الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَأَمَّلْ مَعَنا الجُمَلَ الخبيثةَ في كلامه، التي هاجَمَ فيها الإِسلامَ والقرآن،
وأَصَرَّ على بشريةِ القرآن، وأَنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهُ من عربِ الجاهلية، ثم نَسَبَهُ إِلى الله، وجَعَلَ أحكامَه شريعةً من الله! وتَأَمَّلْ شَتْمَهُ للرسولِ صلى الله عليه وسلم، عندما زَعَمَ أَنَّ رغبَتَه قائمةٌ على الغزوِ والانتقام، وَوَصَفَهُ بالغَدْرِ! وناقَضَ نفسَه حيثُ أَباحَ ما سبقَ أَنْ حَرَّمَه على نفسِه من القتالِ في الأَشهرِ الحُرُم.
وزَعَمَ الفادي المجرمُ أَنَّ القرآنَ من تأليفِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، حيثُ قال: " وناقَضَ نفسَه بقولِه في سورةِ البقرة
…
".
أَيْ أَنَّ سورةَ البقرةِ من تأليفِه، والقرآنَ كُلَّه من تأليفِه..
وكُلُّ كتابِ الفادي المفترِي يُؤَكِّدُ على تكذيبِه القرآن، ونَفْيِ أَنْ يكونَ من عندِ الله، وتأكيدِ أَنه من كلامِ وتأليفِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولذلك وَقَعَ في الأَخطاءِ والتناقُض إ!.
وَوَصْفُ الفادي الرسولَ صلى الله عليه وسلم بالغَدْرِ دليلٌ على بذاءَتِه ووَقاحتِه، وقد شهدَ أَبو سفيانَ الذي كانَ زعيمَ مكةَ الكافرة وأَشَدَّ الناسِ عداوةً لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأَنه لم يَغْدِر.
فعندما سَأَلَه هِرَقْل: هل يَغْدِر؟
أَجابَه قائلاً: إِنه لا يَغْدِر!.
ويأتي هذا الدَّعِيُّ المفترِي اليومَ ليقولَ: إِنه يَغْدِر!!.
***
ما هو أصل التكبير
؟
يَرى الفادي المفترِي أَنَّ أَصْلَ التكبيرِ جاهليّ، وأَنَّ الجاهليّين كانوا
يقولون: اللهُ أَكبر!.
أَوردَ قولَ اللهِ عز وجل: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) .
ومعنى قولِه: " كبره تكبيراً ": قل: اللهُ أَكبر!.
كما أَوردَ قولَ اللهِ في الإِخبارِ عن ما جرى بينَ إِبراهيمَ عليه السلام وبينَ قومِه، عندما أَبْطَلَ كونَ الكواكبِ اَلهة:(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) .
وفَهِمَ الفادي الجاهلُ من كلامِ إِبراهيمَ عليه السلام أَنه كانَ يؤمنُ بوجودِ آلهةٍ مع الله، وأَنَّ بعضَ تلك الآلهةِ صغير، وأَنَّ الشمسَ أَكبرُ من تلك الآلهة.
وخَرَجَ من هذا بافتراءٍ كبير، هو أَنَّ التكبيرَ من أَصْلٍ جاهليّ، وأَنَّ
المسلمينَ عندما يَذكرونَ اللهَ قائِلين: " الله أكبر "، إِنما أَخَذوا هذا عن
الجاهليّين المشركين! وأَنَّ معنى " الله أَكبر " عندَه أَنَّ اللهَ أَكبرُ من الآلهةِ
الصغيرة، التي تُساعِدُه في إِدارةِ هذا العالم! فالمسلمونَ في نظره مشركون،
يُؤمنونَ بوجودِ آلهةٍ صغيرةٍ بجانبِ اللهِ الأَكبر!!.
قالَ في افترائِه: " كان عَرَبُ الجاهليةِ يُكَبِّرونَ اللهَ في بعضِ الأَحوالِ
قائلين: اللهُ أَكبر..
بناءً على اعتقادِهم بوجودِ إِلهٍ في السماء، أَو اللهُ بينَ كُلِّ
الآلهةِ هو إِلهُها ورَبُّها، والآلهةُ الأُخرى أَعوانُه وعُمّالُه في أَرضِه.
وزَعَمَ النَّقْلَ عن كتابِ بلوغِ الأَرَب للآلوسي أَنه لما افْتَدى عبدُ المطلب
- جَدُّ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ابْنَه عبدَ الله بمئةٍ من الإِبِل ونجا ابْنُه من الذَّبْحِ صاحَ عبدُ الله قائلاً: اللهُ أَكْبَر.
وكَبَّرَتْ قريشٌ معه! ".
إِنَ كلامَه عن إِيمانِ العربِ الجاهليّين بوجودِ آلهةٍ مع اللهِ صَحيح، فهذا
معروفٌ عنهم، وقد ذَكَرَهُ القرآنُ في آياتٍ عديدة، وأَبْطَلَه وفَنَّدَه، وعَرَضَ الأَدلةَ العديدةَ على أَنَّ اللهَ هو الإِلهُ وَحْدَه، لا شريكَ له.
أَمّا زعْمُه أَنَّ العربَ الجاهليّين كانوا يُكَبّرونَ اللهَ في بعضِ أَحوالِهم فهذا
باطل، وزَعْمُه أَنَّ عبدَ الله كَبَّرَ اللهَ لما نَجا من الذَّبْحِ باطل، وهو يَعتمدُ على
بعضِ الأَخبارِ والرواياتِ غير الثابتة، ومعلومٌ أَنه ليس كُلُّ قولٍ أَو خبرٍ في
كتبِ المؤَرّخين أَو المحَدِّثين أَو المفسرين معتمداً، ولا بُدَّ من تخريجِ تلك
الأَقوالِ والأَخبار، واعتمادِ ما صَحَّ منها!!.
وقد كانتْ فريةُ الفادي كبيرةً، عندما زَعَمَ أَنَّ المسلمين أَخَذوا قولَهم:
" الله أَكبر " عن العربِ الجاهليّين، واعتبرَ هذه العبارةَ صورةً من صورِ الشركِ بالله، لأَنها تدل على وُجودِ آلهةٍ صغارٍ بجانبِ اللهِ الأَكبر!!.