الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي شرف هذا الذي تنعم الوحوش والذئاب في حرية دامية مظلمة مفزعة.
- ويسفّ الكاتب غاية الإسفاف وهو يقول عن أبي نواس أنه "يواجه الله""هكذا أبو نواس فصل الشعر عن الأخلاق والدين. إنه الإنسان الذي لا يواجه الله بدين الجماعة، وإنما يواجهه بدينه هو"(1).
وهكذا تسفّ التعابير، وتسف المعاني، وتسف الغاية.
- ويحارب اللغة ويشتد في حربه وفي خدره وفي غيبوبته فيقول: "إن تحرير اللغة من مقاييس نظامها البراني، والاستسلام لمدها الجواني، يتضمنان الاستسلام بلا حدود إلى العالم"(2).
إنه تحطيم كامل للغة، وإلغاء لقواعدها كلها: نحوها وصرفها وبلاغتها وبيانها .. فيقول: "وهذا يؤدي إلى القضاء على علم المعاني"(3).
*
أدونيس شيطان من شياطين الإِنس:
أدونيس شيطان من شياطين الإنس السكارى الغاوين الأفّاكين يمضي في عالم التيه والسراب والظلمات والوادي السحيق ينتقل بعد ذلك إلى أخطر جريمة، وأسوأ كلمة، وأقبح تصور، وأوقح تعبير، ينتقل بشكل واضح سافر ليهدم العقيدة والإيمان بهجوم سافر مباشر .. إنه يقول:
"الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية، منفصلة عن الإنسان. التصوف ذوّب ثبات الألوهية، جعل حركة النفس في أغوارها، أزال الحاجز بينه وبين الإنسان .. وبهذا المعنى قتله (أي الله)، وأعطى الإنسان طاقاته. المتصوف يحيا في سكر يسكر بدوره العالم، وهذا السكر نابع من
(1) المصدر السابق (ص 53).
(2)
المصدر السابق (ص 138).
(3)
المصدر السابق (ص 138).
قدرته الكامنة على أن يكون هو والله واحدًا. صارت المعجزة تتحرك بين يديه" (1).
- وهكذا يسف أدونيس ويهوي في واد سحيق، يهوي في وحول، ويسقط في رجس. ونستحي أن نعيد ألفاظه فهي أقبح من كل تعليق، يقول الدكتور عدنان النحوي:
"هذا كاتب واحد من كُتّاب الحداثة. فما بالك بغيره من الكتاب، وإني أَؤمن أن استعراض كتاباتهم جميعها ضرورية حتى نعرف الخط الذي يُرسم، والحرب التي تُشَنّ. ولكن مثل هذه الدراسة أوسع من مجال هذا الكتاب، ولقد تحدث الأستاذ الدكتور محمد مصطفى هدارة في محاضرته القيّمة في مؤسسة الملك فيصل الخيرية في 17/ 6/1406 هـ عن الحداثة، ولقد كان عنوان المحاضرة "الحداثة والتراث" استعرض في مقدمتها أهمية هذا الموضوع وخطورته، وكان من جملة ما قاله:
"والحقيقة هي أن الحداثة أخطر من ذلك بكثير، فهي اتجاه فكري أشد خطورة من الليبرالية والعلمانية والماركسية وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدّامة؛ ذلك أنها تتضمّن كل هذه المذاهب والاتجاهات، وهي لا تخصّ مجالات الإبداع الفني أو النقد الأدبي ولكنها تعمّ الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على السواء"(2) اهـ.
- يقول الدكتور عدنان النحوي:
"كتبتُ قصيدة في (أدونيس) على أثر إعلانه في جريدة الشرق الأوسط أنه يبحث عن مهندس يصمم له قبره. قلتُ القصيدةَ لأُبين له ثلاث نقاط:
(1) المرجع السابق (ص 131).
(2)
"الحداثة في منظور إيماني"(ص 40).
- إذا مات على كفره المعلن الصريح هلك، وكان من أهل النار.
- وما أدراه كيف يموت وأين يموت؟
- وأخيرًا أدعوه إلى الإسلام عسى الله أن يغفر له إذا أسلم. وبعثت بالقصيدة إلى مجلة إسلامية معروفة، عسى أن تبلّغه هذه الرسالة وتبلغه دعوتي له إلى الإسلام عن طريق نشر هذه القصيدة.
وكنت أرى أن القصيدة قوية فنيًا ومعنى، بعد أن سمعها عدد من الأصحاب والأدباء وأثنوا عليها. وبعد فترة ليست بالقصيرة وجدت أن المجلة لم تنشرها.
فاتصلت هاتفيًا برئيس التحرير المسلم، أو الداعية المسلم، فماذا أجاب؟ قال:"القصيدة شديدة عليه". قلت له: الذي تحدى الله وسبّه وسبّ رسوله صلى الله عليه وسلم وأنكر الإيمان وحارب الإسلام، ولم يُبال بالعالم الإسلامي كله، وتحدّاهم جميعًا، أفأنت ترى القصيدة شديدة عليه؟! وقلت: مع ضعفنا هذا حُقَّ لأدونيس وغيره أن يستخفّوا بالمسلمين ويتحدوهم" (1).
الشعرُ بابان باب من أبالسةٍ
…
يوحون بالشعر آثامًا وأوزارا
وزخرفًا لم تزل ترضاه أفئدة
…
تلقى به النار أو تلقى به العارا
وشاعر من هدى الرحمن خفقته
…
معنى ولفظًا وأشواقًا وإِيثارا
يطوف في الكون يلقى من عجائبه
…
آيًا تفتّح للألباب أسفارا (2)
(1)"الشعر المتفلت بين النثر والتفعيلة وخطره" للدكتور عدنان النحوي (ص 116) - دار النحوي.
(2)
من قصيدة "لآلئ الشعر أوزان وقافية" للدكتور عدنان النحوي من المصدر السابق (ص 55).