ‌9- فهرس الموضوعات- الجزء الأول

الفصل: ‌الفصل الثامن البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب السماوية السابقة

‌الفصل الثامن البشارة بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الكتاب السّماويّة السّابقة

الرسل جميعا إخوة لعلّات «1» ، تجمعهم عقيدة واحدة، ودين واحد، والأديان السماوية كلها تتفق في الأصول، وإن اختلفت في الشرائع والفروع، قال عز شأنه:

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13)«2» .

وقال:

لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً (48)«3» .

فالاية الأولى في الأصول التي لا تختلف اختلاف العصور والأزمان، والثانية في الفروع التي تتغير بتغير الأزمنة والأحوال.

وقد أخذ الله العهد على الأنبياء إذا جاءهم رسول الله مصدّق لما معهم أن يؤمنوا به ولا يكذبوه: قال عز شأنه:

(1) أولاد العلّات الذين أبوهم واحد، وأمهاتهم شتى، وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات، ديننا واحد» وهو من التشبيهات النبوية الرائعة.

(2)

الاية 13 من سورة الشورى.

(3)

الاية 48 من سورة المائدة.

ص: 247

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)«1» .

وإذا كان هذا حال الأنبياء بعضهم مع بعض فأحرى بالأقوام أن يكونوا أشد انقيادا للحق إذا ظهر، ومسارعة إلى الإيمان بالرسل متى قام الدليل، وظهرت الحجة.

وقد توافرت البراهين والايات الدالة على نبوة خاتم الأنبياء ما لم تتوفر لغيره من الأنبياء، لأنه جاء بالدين العام الخالد، والشريعة التي لا تنسخها شريعة.

وبشّر به وبرسالته من سبقه من الأنبياء ولا سيما موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، قال تعالى:

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)«2» .

وقال تعالى مقيما الحجة على النصارى الذين جحدوا رسالة خاتم الأنبياء:

(1) الاية 81 من سورة ال عمران.

(2)

الايتان 156، 157 من سورة الأعراف.

ص: 248

وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)«1» .

والقران الكريم هو الشاهد والمهيمن على الكتاب السماوية السابقة، فما جاء به هو الحق، وما خالفه باطل.

ومع أن اليهود والنصارى قد حرّفوا التوراة والإنجيل ولا سيما فيما يتصل بالنبي من أوصاف وبشارة، فقد بقي من نصوصهما نبوات تدل على البشارة بالنبي، وبعضها يكاد يكون نصا في هذا.

ففي التوراة وردت نبوءة على لسان موسى عليه السلام: «أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به» «2» . وهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن المراد به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأن المراد بإخوتهم أبناء إسماعيل عليه السلام، وليس في الأنبياء الذين جاؤوا من بعد موسى في تعاقب مستمر، حتى ظهور عيسى من ادّعى أنه النبي الموعود في هذه النبوءة، ولا يمكن أن يحمل على أحد من خلفائه من أنبياء بني إسرائيل الذين جاؤوا لتنفيذ شريعته، لأنهم ليس فيهم أحد مثله، وقد نص في اخر سفر التثنية على أنه لم يقم في بني إسرائيل نبي مثله.

وكان أمر النبوءة معروفا لدى الخاصة والعامة من اليهود الذين انتظروا جيلا بعد جيل ظهور نبي مثل موسى، ويؤيد هذا تأييدا قويا ذلك الحوار الذي دار بين يوحنا المعمدان «3» وأولئك الذين وفدوا عليه ليسألوه: من أنت؟ فاعترف ولم ينكر، وأقر أني لست المسيح، فسألوه: إذن ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست

(1) الاية 6 من سورة الصف.

(2)

سفر تثنية الاشتراع الإصحاح 18 الفقرة 18.

(3)

هو يحيى عليه السلام.

ص: 249

أنا؟ ذلك النبي أنت؟ فأجاب: لا، فقالوا: ما بالك إذن تعمد إذ كنت لست إيليا، ولا المسيح، ولا النبي «1» .

فهذا النص يدل على نحو يقيني أن اليهود كانوا يترقبون ظهور ثلاثة أنبياء مختلفين: أولهم (إيليا) الذي اعتقدوا أنه سوف يظهر بشخصيته كرة أخرى على هذه الأرض، وثانيهم المسيح، وثالثهم نبي ذو شهرة إلى درجة رأوا معها أنه ليس من الضروري نعته بأي وصف مميز، كأن قولهم:«ذلك النبي» كاف للدلالة على ما يعنون، وبذلك تعيّن أن يكون المراد بالنبي هو نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم.

