الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فستنكرهم جميعًا، ولتعلمنّ عليهم كل سوء، ولترينهم حشو أجسامهم طينًا وحمأة، في زعم كذب يُسمّى لك الطين طيبًا، والحمأة مسكًا، ولتجدن أحدهم وما في السفلة أسفل منه شهوات ونزغات.
خذ منهم الوقاحة والزندقة في زعم الحرية، والإلحاد في حجة العلم.
يُقال تنويريون ومصلحون والناس يعنون ما شاءوا إلا حقيقة التنوير والإصلاح.
- أيتها الحصاة، ما يسخر منك الساخر بأكثر من أن يجلوك على الناس في علبة جوهرة.
- لا يصلحون إلا على إفساد الحياة، يذهبون أين ذهبوا وشعلة الجحيم الثقافية تدور من رءوسهم تهفو من ها هنا وهنا .. لا يعيشون إلا على غذاء من الموت، كأنهم كانوا من قبل دودًا في قبور ثم نفخهم الله أناسي يجعلهم فيما يبلو به الخلق، ويضرب الحياة بهم ضربة انحلال وبلى تعفّن.
- ينفث الواحد منهم دخان قلبه الأسود، ويعمل كما تعمل الأعاصير على إهداء الوجوه والأعين والأنفاس صحفًا منشرة من غبار الأرض، إن لم تكن مرضًا فأذى، وإن لم تكن أذىً فضيق، وإن لم تكن ضيقًا فلن تكون شيئًا مما يُساغُ أو يُقبل أو يُحَبّ.
- على أنك لا ترى هؤلاء الأقزام لا يتحاملون على شيء ما يتحاملون على الإسلام والقرآن الكريم والسنة المطهرة، فهم يخصونهم بالمكاره كلها، ويجفون عنهم أشد جفاء ويتطاولون بل ويطعنون في ثوابت ديننا الكريم أشد طعن.
*
هُمُ العدو فاحذرهم:
- "عشرات الإصدارات تهاجم الدين وتتطاول على المقدسات":
"ليست "وليمة لأعشاب البحر" هي الرواية الوحيدة التي أصدرتها وزارة الثقافة للتطاول على الأديان وإهانة الذات الإلهية والاستهزاء بالقرآن، فهناك عشرات الكتب والروايات والدواوين التي صدرت مؤخرًا وخاصة منذ بداية العام الحالي، وحتى هذا الأسبوع كلها تتطاول على الذات الإلهية وتسخر من عقيدة المسلمين في جرأة غير مسبوقة في مصر الإسلامية بلد الأزهر.
وصدور هذه الكتب بالجملة في توقيت واحد ليس مصادفة، وإنما يدل على أن هناك عقلاً مخططًا وتدبيرًا شيطانيًا ماكرًا.
وإذا كان نشر رواية حيدر حيدر على نفقة وزارة الثقافة قد فجر موجة الغضب داخل مصر وفي كل أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي لما فيها من تطاول على المقدسات، فإن الكتب الأخرى التي ما زالت تملأ الأسواق بها تجاوزات وتطاول لا يقل فداحة عما جاء في رواية حيدر، وهذا التطاول الموجه يدل على حالة الانحطاط التي وصلت إليها الثقافة في مصر.
واختيار هذه الكتب السيئة للمعتقدات تم بواسطة لجان تم تشكيلها خصيصًا من ذوي الاتجاهات المعادية للدين، حيث تفانوا في سهر الليالي لاختيار كتب بعينها لإفساد المجتمع وإشاعة أفكار الكفر والإباحية بين الأجيال الشابة.
والغريب أن هؤلاء المعادين للدين لم يبالوا بأحد وانطلقوا يضخون هذه الإصدارات في الأسواق بأموال الدولة، حتى بعد أن كشفت "الشعب" هذه المؤامرة منذ أسبوعين لم يتوقف هذا الضخ الملعون وواصلوا إصدار الكتب إياها وكأن شيئًا لم يكن.
- هؤلاء معركتهم مع الله سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه الذي تطاولوا عليه، معركتهم مع القرآن الذي سبوه وما زالوا يبررونْ ويدافعون عن هذا السب .. معركتهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يحترموه ويقولون: إن
سبه هو الإبداع.
