الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 -
لا يَتَرَتّبُ على إِلقاءِ شَبَهِ عيسى عليه السلام على تلميذه المتطوِّعِ
الإِشكالاتُ التي ذَكَرَها الفادي، لأَن هذا أَمْرٌ خاصٌّ أَرادَهُ الله، ومعجزةٌ
خاصَّةٌ قَدَّرَها الله، ليحميَ بها عَبْدَه ورسوله عيسى عليه السلام، ولا يَصيرُ ذلك الشابُّ المؤمنُ على شَكْل عيسى عليه السلام إِلّا بأَمْرِ الله، ولا يُؤَدي هذا إِلى الشَكِّ في الحقائقِ والأَشياءِ والأَشخاص، لأَنَّ هذه المعجزةَ لا تُعَمَّم على الجميع! كما أَنه ليسَ في الأَمر ظلمٌ للشاب المتطوِّع، الذي أُخِذَ وقُتِلَ وصُلِبَ على أَنه عيسى عليه السلام، لأَنه تبرعَ بذلك ورضيَ به، طالِباً الأَجْرَ من الله، حيثُ استَجابَ لدعوةِ عيسى عليه السلام:" مَنْ منكُم يَرْضَى أَنْ يُلقى عليه شَبَهي، فيؤْخَذَ ويُقْتَلَ، ويكونَ معي في الجنة؟ ".
فقالَ ذلك الشاب: أنا.
7 -
الجملةُ الأَخيرةُ من كلامِ الفادي فاجرةٌ قَبيحةٌ مرذولة: " إِنّ الذينَ
يُنْكرونَ الصَّلْبَ يَرسمونَ لنا اللهَ إِلهاً يَرضى بالغِشِّ والكَذِب! ".
أَيْ أَنَّ ذلك الشابَّ الفدائى المتطوِّعَ كان كاذِباً غَشّاشاً عندما صارَ شَبيهاً بعيسى عليه السلام، علماً أَنَّ الأَمْرَ لم يَتِمَّ بفعْلِه، إِنما تَمَّ بفعلِ الله، وبما أَنَّ اللهَ الذي أَرادَ ذلك وفَعَلَه فهو الصوابُ الذي لا خَطَأ فيه!.
***
حول تكفير الصوم للخطايا
وَقَفَ الفادي المفترِي أَمَامَ تكفير صومِ رمضانَ للخطايا، وفَضْلِ ليلةِ
القَدْرِ فيه، التي هي خيرٌ من أَلْفِ شَهْر، وأوردَ أَحاديثَ لم تَصح عن
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم اعترضَ عليها.
بعدَما سَجَّلَ آياتِ سورةِ القَدْرِ قال: جاءَ في حديثٍ عن ابنِ عباس: " إذا
كانَتْ ليلةُ القَدْرِ أَمَرَ اللهُ جبريلَ أَنْ يَنزلَ إِلى الأَرض، ويَنزلَ معه سَبعُونَ أَلْفَ
مَلَك، سُكان سدرةِ المنْتَهى، ومعهم أَلويةٌ من النّور، فَيُرَكّزونَ أَلويتَهم في
المسجدِ الحرام ومسجدِ محمد وبيتِ المقدس، ويُرَكِّزُ جبريلُ لواءً أَخضرَ على
ظهرِ الكعبة..
ثم تَتَفرقُ الملائكةُ في أَقطارِ الأَرضين، فيَدْخُلونَ على كُلِّ
مؤمن، يَجِدونَه في صلاةٍ أَو ذِكْرٍ، يُسَلِّمون عليه ويُصافحونَه، ويُؤَمِّنونَ على دُعائِه، ويَستغفرونَ لجميع أُمَّةِ محمدٍ حتى مَطْلَعِ الفجر
…
"!! وفي حديث آخَر: " إِنَّ اللهَ يُعتقُ في كُلًّ يَوْمٍ من رمضان ستَّمئةِ أَلْفِ عَتيقٍ من النار، فإِذا كانَ آخْرُ يومٍ منه أَعتقَ بقَدْرِ ما مَضى! ".
والحَديثان اللَّذان ذَكَرَهما لَيْسا صحيحين، ولم يَقُلْهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وفيهما مبالغةٌ واضحة غيرُ مقبولة.
وانظرْ إلى شيطنةِ وخُبْثِ الفادي المجرم، في قولِه عن المساجدِ الثلاثة:
" فَيُرَكّزونَ أَلويتَهم في المسجدِ الحرامِ ومسجدِ محمدٍ وبيتِ المقدس ".
الروايةُ التي نقلَها تقول: " المسجدُ الحرامُ والمسجِدُ النبويُّ وبيتُ المقدس ".
فَحَذَفَ المفتري المحَرِّفُ كلمةَ " المسجدِ النبوي "، وَوَضَعَ مكانها " مسجدَ محمد "!.
وذلك ليَنْفي نُبُوَّةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، لأَنه لا يؤمنُ بأَنه رسولُ الله، وإِنما هو كاذب مُفْتَرٍ مُدَّعٍ، ادّعى أَنه نبيّ، وأَلَّفَ القرآن، ولذلك يَحرصُ في كتابِه على حَذْفِ أَيِّ كلمةٍ تُشيرُ إِلى نبوَّتِه، فيحذفُها ويَضَعُ مكانَها اسْمَه المجرَّدَ! حتى لو أَدّى ذلكَ إِلى التلاعبِ بالنَّصِّ الذي أَمامَه وتحريفِه، وهذا مما لا يتفقُ مع الأَمانةِ العلميةِ في التعامُلِ مع النصوصِ المخالفة!.
وقد اعترضَ الفادي على الحديئَيْن اللذين أَوردَهما، وخَطَّاَ القولَ بأَنَّ
الصومَ يُؤَدّي إِلى مغفرةِ الخطايا.
قال: " ونحنُ نَسْأَل: هل مجردُ صومِ رمضانَ
يُؤَدّي إلى الخَلاصِ، ويَغفرُ الخَطايا؟
أَلا يُنافي هذا عَدْلَ اللهِ وقَداسَتَه؟
لقد وَفَّقَ اللهُ بحكمَته بينَ عَدْلِه ورحمتِه، وجَعَلَ المسيحَ بتجسّدِه يَموتُ عن
الخُطاة، ليخَلِّصَهم من الخطيَّة، ويَمنحَهم القوةَ للعيشةِ بالبِرّ والقَداسَة.
إِنَّ الاتكالَ على رحمةِ اللهِ فقط دونَ النظرِ للفداءِ يَطْعَنُ في عَدْلِ الله، فيكونُ اللهُ كمَلِكٍ يُصدرُ قانوناً، ويَتَهاونُ في تنفيذِه، فلا يُعاقِبُ كاسِريه! ".