وإذا قلبنا صفحات التاريخ لم نجد أيما نبي غير نبينا محمد أعلن أنه النبي الذي بشر موسى بظهوره، ولم نجد أيما كتاب مقدس غير القران أشار إلى تحقيق النبوءة في شخص امرىء ما.

ثم إن الواقع يؤيد هذا، فقد كان موسى- عليه السلام صاحب شريعة، وكذلك كان محمد عليه الصلاة والسلام صاحب شريعة مستقلة، وليس بين الأنبياء الإسرائيليين نبي جاء قومه بشريعة جديدة، ومن هنا كان النبي محمد بوصفه النبي الوحيد الذي أعطي شريعة، هو واحده النبي الذي هو مثل موسى.

وهناك نبوءة أخرى تكاد تكون صريحة أيضا في البشارة بالنبي، ففي التوراة:«جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران» «2» ، فالمجيء من سيناء يشير إلى ظهور موسى، والإشراق من ساعير إشارة إلى ظهور عيسى، وتلألئه من جبل فاران إشارة إلى ظهور نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، إذ إن التوراة تطلق فاران على أرض الحجاز (مكة) حيث ظهر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

(1) سفر يوحنا الإصحاح الأول الفقرة 19- 21.

(2)

تثنية الاشتراع الإصحاح 23 الفقرة 1.

ص: 250

وثمة نبوءة رابعة تدل على أن أرض النبي الموعود هي بلاد العرب وهي: «وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر من بلاد العرب، تبيتين يا قوافل الدادانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان، يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزة، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا، من أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب» «1» .

فكلمة بلاد العرب لها مغزى خاص كاف، والإشارة إلى من هاجر يلقي ضوا على من المراد بالنبوة، فتاريخ العالم لم يدوّن غير هجرة واحدة قدّر لها أن تكتسب الحدث الحاسم هي هجرة رسولنا محمد من مكة إلى المدينة، وفي هذه الكلمات «من أمام السيوف قد هربوا» لشهادة أبلغ على أنه هو المقصود بالنبوءة، فقد تواطأت كتب الأحاديث والسير على أن النبي ليلة الهجرة كان محاطا بأعدائه الشاهرين سيوفهم فعلا، المتعطشين للدماء، المستعدين تمام الاستعداد للانقضاض عليه بجمعهم حينما يخرج من بيته، وبحسبنا هذه النبوات الأربع من التوراة.

وكان اليهود قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم يبشرون به ويقولون لعرب المدينة إذا قاتلوهم: (لقد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا، وسنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم) ، فلما بعث جحدوا رسالته، وحسدوه، وحاربوه قال تعالى:

وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89)«2» .

وكذلك بشّر الإنجيل بالنبي، وهذه الأناجيل الموجودة اليوم وإن كانت

(1) أشعيا الإصحاح 2 الفقرة 13- 15.

(2)

الاية 89 من سورة البقرة.

ص: 251

محرفة، كما أقر بذلك الأحرار المفكرون من علماء النصرانية، إلا أنها قد بقي فيها ما يدل على البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

فمن ذلك ما جاء في إنجيل يوحنا، قال يسوع:«إن كنتم تحبوني فاحافظوا وصاياي، وأنا أطلب من الاب فيعطيكم معزيا اخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق، الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه، ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم فيكون فيكم» «1» ويقول: «وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم» «2» ويقول: «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الاب، روح الحق الذي من عند الله الاب ينبثق فهو يشهد لي» «3» .

ويقول: «لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم» «4» ويقول: «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم، ولكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الان، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» «5» وهي بشارات تكاد تكون نصا في الإخبار بنبوة خاتم الأنبياء، ومع وضوح هذه البشارات فقد أرهق اللاهوتيون النصارى أنفسهم- وما يزالون- ابتغاء العدول بها عن قصدها بحيث تنطبق على الروح القدس، وفي الحق أن صيغة النبوءة لا تجيز قط هذا الاستنتاج لقوله:

«إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي» كلام من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تعليق «6» .

وقد كان في الأصل الأول للإنجيل التعبير في البشارات عن اسم النبي بكلمة «البارقليط» ولكنه لما ترجم إلى العربية فسرها بعضهم (بالمخلص) ،

(1) يوحنا الإصحاح 14 الفقرة 15- 17.

(2)

يوحنا 14: 26.

(3)

يوحنا 15: 26.

(4)

يوحنا 16: 7.

(5)

يوحنا 16: 12، 13.

(6)

حياة محمد ورسالته من ص 46- 51؛ أدلة اليقين في الرد على مطاعن المبشرين من ص 260- 314؛ تفسير الالوسي ج 28 ص 87 ط منيرية.