هذا الجحود والطغيان مقدمات الدمار الذي لا شك نازل. فعلى كل منا أن يبرئ نفسه ويدافع عن نفسه أمام الله بأن يرفض هذا العدوان على المقدسات.
ولنعلم أن الله ليس في حاجة لكي ندافع عن ذاته ولا عن دينه، فهو قادر على أن يخسف الأرض بكل المتطاولين ومؤيديهم، فهو الجبار القهار، ولكن ما يفعله كل منا إنما كي ندافع به عن أنفسنا يوم القيامة عندما يسألنا ربنا ماذا فعلتم عندما سبوني؟ ماذا فعلتم عندما شتموا رسولي وكتابي؟
الموقف الآن واضح ليس به لبس، إما مع الله وإما مع الشيطان ولا وسط بينهما.
دين الله يهان ورب العزة يسب علانية وعلى الحكومة أن تحدد موقفها؟ " (1).
- نظر إلى قيئهم وزندقتهم:
يُكلمُ الناس من عَلى جبلٍ
ويأوي للتخوم
ويُشعلُ الأحجارَ نارًا تَغسِلُ النَّفْسَ
وَيَبقَى رمادٌ من عُروبته
تذروه ريحٌ مِنَ الغرب
مَن ذَا الذي يَتَكَسبُ الآنَ من دَمِنا؟
مَنْ يحملُ الرأسَ
(1) من مقال لعامر عبد المنعم بجريدة الشعب يوم 16/ 5/2000 - الصفحة السادسة.
مَنْ يبكي على وجعِ الرسولُ
مَنْ يُخبرُ الآن فاطمة
سمك، ملائكةٌ، وحوشٌ
تملأ الدنيا مياها من مدامِعها
فَمُ الرسولِ على فمِك
ما أَقدَسَك (1).
- ويقول:
وَالليل إذا سَجَى
صحا الوقتُ مِن نومِهِ
وَحكى لي قِصة
ودوَّخَني
وَنَام (2).
- ويقول:
الربُّ الجديد جماجمٌ ..
وَحَارِقَةٌ نُجومه
دَمُنَا بِدَاياتٌ لماءِ مَوَاتِهِ
وَخُروجُنا هُو موْتُنَا
أَشجَارُنَا بَعثٌ
وَأُمي وَدَعَتني عندما رَحَلَت
(1)"الأحاديث" لأحمد الشهاوي (ص 190 - 191) نقلاً عن جريدة الشعب - الصفحة السادسة - 16/ 5/2000.
(2)
"الأحاديث"(ص 35).
وَقَالتْ:
لا تَلُمْني (1)
- ويقول:
وانتصبتْ مَآذنُهُ
وفي لمحةٍ
تنامُ عيونُ الأهلةِ
تنفضُّ الصلاةُ
يبقى مسجدي ذكرى
وينعسُ ربُّ اللذةِ الكبرى (2).
- ويقول فاجر متطاول آخر تحت عنوان "دعوة إلى الرقص":
أرغبُ أن يخرج من هذه القصيدة كلب
أتملَّقه بعظم، بحلمة راقصة
أغريه بحرف ناعم، بواء كذَنَب كلبة تستعدُّ للمضاجعة
بصور أكثر الكلبات شبقًا في التاريخ
كلب أو أية تسلية أخرى حتى نهاية القصيدة
ماذا يمكن أن أفعل غير هذا؟
أجذب الرب من رقبته وأدعوه إلى الرقص؟
أَحيك زوجاتِ السفراء ملابسَ داخلية؟
أبني مصنعًا لدعم الاقتصاد الوطني؟
(1)"الأحاديث"(ص 203).
(2)
المصدر السابق (ص 44).
مطبعة مستندات سرية لخدمة الحكومة؟
أم أطلّق زوجتي؟
اسمع، أيمكن أن يطلّق الرجل امرأته إذا كتب قصيدةً وخرج منها كلب؟ (1).
