الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد شاء الله- وله الحكمة البالغة- ألايعيش له صلى الله عليه وسلم أحد من الذكور حتى لا يكون ذلك مدعاة لافتتان بعض الناس بهم، وادّعائهم لهم النبوة، فأعطاه الذكور تكميلا لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية، ولئلا يتنقّص النبي في كمال رجولته شانىء، أو يتقوّل عليه متقول، ثم أخذهم في الصغر، وأيضا ليكون في ذلك عزاء وسلوى للذين لا يرزقون البنين، أو يرزقونهم ثم يموتون، كما أنه لون من ألوان الابتلاء، وأشد الناس بلاء الأنبياء، فالأمثل فالأمثل، وقد كان مما نبزه به سفهاء المشركين، أنهم قالوا فيه:
إنه أبتر أي لا عقب له.
خديجة قبل النبي
وكانت السيدة خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة لشدة عفافها وصيانتها وشرفها وكمالها، وقد تزوجها وهي بكر أبو هالة «1» بن زرارة التميمي فولدت له هندا «2» ، وقد أسلم وحسن إسلامه، وهو راوي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم، شهد بدرا وقيل وأحدا، وروى عنه الحسن بن علي فقال: حدثني خالي، لأنه أخو فاطمة لأمها، وكان- رضي الله عنه فصيحا، بليغا، وصّافا، وكان يقول:«أنا أكرم الناس أبا، وأما، وأخا، وأختا: أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» ، وأمي خديجة، وأخي القاسم، وأختي فاطمة» قتل مع علي يوم الجمل.
وولدت له هالة «4» ، قال ابن عبد البر: له صحبة، وروي عن عائشة قالت: قدم ابن لخديجة يقال له هالة والنبي صلى الله عليه وسلم قائل، فسمعه فقال:«هالة، هالة، هالة» !! وروى الطبراني بسنده عن هالة بن أبي هالة أنه دخل على
(1) قيل: اسمه مالك، وقيل: زرارة، وقيل: هند.
(2)
اسم رجل.
(3)
هو ربيب رسول الله، ولكنه جعله أبا له لحسن رعايته، وكريم معاملته، فوجد فيه عوضا عن الأب ولأن رسول الله أبو المؤمنين.
(4)
اسم رجل وقد وهم من جعله أنثى.
النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد، فاستيقظ فضم هالة إلى صدره وقال:«هالة، هالة، هالة» .
ثم بعد وفاة أبي هالة تزوجها عتيق بن عابد «1» بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي، فولدت له هندا وهي أنثى، أسلمت وصحبت النبي، ولم ترو شيئا. قاله الدارقطني، وهي أم محمد بن صيفي المخزومي، ويقال لولد محمد هذا بنو الطاهرة، لمكان خديجة «2» .
(1) بالعين المهملة، والباء المواحدة، والدال المهملة كما في الإكمال وغيره وهو الصواب ووقع في جامع ابن الأثير بالتحتانية، والذال المعجمة وهو غير صحيح.
(2)
هذا الذي اخترناه هو ما عليه الأكثر كما ذكر ابن عبد البر، وقال اخرون: تزوجها أولا عتيق بن عابد، ثم خلفه عليها أبو هالة، ثم أبو وهب بن عمرو المخزومي.