ص: 252

وفسرها اخرون (بالمعزي) ، وقد سأل المرحوم الأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار المستشرق الإيطالي (نلينو) - وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في اداب اللغة اليونانية، وكان يدرس في الجامعة المصرية القديمة- عن معنى (البارقليط) فقال:

إن القسس يقولون إن هذه الكلمة معناها المعزي، فقال له: أنا أسأل الدكتور (نلينو) الحاصل على الدكتوراه في الاداب اليونانية القديمة، ولا أسأل قسيسا!! فقال نلينو: معناها الذي له حمد كثير، فقال له: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد؟ فقال: نعم «1» وصدق الله حيث قال: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وقد سبق المستشرق (نلينو) الإمام الالوسي فقد قال: إنه لفظ يؤذن بالحمد.

يقول العلامة الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه القيم «إظهار الحق» : «إنه قبل أن يقدّم أوجه الاستدلال بهذه الفقرات- يريد الفقرات التي نقلها من الأناجيل للاستدلال بها على بشارة السيد المسيح بالنبي الخاتم محمد عليهما الصلاة والسلام- يود أن ينبه إلى أن السيد المسيح كان يتحدّث باللغة الارامية، وهي مشتقة من اللغة العبرية، وأنه مما لا شك فيه أن الإنجيل الرابع إنجيل يوحنا- ترجم اسم المبشّر به باللغة اليونانية حسب العادة، ثم جاء مترجمو اللغة العربية، فترجموا اللفظ اليوناني ب «فارقليط» ، وقد ذكرت من قبل تصرفهم في الأسماء، وقد حاول «اردو» صرف المسلمين عن الاستدلال بهذه البشارة، فذكر أن لفظ «فارقليط» معرب من اللفظ اليوناني ثم قال: فإن قلنا:

إن هذا اللفظ اليوناني الأصل «باراكلي طوس» فيكون بمعنى المعزي والمعين والوكيل.

وإن قلنا: إن اللفظ الأصلي «بيركلي طوس» فيكون قريبا من معنى محمد، أو أحمد، ولكن الصحيح أن اللفظ «باراكلي طوس» وليس «بيركلي طوس» .

وقد ردّ عليه الشيخ رحمة الله الهندي، فقال: إنه من الواضح أن التفاوت بين اللفظين يسير جدا، وأن الحروف اليونانية كانت متشابهة، وأن استبدال

(1) قصص الأنبياء- مبحث بشارة عيسى بالنبي ص 473 الطبعة الثانية.

ص: 253

«باراكلي طوس» ب «بيركلي طوس» في بعض النسخ من الكاتب قريب القياس، ثم رجح أهل التثليث هذه النسخة على النسخ الاخرى.

أقول: وما دامت الكلمة محتملة لأن تكون «بيركلي طوس» وأن تكون «باراكلي طوس» فلنلجأ إلى الترجيح كما هي قواعد البحث العلمي الصحيح، وليس من شك في أن «بپركلي طوس» هي الراجحة لأنها يوافقها القران الكريم الذي هو الشاهد والمهيمن على الكتاب السماوية، لأنه الكتاب السماوي الذي سلّم من التحريف، والتبديل بإجماع المسلمين، وشهادة العقلاء وأحرار الفكر من المسيحيين، والله تبارك وتعالى يقول الحق، وهو يهدي السبيل.

وقد ورد في «إنجيل برنابا» الذي كان في طي الخفاء وظهر منذ زمن قريب ما يدل على البشارة بالنبي صراحة، ولم يسع القسس إلا الطعن فيه، وقالوا:

إنه من وضع العرب، وهي دعوى لم يقم عليها دليل، فقد أثبت بعض الباحثين أنه موجود من قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد تواترت الأخبار قبل النبوة المحمدية بقرب ظهور نبي من العرب بشّرت به التوراة والإنجيل على لسان الأحبار والرهبان، وحدث سلمان الفارسي الصحابي الجليل أنه صحب قسيسا، فكان يقول له:«يا سلمان إن الله سوف يبعث رسولا اسمه أحمد من جبال تهامة «1» ، علامته أن يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة» وكان هذا من أسباب إسلام سلمان لما بلغته الدعوة المحمدية.

وكان هذا أيضا من أسباب مسارعة الأنصار إلى قبول الإسلام، ذلك أنهم لما عرض عليهم النبي الإسلام قال بعضهم لبعض: هذا الذي حدثتكم عنه يهود فلا يستبقنكم إليه!!

(1) أي مكة لأن تهامة تطلق عليها كما يطلق الحجاز على تهامة.

ص: 254