الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف بكتاب " هل القرآن معصوم
؟ "
" هل القرآن معصوم؟ ".
عنوانٌ مثير، لكتابٍ حول القرآن، ظهرتْ طبعَتُه الأُولى عام (1994 م) ،
وقد صَدَرَ بثلاثِ لغات: الأَلمانيةِ والإِنجليزيةِ والعربية.
وجاءَ في صفحةِ العنوانِ أَنَّ مؤلِّفَه هو " عبدُ الله الفادي "، وهو اسْمٌ
مُسْتَعار، ويَبدو أَنه لم يُؤَلِّفْهُ رجلٌ واحد، وإِنما أَعَدَّه مجموعةٌ من القساوسةِ
والرهبان.
وقد طُبعَ فى النمسا، وصَدَرَ عن مؤسسةٍ تنصيرية، اسْمها: Light of Life
ومعناه: " نور الحياة "!!.
وعنوانُ الكتابِ مقصود، والاستفهامُ للإثارة، فمَعْنَى سؤالِهم: " هل
القرآنُ معصوم؟ " تقرير أَنَّ القرآنَ ليس مُنَزَّهاً عن الخَطَأ، وإِنما فيه عَشَراتُ
الأَخطاءِ المختلفة، وهذا معْناهُ أَنه ليسَ من عندِ الله، فلو كانَ من عندِ الله لما وُجِدَ فيه خَطَأٌ واحد!.
وقد قَسَّمَ مؤلِّفو الكتابِ كِتابَهم إِلى عشْرَةِ أَجزاء، ادَّعَوْا أَنهم وَجَدوا في
كُلِّ جزءٍ منها مجموعةً من الأَخطاءِ في القرآن.
الجزءُ الأَول: أَسئلةٌ جغرافيةٌ.
زَعَموا فيه وجودَ اثْنَي عَشَرَ خَطَأً جغرافيّاً في القرآن.
الجزءُ الثاني: أَسئلةٌ تاريخية.
زَعَموا فيه وجودَ خمسةٍ وخَمسينَ خَطَأً
تاريخيّاً في القرآن.
الجزء الثالث: أَسئلةٌ أَخلاقية.
زَعَموا فيه وُجودَ تسعةِ أَخطاءٍ أَخْلاقية في
القرآن.
الجزءُ الرابع: أَسئلةٌ لاهوتية.
زَعَموا فيه وُجودَ تسعةٍ وعشرين خطأً
لاهوتيّاً في القرآن.
الجزءُ الخامس: أَسئلةٌ لغوية.
زَعموا فيه وجودَ خمسةٍ وعشرين خَطَأً
لغويّاً في القرآن.
الجزءُ السادس: أَسئلةٌ تشريعية.
زَعَموا فيه وُجودَ ستةٍ وعشرين خطأً
تشريعيّاً في القرآن.
الجزءُ السابع: أَسئلةٌ اجتماعية.
زَعَموا فيه وُجودَ واحدٍ وعشرين خطأً
اجتماعيّاً في القرآن.
الجزءُ الثامن: أَسئلةٌ علمية.
زَعَموا فيه وُجودَ اثْنَيْن وعشرين خطأً علميّاً
في القرآن.
الجزءُ التاسع: اسئلةٌ فنيَّة.
زَعَموا فيه وُجودَ أَحَدَ عَشَرَ خَطأً فنيّاً في
القرآن.
الجزءُ العاشر: أَسئلةٌ خاصَّةٌ عن محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
زَعَموا فيه وجودَ ثلاثةٍ وثلاثين خطأً يتعلقُ بحياةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم في القرآن.
أَيْ أَنَّ الذينَ أَلَّفوا الكتابَ وَجَدوا في القرآنِ مئتين وثلاثةً وأَربعين خَطَأً،
في مختلفِ موضوعاتِه، وهذا رقمٌ كَبير، لو صَحَّ لكانَ القرآنُ باطِلاً مَليئاً
بالأَخطاء!!.
وقد وَضَعَ مُؤلِّفو الكتابِ في آخرِهِ قائمةً بالمراجعِ التي رَجَعوا إِليها،
واستَخْرَجوا منها أَخطاءَ القرآن، وكانت اثنين وعشرين كتاباً، معظمُها لمؤَلّفين من النَّصارى، خَصَّصوها لانْتقادِ القرآنِ وإِثارةِ الشبهاتِ حولَه.
ومن بابِ المبالغةِ في الكيدِ أَرادَ مُؤلفو الكتاب أَنْ ترسخَ شُبهاتُهم في
ذهنِ القارئ، فَوَضَعوا في آخِرِ الكتابِ مسابقة، طَلَبوا فيها من القارئ الإِجابةَ على أسئلةٍ اختاروها من الكتاب، وإِرسالَ الإِجاباتِ إِليهم في النمسا، ليُرسلوا له جائزةً قيمةً بسببِ اجتهادِه! وقالوا في مقدمةِ المسابقة: " أَيُّها القارئُ العزيز:
إِنْ تَعَمَّقْتَ في قراءةِ هذا الكتاب تَستطيعُ أَنْ تُجاوِبَ على الأسئلةِ بسُهولَة..
ونحنُ مُسْتعدّونَ أَنْ نرسلَ لك أًحَدَ كتُبِنا الروحية جائزةً على اجتهادِك..
ولا تَنْسَ أَنْ تَكتبَ اسْمَك وعنوانَك كامِلاً عند إِرسال إِجابتِك إِلينا..
".
ومن الأَسئلةِ التي طَلَبوا من القارئِ الإِجابةَ عليها:
السؤالُ الأَول: في القرآنِ عشرةُ أَنواعٍ من الأَخطاء.
ما هي؟.
