الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فنسنك المرتد عن الإِسلام و"دائرة المعارف الإِسلامية
":
يعد فنسنك من أبرز المستشرقين، وقد ولي تحرير القسم الأكبر من دائرة المعارف الإسلامية وهو تلميذ (سنوك هيجرونيه) سافر قبل الحرب الأولى إلى جاوه، واعتنق الإسلام، وما كاد يعود إلى بلاده بعد الحرب الأولى حتى ارتد عن الإسلام ومضى يهاجمه في عنف وأخذ طريق مرجليوث ونيكلسون والأب لامنس ودي كاستري وكازنوفا. وقد رشح عام 1933 عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة غير أن الدكتور حسين الهراوي تصدى لكشف مواقفه من الإسلام مما عمل على شطب اسمه وإقصائه وقد أشار الدكتور الهراوي إلى أن فنسنك إذا أراد أن ينال من الإسلام، فإنه يفرض فرضًا، ثم يبحث عن الآيات التي قد تتناسب مع هذا الرأي الذي فرضه، فإذا وجد آية تدحض رأيه حذفها، وأنكرها إنكارًا حتى يخرج بالنتيجة التي تؤدي إلى نزوع الشك في فؤاد من يطلع على أقواله من غير تمحيص، وقال: إن هذه هي طريقة المستشرقين الذين يتبعونها في مباحثهم عن الإسلام أو حياة محمد صلى الله عليه وسلم أو عندما يريدون أن يستقصوا مسألة في القرآن، وهذه الطريقة لم يبتدعها فنسنك بل هي طريقة قديمة من أقدم ما ورد في كتب المستشرقين، والغرض منها ظاهر جلي، وهو تزويد جماعة المبشرين والمستعمرين بحجج شبه منطقية يزعزعون بها عقائد المسلمين ويقللون من تمسكهم بدينهم، وهي إحدى الطرق التي وضعها رواد الاستعمار من زمن قديم، وكانت إحدى وسائلهم مع تقوية اللغات العامية حتى لا يتفاهم المسلمون ولا يفهمون لغة قرآنهم، وقديمًا اطلعنا على تقرير لجنة العمل المغربي، وفيه يقول المستشرق سيكاردا:"إن الإسلام في روحه الخاص قوة مخالفة لاحتياجاتنا ورغباتنا ونزعاتنا" إلى أن قال: "فمن مصلحتنا التقليل منه بين الشعوب الخاضعة لسلطتنا".
وفي تقرير بورينو الذى يدرس اللغة العربية لفريق من طلبة أوربا: إنني سأعلمك لغة القرآن، فهذه اللغة قد ماتت ولا يتكلم بها أحد فهي (لاتينية) العربي، وهذه اللغة المستعملة في جنة محمد وسأحبب إليك دراستها في المستقبل إذا أردت أن تتذوق حلاوة الاجتماع بالحور العين" فأمثال هذه المبادئ هي التي رسمها المستشرقون لدراسة اللغة العربية، وأكثر من ذلك أن بعضهم مثل مرجليوث يغالي في الطعن في نسب (محمد) فيقول: إن اسم أبيه (عبد الله) معناه أنه (مجهول الأب) وتتمثل لك نتيجة عمل المستشرقين جليًّا في كل كتاب علمي أو عمراني أو اجتماعي، يكتب شيئًا عن الشرق وعن الإسلام، فإنك لا تكاد تقرأ أي هذه الكتب حتى ترى إجماعًا على الجهل بالإسلام، وإجماعًا على الطعن في النبي الكريم، وقد أنتج ذلك أن بعض المسلمين الذين لم يلموا إلمامًا كافيًا بدينهم أخذوا يتبعون خطأ المستشرقين ويقتفون أثرهم وقد اخترعوا لنا اسمًا غريبًا لهذه الجهالة هو (حرية الفكر).
بمثل تلك النواحي أصبحنا لا نقرأ للمستشرقين شيئًا إلا ونحن نحرص على تفكيرنا وأن نعنى بتعرف الغرض الذي يرمي إليه قبل أن نثق بما يكتب وأن نقتفي أثره فيما يبحث وفي مستنداته".
- وقال الدكتور الهراوي: إن من أخطر آراء فنسنك رأيه في كلمة إبراهيم، ورأيه في كلمة كعبة (في دائرة المعارف الإسلامية). فقد أشار تحت لفظ إبراهيم: إن الآيات المكية ليس فيها ذكر لنسب إسماعيل لإبراهيم، ويقول: إنه لا يعرف شيئًا عن شعور محمد نحو الكعبة في شبابه وبعد الرسالة إلا بعد أن هاجر بعام ونصف، وأن ما لديه من تاريخ حياته لا يصح أن يؤخذ أساسًا تاريخيًّا. ونسب (فنسنك) إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يشذ عن الجماعة في العبادة المكية، أي بعبارة أصرح: أنه كان وثنيًّا قبل البعثة وأن فنسنك لا يعرف شعور محمد نحو الكعبة.