الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الرفض والإزالة، وفي كتابه "الثابت والمتحول" الذي حصل به على درجة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في بيروت؛ خلاصة واضحة لإيمانه الماركسي، وموقفه من أدبائنا الذي تشكل وفقًا لمدى قربهم أو ابتعادهم عن الدين: أي الإسلام!
*
شيوخ ومريدون
!
ويمكن القول: إن (أدونيس) استطاع أن يحقق نجاحًا ملحوظًا على مدى عقود ثلاثة، واستطاع مع آخرين، أن يجذب الأتباع والأشياع والدراويش إلى عالم الحداثة الأدبية والفكرية جميعًا، بل إن بعض (الماركسيين) تَخلَّوا عن (الواقعية الاشتراكية) لحساب (الحداثة) الأدونيسية وبوجه خاص في مجال الإنتاج الأدبي؛ بغموضها وسيرياليتها وهذيانها وانخلاعها عن القيم الفنية والتقاليد الأدبية الموروثة، وبصفة عامة فقد صار للحداثة على مستوى (العالم العربي) شيوخ ومريدون يسيطرون على الساحة الأدبية، ويملكون مفاتيح الشهرة والتعتيم، ويا ويل من تحدثه نفسه بالوقوف في وجه الحداثة بالمنطق والعلم والحجة!!!. هـ (1).
ولكن المستقبل كل المستقبل للإسلام وسيذهب أدونيس ومن معه إلى مزابل التاريخ.
لا تُهيئ كفني يا عاذلي
…
فأنا لي مع الفجر مواثيق وعهدُ
*
وقفة أخيرة مع أدونيس وكتابه "مقدمة في الشعر العربي
":
يتحدث أدونيس عن أبي نواس في جمل عائمة هائمة، ضائعة المعالم والمعاني، كلمات تفوح برائحة الخمرة، وتدور دوار الثمل، وتترنّح ترنح
(1)"الحداثة العربية .. المصطلح - الفهوم" للدكتور حلمي محمد القاعود (ص 3825) - دار الاعتصام.
السكران، وتشتط في أكثر من سبيل معوّجة تائهة ويرى في سلوك أبي نواس ثورة وتجديدًا وحداثة، يقول عن أبي نواس إنه بودلير العرب" (1).
"فما بال كاتبنا مغرم بتشبيه شعرائنا بالساقطين في ديار الغرب .. ولو بُعِث أبو نواس وسمع هذا التشبيه وعرف من هو "بودلير" لقذف الكلام في وجه صاحبه ولتاب وأناب"(2).
- يقول الكاتب عن أبي نواس وهو يمجد سقوطه في الخمر: "شعر أبي نواس مصابيح .. لذلك لا يخاف العقاب بل يفعل ما يؤدي فعله إلى العقاب"(3).
- ويقول: "أبو نواس شاعر الخطيئة لأنه شاعر الحرية"(4).
- ويتحدث عن قتل ديك الجن لزوجه، وندم ديك الجن نفسه على جريمته، ولكن أدونيس لا يحب له أن يندم أو يبكي .. إن الكاتب يريد أن يجعل أقبح جريمة في حياة الإنسان .. جريمة القتل الظالم .. القتل المجنون حرية ممجّدة. إنه يقول":
"هذه الخطيئة الممجّدة تنقلب عند ديك الجن إلى جريمة ممجدة وضرورية كتوكيد أعلى ومطلق للحرية والشرف، جوهر الشخص الإنساني"(5).
وهكذا تصبح أحطّ الجرائم وأبشعها مجدًا وحرية وشرفًا عند كاتبنا .. أي شرف هذا الذي تنعم الوحوش والذئاب في حرية دامية مظلمة مفزعة.
(1)"مقدمة في الشعر العربي" لأدونيس (ص 47).
(2)
"الحداثة في منظور إيماني" للدكتور عدنان النحوي (ص 27) - دار النحوي.
(3)
"مقدمة في الشعر العربي"(ص 49).
(4)
المصدر السابق (ص 52).
(5)
المصدر السابق (ص 52).