السؤالُ الثاني: اذكُرْ خمسةً من الأَخطاءِ الجغرافية، التي وَرَدَتْ في هذا
الكتاب!.
السؤالُ الثالث: ذَكَرَ المؤَلِّفُ خَمساً وخمسينَ غلطةً تاريخيّة في القرآن،
اكْتُبْ عَشْرَ غَلْطاتٍ منها، واشْرَحْ ثلاثاً من هذه العَشْر.
السؤالُ الرابع: يُحَلِّلُ القرآنُ تسعَ خَطايا.
ما هي؟
اذْكُرْ أَكْثَرَ ما ساءَكَ منها.
السؤالُ الخامس: أَثارَ المؤلِّفُ تسعةً وعشرين سؤالاً لاهوتياً حَوْل
القرآن.
اشرحْ خمسةً منها.
السؤالُ السادس: وَجَدَ المؤلِّفُ ستّاً وعشرينَ غَلْطَةً لغويةً في القرآن.
اذْكُرْ خمساً منها.
السؤالُ السابع: وَجَدَ المؤَلِّفُ ستةً وعشرينَ خطأً تشريعيّاً في القرآن
اذْكُرْ خمسة منها.
السؤالُ الثامنْ وَجَدَ المؤَلِّفُ إِحْدى وعشرين غَلطةً اجتماعيةً في القرآن.
اذْكُرْ خمساً منها.
السؤالُ التاسع: تَساءَلَ المؤَلِّفُ عن اثْنَيْن وعشرينَ أَمْراً عِلْمِيّاً خاطِئاً في
القرآن.
اذكُرْ خمسةً منها.
السؤالُ العاشر: وَجَدَ المؤلِّفُ في حياةِ نبيِّ الإِسلام ثلاثاً وثلاثين أَمْراً
مَعيباً.
اذكُرْ ما تعتبرُ أَنه أَسوَؤُها، واشرَحْه..
ثم اذكُرْ ما تعتبرُه أَنه ليس
مَعيباً، ودافِعْ عن وجهةِ نظرِك.
ويَلبسُ المفْتَرونَ ثوبَ الموضوعيهِ والإِنصافِ و "الديمقراطية" عندما
يَسمحونَ للإِنسانِ أَنْ يُخالِفَهم، ويَأذَنونَ له أَنْ يُدافِعَ عن وجهةِ نَظَرِه، كما جاءَ في السؤالِ العاشر!!.
وهذا الكتابُ حلقةٌ عنيفةٌ حادَّةٌ صاخبةٌ من مسلسلِ " الهجومِ على
القرآن "، الذي يَشُنُّهُ عليه أَعداؤُه، من اليهودِ والنصارى، وسائرِ الأَعداء، الذين لا يَعترفونَ أَنَّ القرآنَ كلامُ الله، ولا يُؤمنونَ أَنَّ محمداً هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وإِنما يعلنونَ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم مُفْتَرٍ كَذّاب، ادَّعى أَنه نبيّ، وزَعَمَ أَنَّ القرآنَ وَحْيٌ
من اللهِ إِليه، مع أَنه هو الذي أَلَّفَه، وأَعانَه عليه قومٌ آخَرون!!.
هذا وإِنَّ الحملةَ على القرآنِ طويلةٌ مستمرة، مضى عليها خمسةَ عَشَرَ
قَرْناً، وباءَتْ بالفشلِ ولله الحمد، وبقيَ القرآنُ ثابِتاً قويّاً، وغالِباً مَنْصوراً
ظافراً، ولن يكونَ هذا الكتابُ الكِتابَ الأَوَّلَ في الهجومِ على القرآن، فقد
سبَقَهُ آلافُ الكتبِ الحاقدةِ المسمومة، طواها الزمَنُ في مَلَفّات التاريخِ
المنسية، فَنَسِيَها الناسُ ونسوا أصحابَها، وبقيَ القرآنُ حَيّاً مُؤَثّراً، مَحْفوظاً
مَتْلُوّاً، مَعْروفاً مُفَسَّراً!! كما أَنَ هذا الكتابَ لن يكونَ الأَخيرَ في هذا المسلسلِ الحاقدِ الخَبيث، إِذْ سَتَتْلوهُ وتتبعُه كُتُبٌ أُخرى، يُؤَلِّفُها أَعداءٌ حاقِدونَ في القرونِ القادمة، وسَيَبْقى القُرآنُ مُحارَباً مُهاجَماً من قِبَلِ أَعدائِه حتى قيامِ الساعة، ولكنّه سيبقى غالِباً بإِذْنِ اللهِ حتى قيامِ الساعة، فنحنُ لا نَخافُ على القرآنِ الهزيمة، لأَننا موقنونَ من انتصارِهِ بإِذْنِ الله.
وقبلَ البَدْءِ بتفْنِيدِ كلامِ هؤلاءِ الحاقدين في شُبهاتِهم التي اعْتَبَروها
أَخطاءً، نُقَرِّرُ أَنه لا يوجَدُ أَيّ خَطَأ في القرآن، في أَيِّ موضوعٍ من
موضوعاتِه، لا في اللغة، ولا في العقيدة، ولا في الفقه، ولا في التاريخ،
ولا في الجغرافيا، ولا في الاجتماع، ولا في الأَخلاق، ولا في العلم، ولا
في السياسة، ولا في السيرة! وما اعْتَبَرَه هؤلاءِ المفترونَ أَخطاءً في القرآن،
إِنما هو وفقَ ما صَوَّرَتْه عُقولُهم القاصرة، وأَفهامُهم السقيمة، ونَظَراتُهم
العاجزة، ويَصْدُقُ على كلامِهم قولُ الشاعر:
وَكَمْ مِنْ عائِبٍ قَوْلاً صَحيحاً
…
وآفَتُه هي الفَهْمُ السَّقيمُ