الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزي، المتوفى (742 هـ).
وشيخنا قاضي القضاة محمد بن أبي بكر ابن النقيب، المتوفى (745 هـ). وغيرهم (1).
مؤلفاته وتصانيفه
وقد أعظم اللَّه عز وجل له النفع بتصانيفه أهل المذهب، وغيرهم أيضًا، فمنها:
"الروضة"، وشرح "المهذب" سماه "المجموع" وصل فيه إلى (البيع)، ومن ذلك:"شرح صحيح مسلم"، وكتاب "تهذيب الأسماء واللغات"، وشرح قطعة من "صحيح البخاري"، وكتاب "التحقيق" ولم يكمله، وكتاب "الطبقات" للحافظ ابن الصلاح، اختصره وزاد عليه أسماء جماعة من الأئمة، وكتاب "المنهاج"، و"الإرشاد"، وكتاب "التقريب والتيسير"، و"التبيان في آداب حملة القرآن"(2)، و"الرياض"(3)، و"الأذكار"(4)، و"المناسك" أكبر وأصغر وأوسط، و"الأربعين"، وقد سمعناها على الشيخ جمال الدين المزي رضي الله عنه.
(1) كالإمام البدر محمد بن إبراهيم بن سعد اللَّه بن جماعة، وأبي العباس أحمد الضرير الواسطي الخلال، وأمين الدين سالم بن أبي الدر، وشهاب الدين أحمد بن محمد بن عباس بن جعوان، وشهاب الدين الإربدي، وأبي العباس أحمد بن محمد بن سليمان بن حمايل، والشهاب محمد بن عبد الخالق بن عثمان بن مزهر الأنصاري، وعلي بن الموفق، وأبي عبد اللَّه محمد بن أبي الفتح الحنبلي، والشمس أبي عبد اللَّه إسماعيل بن إبراهيم بن سالم ابن الخباز، والشهاب أبي العباس أحمد بن فرح الإشبيلي، وأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن مصعب، والرشيد بن المعلم الحنفي، والشيخ جبريل الكردي، والعلاء علي بن أيوب بن منصور المقدمي، وهبة اللَّه بن عبد الرحيم بن إبراهيم ابن البارزي، وأبي الفضل يوسف بن محمد بن عبد اللَّه المصري.
(2)
وهو كتاب نفيس لا يستغنى عنه، وقد طبع بحمد اللَّه تعالى طبعة بهية في دار المنهاج اعتمدت على ثلاث نسخ خطية، منها نسخة مقابلة على نسخة المؤلف.
(3)
وهو كتاب عظيم في بابه، وقد طبع بحمد اللَّه وفضله طبعة أنيقة في دار المنهاج اعتمدت سبع نسخ خطية، واحدة منها لتلميذ الإمام النووي الشيخ علاء الدين ابن العطار رحمه اللَّه تعالى.
(4)
الذي لا يكاد يخلو بيت مسلم منه، لبركة هذا الإمام الجليل، وقد منَّ اللَّه عز وجل على دار المنهاج بإخراجه في طبعة متميزة مدققة محققة، اعتمدت على خمس نسخ خطية، واحدة منها بإملاء تلميذ الإمام النووي الشيخ علاء الدين ابن العطار، وأخرى مقروءة عليه، وقد ازدانت بفوائد من شرح العلامة ابن علان رحمه اللَّه تعالى، وبملحق لتعقبات الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه تعالى.
إلى غير ذلك (1).
وكان عليه سكينة ووقار، وفي لحيته الكريمة شعرات بيض كأنها النور الساطع.
زار القدس والخليل عليه الصلاة والسلام عدد عفو اللَّه عن خلقه، وعدد ما أحصى علمه سبحانه وتعالى.
ثم رجع إلى نوى فمرض عند أبيه إلى أن توفي ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من
(1) كـ"مختصر التنبيه"، وشرحه "تحفة الطالب النبيه"، وشرح "الوسيط" المسمى بـ"التنقيح"، ونكت على "الوسيط"، و"مهمات الأحكام"، و"العمدة في تصحيح التنبيه"، و"التحرير في لغات التنبيه"، و"نكت المهذب"، و"دقائق الروضة"، و"مختصر الترمذي"، و"الخلاصة" في الحديث، و"شرح سنن أبي داوود"، و"بستان العارفين"، و"الأصول والضوابط"، و"رؤوس المسائل"، و"المقاصد"، و"منار الهدى"، و"الترخيص في القيام"، و"المنثورات" وهو فتاويه جمعها تلميذه ابن العطار، و"مناقب الشافعي" اختصره من كتاب البيهقي وحذف أسانيده، وغيرها.
قال الإسنوي -كما في "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (2/ 157) -: (وينسب إليه تصنيفان ليسا له، أحدهما: مختصر لطيف يسمى: "النهاية في اختصار أسد الغابة"، والثاني: "أغاليط على الوسيط" مشتملة على خمسين موضعًا، بعضها فقهية وبعضها حديثية، وممن نسب هذا إليه ابن الرفعة في "المطلب في شرح الوسيط"، فاحذره؛ فإنه لبعض الحمويين، ولهذا لم يذكره ابن العطار تلميذه حين عدد تصانيفه واستوعبها). وفي كلام الإسنوي نظر؛ إذ إن الإمام النووي في كتابه "التقريب" ذكر أنه اختصر كتاب ابن الأثير "أسد الغابة"، فقد قال في "التقريب" (ص 81) في كلامه عن معرفة الصحابة رضي الله عنهم:(وقد جمع عز الدين ابن الأثير الجزري في الصحابة كتابًا حسنًا، جمع فيه كتبًا كثيرة وضبط وحقق أشياء حسنة، وقد اختصرته بحمد اللَّه تعالى).
قال ابن العطار -كما نقله السيوطي في "المنهاج السوي"(ص 20)، والسخاوي في "حياة الإمام النووي" (ص 20) -:(وله شرح ألفاظ ومسودات كثيرة، ولقد أمرني مرة بجمع نحو ألف كراس بخطه، وأمرني أن أقف على غسلها في الورّاقة، وحلفني إن خالفت أمره في ذلك، فما أمكنني إلا طاعتُهُ، وإلى الآن في قلبي منها حَسَراتٌ).
قال السخاوي في "حياة الإمام النووي"(ص 22): (فهذه نحو من خمسين تصنيفًا، كل ذلك -كما قال الكمال الأدفوي- في زمن يسير وعمر قصير).
قال الشافعي في "مرآة الجنان"(4/ 185): (لعمري إنه عديم النظير في زهده وورعه وآدابه، وجميل سيرته ومحاسنه فيمن بعده من العلماء، ولا شك أن الإمام محيي الدين النووي مبارك له في عمره، ولقد بلغني أنه حصلت له نظرة جمالية من نظرات الحق سبحانه بعد موته، فظهرت بركتها على كتبه، فحظيت بقبول العباد والنفع في سائر البلاد).
قال السخاوي: وبخط تلميذه العلاء بن العطار أنه وجد بخطه: (من الطويل)
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
…
فيا ليت من يقرأ كتابي دعا لِيَا
لعل إلهي أن يَمُنَّ بلطفِه
…
ويرحم تقصيري وسوءَ فِعاليا
رجب سنة ست وسبعين وست مئة، ودفن بنوى رحمه الله، وقبره مشهور يزار، ويقصده الصالحون والأخيار.
فجزاه اللَّه عني خير الجزاء وجمع بيني وبينه مع سائر الأحبة في دار النعماء، وأنا من أهل محبته والمرء مع من أحب.
واللَّه أعلم
* * *