***
- يقول هذا الزنديق:
نظرت منبثقةٌ من العورات
وتصرخ معًا: وصل الباص الإلهي، وصلت حقائبنا
حقائب حقائب حقائب، حقائبنا ضائعة بينها فلندخل المقهى
تجلس معنا على الطاولة وبر أجسادنا، تجلس لحانا،
معاركنا استمناءاتنا غلة نهارنا من بيع قطع مغشوشة من التخيلات
ممالك بيضاء تغني على النوافذ
أيدية في المشي أيدية مربوطة بخيط
ونُرجع الكرسي قليلاً ليمر الهواء
وداعًا
وداعًا أيها الله
بالهواء الذي يمرُّ بيننا، بالماء الذي دلقته عليَّ، وداعًا
بعينيك اللتين تترصدانني من وراء الباب، بفمك الأزرق،
بنظارتيك المصنوعتين عند "نظارات الحكيم الطبية"(2).
(1)"مختارات"(ص 47).
(2)
"مختارات"(ص 126).
- يقول هذا الزنديق تحت عنوان "أذهب هادئًا إلى المرآة":
عملٌ ناعم أن تنظر إليّ
وتبتسم إذا ابتسمت
وأرجوك لا تقرع الباب
إني واقف على النافذة أتأمل الجسر
العملُ الشريف، أنا فعلته اليوم:
نظرتُ إلى البحر.
رأيتُ في الشارع ناسًا معطَّلين
ثم دخلتُ الحانة
شربتُ قنينة بيرة، وخرجتُ برأس سكّير
متصورًا أن الله كان في الأصل عصفورًا
يزقزق للشعوب (1).
- ويقول قاتله الله:
بين عرق الرجال والمومسات
فلوريساناتٌ أوتوماتيكية من أقدام العبيد
فوق مكاتب الرؤساء
سماواتٌ بأعضاء تناسلية
وآلهة
تنتف شعرها بسكَّر رخيص
على الجبال؟
أي جبال؟ (2).
(1)"مختارات"(ص 61).
(2)
المصدر السابق (ص 11).
- وفاجرٌ آخر يقول:
أيها القمرُ المنهوك القوى
أيها الإلهُ المسافرُ كنهدٍ قديم
يقولون إنك في كل مكان
على عتبة المبغي: وفي صراخ الخيول
بين الأنهار الجميلة
وتحت ورقِ الصفصاف الحزين
كن معنا في هذه العيون المهشمه
والأصابع الجرباء
أعطنا امرأة شهية في ضوء القمر
لنبكي
لنسمع رحيل الأظافر وأنين الجبال
لنسمع صليل البنادق من ثدي امرأة
ما من أمةٍ في التاريخ
لها هذه العجيزةُ الضاحكة
والعيون المليئة بالأجراس
لعشرين ساقطة سمراء، نحملُ القمصان واللفائف (1).
- ويقول الزنديق الحداثي الذي تكلمنا عنه من قبل:
أنا من آخر نسل الرهبانِ
وأولِ نسل الماء
(1)"حزن في ضوء القمر"(ص 105).
كنا نتلوى بالعشق
وكان الله يزيح الغيم قليلاً
ويرانا
يبتسمُ ويهمسُ لملائكة العرشِ:
أنا اصطنعُ العشقُ
وأختمُ فوق قلوب المعشوقينْ
فلماذا تصعد أغنيةٌ
من قلب امرأةٍ:
آه
لو امتلكتني فقدتني
وإن هجرتني
قتلتني
الحجر المكسُّو بسجادٍ من ريمِ البحرِ
قديم (1).
- ويقول (ص 127):
وأن البحر تكوم مثل الخاطئةِ
ومثل الدمعةِ
- قال ابن أبي سعدة:
إن المرأة فخذان ونهدانِ
وعقدتهن السّرةُ
(1)"وردة القيظ"(ص 123).
أما العينانِ فجوهرتانِ
تضيئانِ سبيلَ العاشق
سوف أسميكِ نعيمي
نعماي ونعمًا ونعيمًا متصلاً
كتهجدِ سبعين نبيًا في الليلِ
وسوف أقول لكتاب الوحي انتبهوا
فإذا أملت البحر فخطُّوا الصحراء
وإذا أمليتُ الرجل فخطو الساقينْ
وإذا أمليت المرأةَ خطو السّرةَ والعينينْ
فإذا أخطأتُ (1).
- ويقول (ص 139):
في الجو المهتاجِ كأنفاسِ العشاق
تضفرُ شعر ابنتها المستنفر كالشوكِ
وتنظر للفترينات
"ادفع"
النسوة يدخلن ويخرجن بهيجات
يتركن العطر طيورًا عالقةً في الجو
وشعر البنتِ يصيرُ سنابل من قمحٍ محترقٍ
كان "المطوع" ينشب في السّرةِ عينيه كخطافينْ
ويلمس بعصاهُ مؤخرة المرأةِ
(1)"وردة القيظ"(ص 127).
