الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحكام في العبادات والمعاملات والأنكحة لظهر عجزة، ولم يصل إلى ما وصل إليه كثير من صغار طلبة العلم الشرعي، فكيف يثق العاقل فضلاً عن المؤمن بأقوالهم عن الدين، فأقوالهم في مسائل الدين لا قيمة لها أصلاً، ولو سبرت حاصل ما عليه رؤساؤهم لرأيتهم قد اشتغلوا بشيء يسير من علوم العربية، وترددوا في قراءة الصحف التي على مشربهم، وتمرنّوا على الكلام الذي من جنس أساليب كثير من هذه الصحف الرديئة الساقطة، فظنوا بأنفسهم وظن بهم أتباعهم الاضطلاع بالمعارف والعلوم، فهذا أسمى ما يصلون إليه في العلم" (1).
هذا النبت الشيطاني النكد لا يُسكت عليه أبدًا فهم جنود الشياطين الذين فاقوا مكرًا ودهاء وكيدًا للإسلام وشعائره وعوام المسلمين الذين لا يفطنون لشبههم لقلة علمهم وضعفهم.
"أليس ضعف المسلمين في هذه الأوقات يوجب لأهل البصائر والنجدة منهم أن يكون جدّهم ونشاطهم وجهادهم الأكبر متضاعفًا ويقوموا بكل ما في وسعهم لينالوا المقامات الشامخة ولينجوا من الهوّة العميقة التي وقعوا فيها؟ أليس هذا من أفرض الفرائض وألزم اللازمات في هذه الحال؟ "(2).
*
وفرج فودة:
هذا الذي سمّاه الزعيم "عادل إمام": بالشهيد وبصديقه العزيز هذا الذي سال قلمه بالسم الزعاف على الإسلام والشريعة ثم ذهب إلى مزابل التاريخ.
*
حسن سليمان حُداثيّ العُرْي والموديلات العارية:
- أما النموذج لحداثة القطيعة مع قيم الأمة ومعايير الحلال والحرام التي
(1)"انتصار الحق" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ص 14 - 15) المكتبة السلفية.
(2)
المصدر السابق (ص 7).
جاء بها دينها، وتجسدت عادات وأعرافًا في حياتها .. فهو "فنان كبير"، احترف رسم الجسد العاري للنساء .. وللنساء المعدمات، اللائي يكتسبن من حرفة "الموديل"، واللائي يخجلن من هذه الحرفة، فيكتمن ممارستهن لها حتى عن زميلاتهن فيها .. لأنها -حتى في عرفهن- "نخاسة حداثية"، يبعن فيها الحشمة والكرامة والكبرياء والخصوصية لقاء كسرة خبز أو جرعة دواء!
وفي حديث صحفي مع هذا "الفنان الكبير" نشرته مجلة أدبية شهيرة -كجزء من كتاب تحت الطبع- يصدر عن هذا "الفنان"، تحدث عن واحدة من النساء "الموديل" .. تلك التي رسم لجسدها العاري ثلاثمائة لوحة، وهي ترقص -بعد أن "سَطَلَها" بالحشيش، وأسكرها بزجاجة "البولانكي" الرخيص! .. يتحدث هذا "الفنان" الكبير عن "تجربته الفنية" مع الجسد الأنثوي العاري، فيقول- عن "صفية"، التي "جُنَّ بجسدها العاري، حين شاهده، إلى حد تخصيص معرض كامل لها هو معرض [الراقصة] أوائل الثمانينيات .. وكيف أحضر لها "قرش الحشيش" وزجاجة "البولانكي" الرخيص، لتسكر حتى الصباح بينما يدير أسطوانة [يا مسهّرني] لسيد مكاوي، لترقص على إيقاعها طول الليل"!.
- ثم يستطرد في الحديث عن "تجربته الفنية" هذه، فيقول:
"كانت جميلة، أطرافها طويلة، وجسمها طويل. لقد أضافت إلى خطوطي الكثيرة .. منحتني معرض [الراقصة]، ومنحتني القدرة على رسم "الإسكتش" السريع [300 سكتش] كنت أرسم بسرعة جنونية على أوراق "الكلك" حتى ألاحق حركة جسدها مع إيقاع الموسيقى .. ومنحتني حساسية خاصة في التعامل مع الإيقاع، ومنحتني أيضًا صدقًا وإخلاصًا نادرًا .. وأظن أن هذا التجاوب شرط مهم لمستوى اللوحة، وحتى لا أضطر إلى المزيد من الإغراءات من فلوس وتودد وغواية"!!
وحتى لا يظن أحد أن هذا "الفنان الكبير" قد صنع ويصنع ذلك من باب "الضرورات التي تبيح المحظورات" -مع التنبيه على أننا لسنا هنا بإزاء "ضرورة". ولا "حاجة" بل ولا حتى أمرًا من "التحسينات"- إذ الكارثة أن هذا الفنان الحداثي الكبير يمارس هذه "النخاسة الفنية" باعتبارها الأمر الطبيعي .. ويتحدث عن حقبة السبعينيات -من القرن العشرين- تلك التي ضغطت فيها موجة التدين والصحوة الإسلامية على كليات الفنون الجميلة حتى ألغت نظام "الموديل العاري" في تلك الكليات .. يتحدث عن هذه الحقبة باعتبارها (الزمن الأهبل)! لأن الجسد الأنثوي العاري -بنظر هذه الحداثة- ليس فقط كلأ مباحًا ومستباحًا، وإنما هو -كما يقول- أقدم معبود عبده الإنسان .. وأطول المعبودات التي عبدها هذا الإنسان في العمر والتاريخ!.
نعم، يعلن هذا "الفنان" عن هذه "العقائد الحداثية" لهذا "الدين الحداثي" فيقول:
"لقد خلقنا الله في أحسن تكوين، ولهذا تكون النسب الصحيحة عارية بالضرورة .. بل ولا تكون صحيحة إلا عارية، ولا يمكن أن يتم تجريد سليم دون عري".
تلك حقيقة أساسية في الفن، لكن الشرط الاجتماعي القائم لا يسمح بعرض اللوحات العارية (زمن أهبل)! .. إن جسد المرأة هو أقدم عبادة عرفها الإنسان، وأعظم ديانة منذ عرفت الأديان. إن "أفروديت"(1) الطالعة من زبد
(1) أفروديت هي إلهة الجمال والحب في الأساطير الوثنية الإغريقية .. ولقد كذب هذا الدّجال عندما عمم عبادة أفروديت على الإنسانية زاعمًا أن ذلك قد استمر عشرين ألف سنة .. وكأن تاريخ الإنسانية هو هذه اللحظة الأسطورية الإغريقية.