الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنَّ هذا الكلامَ مردودٌ مكذوب، لم يَرِدْ في كتابِ الله، ولا في حديثِ
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقلْه واحد من الصحابةِ أَو التابعين، وهو من الإِسرائيلياتِ والخرافاتِ والأَساطيرِ الباطلة، التي لا يَجوزُ أَنْ نُفَسِّرَ بها كلامَ الله..
وسامَحَ اللهُ الإِخباريّينَ والرواةَ من المسلمين، الذين أَجازوا
لأَنفسِهم تفسيرَ كلامِ اللهِ بهذا الهراءِ التافه، حتى يأتيَ إِنسان مُغْرِض مثلُ
الفادي يجعلُه مَطْعَناً يوجِّهُه إِلى كتابِ الله عز وجل.
ثم إِنَّ هذا الكلامَ الباطِلَ يَطعنُ في نبوةِ سليمانَ صلى الله عليه وسلم وعصمتِه وإِيمانه، ويُصوِّرُهُ بصورةِ الذي يَرضى بالشِّرْكِ بالله في بيته، بل يَرضى أَنْ يَصنعَ الأَصنامَ لامرأتِه المشركة، ويَدْعوها لعِبَادَتِها، إِنَّ هذا لا يفعَلُه مسلمٌ عادي، فكيفَ يفعلُه النبيُّ الملكُ القويُّ سليمانُ صلى الله عليه وسلم؟!.
وما هو هذا الخاتمُ السحريُّ الذي كان يَحكمُ به سليمانُ الإِنسَ والجنّ؟
وكيفَ يرضى اللهُ أَنْ يُسْلَبَ سُليمانُ الملكَ؟
وأَنْ يَحلَّ محلَّه شيطانٌ رجيم؟
وكيفَ يَطَأُ ويُجامعُ هذا الشيطانُ الكافرُ أَزواجَ سليمانَ واحدةً واحدة؟
وكيف؟ وكيف؟ وكيف؟
…
إِنَّنا نبرأُ إِلى الله من هذه الأُسطورةِ المكذوبة، ونُبَرِّئُ سليمانَ عليه السلام منها!.
***
لماذا إنكار عذاب القبر
؟
يُنكرُ الفادي المفترِي عَذابَ القبر، ويَعتبرُه مما لا يتفقُ مع العلم، ومما
يَتَناقَضُ مع العقل، ويُخَطِّئُ الرسولَ صلى الله عليه وسلم في حديثِه عنه.
وإِنَّ إِنكارَه عذابَ القبرِ لا يَتفقُ مع موضوعِ كتابِه، الذي خَصَّصَه لانتقادِ
القرآن، وهو في هذا الموضوعِ يَنتقدُ حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم!.
ذَكَرَ قولَ اللهِ عز وجل (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) .
وذِكْرُه للآيةِ في معرضِ حديثِه عن عذابِ القبرِ دَليلُ جهْلِه، فالآيةُ
لا تتحدَّثُ عن عذابِ القبر، وإِنما تتحدَّثُ عن الموت، الذي لا بُدَّ أَنْ يُصيبَ الإِنسانَ مهما فَرَّ منه.
والآيةُ شبهُ الصريحةِ في عذابِ القبر هي قولُ اللهِ عز وجل:
(وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) .
وذكَرَ الحديثَ الذي رواهُ البخاريُّ عن عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ عجوزان من عجائزِ يهودِ المدينة، فقالَتا: إِنَّ أَهلَ القُبورِ يُعَذَّبونَ في قبورِهم، فكذَّبْتُهما، فَخَرَجَتا..
ودَخَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقلْتُ له ما قلْتُ لهما، وإِني لم
أُصَدِّقْهما في ذلك، فقال: " صَدَقَتا، إِنهم يُعَذَّبون في قُبورِهم عذاباً تَسمعُه
البهائمُ كلُّها.
فما رأيْتُه بعدَ ذلك في صلاةٍ إِلّا تعوَّذَ من عذابِ القبر ".
ثم ذَكَرَ حديثاً آخَرَ في تَعَوُّذِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من العجزِ والكسلِ والجبنِ والبخلِ وعذابِ القبر، وحَديثاً ثالثاً في سؤالِ الملَكَيْن لمن يوضَعُ في قبرِه.
وعَلَّقَ على تلك الأَحاديثِ الثلائة قائلاً: " ونحنُ نسأَل: إِذا كان الميتُ
يَسمعُ ويتعذَّبُ في القبر، فلماذا لا يَسمعُ عذابَ أَهلِ القبرِ إِلّا البهائم؟
وإِذا كان أَهلُ المقابرِ الذين يَعترفونَ بنبوَّةِ محمدٍ يُعْفَوْنَ من العذاب، فلماذا كان النبيُّ نفسُه دائماً يتعوَّذُ من عذابِ القبر؟
لعلَّ خُرافةَ العجوزَيْن (اللتَيْن كذَّبَتْهما عائشة) تَعودُ إِلى أنهما سمعتا عن شخصٍ دُفِنَ بسرعةٍ بعدَ أَنْ ظَنّوه مات، ولما أَفاقَ في القبرِ استغاث، وليسَ مَنْ يُغيث، فماتَ، فخرجَتْ إِشاعَةُ أَنَّ أَهلَ القبورِ يُعَذَّبون!! ".
بهذا التفسيرِ الساذج، الذي يدلُّ على الغَباء، يُفَسِّرُ الفادي الجاهلُ
عذابَ القبر: شابّ أُغْمِيَ عليه، فظُنَّ أَنه مات، فدُفِنَ في قبرِه، وهناك
استيقَظ، فصاحَ وصَرَخَ واسْتَغاث، وماتَ الموتَ الحقيقي..
ولما سمع الناسُ صُراخَه (ولا أدري كيفَ سمعوه) أَشاعوا إِشاعةَ عَذابِ القبر!!.