محشوًّا بطيورٍ هائجةٍ
ويقولُ: صلاة
تبتسم المرأة
حتى يلمع ذهبُ السّنةِ
تضرب يدها الناحلة كغصنِ الفحم (1).
- ويقول زنديق آخر:
"وماذا نفعل في حال عدم تنفيذ طلبنا؟ ".
"نرفع عريضة ثانية نطلب فيها الموافقة على إعفائنا من الصلوات الخمس".
"وإذا لم يوافق؟ ".
"بل سيوافق أيضًا على إعفائنا من الصوم. أنه رءوف رحيم"(2).
- وانظر إلى صفحة من كتاب "المرأة والعنوسة في الإسلام":
"إن الرأي الذي يتبناه بعض الباحثين الإسلاميين وقولهم بأن تحريم الإسلام وأد البنات يؤكد موقف الإسلام من تحسين وضع النساء في كافة المجالات، هو رأي يبدو على درجة من التبسيط وعدم الدقة. حيث يتضح لنا أن مكانة النساء كانت تختلف تبعًا لاختلاف المجتمعات في المنطقة العربية، وإضافة إلى ذلك نجد أنه على الرغم من أن ممارسات الزواج الجاهلية لا تعني بالضرورة تزايد سلطة النساء أو غياب التحيز ضد المرأة، إلا أنها في نفس الوقت تتناسب مع تمتع المرأة بقدر أكبر من الاستقلال الجنسي عما كان متاحًا في ظل الإسلام، كما تتناسب أيضًا مع اتساع نطاق الأنشطة المتاحة
(1)"وردة القظ"(ص 139).
(2)
"أف"(ص 125).
للمرأة من خلال قيام النساء بالمساهمة الفعالة وأدوار الزعامة والقيادة في المجتمع بما في ذلك المجالين الحربي والديني، وقد تقلص هذا الاستقلال وتلك المساهمات مع نشأة الإسلام وخاصة بفعل مؤسسة الزواج الأبوي بوصفه الزواج الشرعي الوحيد، وما تبع ذلك من تحولات اجتماعية لاحقة.
إن حياة وقصة زواج اثنتين من زوجات محمد وهما خديجة وعائشة، تحمل معالم التغيرات التي سرعان ما لحقت أوضاع النساء في المنطقة العربية الإسلامية، فقد كانت خديجة -زوجة محمد الأولى- أرملة ثرية استعانت بمحمد قبل زواجهما لرعاية قافلتها التجارية في رحلاتها بين مكة وبلاد الشام، وقد عرضت عليه الزواج وتزوجته بالفعل وهي في الأربعين من عمرها بينما كان هو في الخامسة والعشرين، وظلت زوجته الوحيدة حتى وفاتها في الخامسة والستين من عمرها. وتحتل خديجة مكانة بارزة في الإسلام لما احتلته من مكانة في حياة محمد. فقد وفر ثراؤها على محمد ضرورة التفرغ لكسب الرزق ومكنه من التفرغ لحياة التأمل التي جاءت تمهيدًا لنبوته، كما كانت مساندتها له وثقتها في نبوته ذات أهمية بالغة في تشجيعه على الإجهار بالدعوة إلى الإسلام. وقد كانت خديجة قد تعدت الخمسين من عمرها حين نزل على محمد الوحي وبدأت الدعوة. وهكذا نجد أن طبيعة المجتمع الجاهلي وعاداته -وليس الإسلام- هي التي وجهت تصرفات خديجة وحددت معالم حياتها، واستقلالها الاقتصادي وعرضها الزواج على محمد دون وصي من الرجال يقوم بدور الوساطة، وزواجها برجل يصغرها بسنوات عديدة، وبقاؤها الزوجة الأولى والوحيدة لزوجها في حياتها، إنما تعكس كلها معًا ممارسات مجتمع الجاهلية لا الإسلام.
وعلى العكس من ذلك، غابت استقلالية النساء وأحادية الزواج في حياة النساء اللاتي تزوجهن محمد بعدما أصبح نبي الإسلام وزعيم الأمة.