الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالاستعلاء سبب تخلف هذه الأمة.
كما وجه الدكتور حيدر النقد للحركات التجديدية واعتبرها حركات سلفية جامدة من أمثال محمد عبده حيث وصفه أنه وقف في منتصف الطريق ولم يستطع استكمال طريقه حتى النهاية .. بالإضافة إلى أن أصحاب الحساسية الدينية عندما يتعاملون مع الدين في الحياة اليومية فإن العقيدة تبدأ في الضعف والتآكل. وأن كثيرًا من المسلمين اعتبر الحياة هي متاع الفرد وبالتالي فهي ليست مجالاً للتعمير والتقدم وهو سبب تأخر المسلمين حتى الآن.
*
الدكتور العفيف الأخضر يدعو إِلى حذف كلمة "الكفار" من الفقه الإِسلامي وتحرير الوعي الإِسلامي من قيمة الحلال والحرام
!!!:
"أما الدكتور العفيف الأخضر صاحب مدرسة التغيير الديني في تونس فقد حاول منذ بداية حديثه وضع أسس ونظريات لتعميم التجربة التونسية على جميع العواصم العربية حيث تباهي أنه كان وراء إغلاق جامعة الزيتونة في تونس في عام 1956 والتي كانت تغسل عقول طلبتها بالفقه القديم واعتمادها على تفسيرات بعض الفقهاء.
وأشار إلى أنه لا يدين وجود تعليم ديني تنويري قائم على ضرورة استئناف حركة الإصلاح الديني وفلسفة الأنوار الفرنسية وتعليم الأجيال الصاعدة قراءة النص الديني قراءة تاريخية وإثراء مخيلتها بالقيم الإنسانية التي جاءت بها فسلفة الأنوار في القرن الثامن عشر وذلك للانتهاء من تطبيق أحكام الفقه القديم التي باتت كالدواء الذي انتهت مدة صلاحيته.
من ناحية أخرى ونظر لعدم وجود أي من المعارضين لما يقوله الدكتور العفيف الأخضر تباهي بأنه تغمره سعادة بالغة بدعوته للغرب بالتدخل
لمساعدتنا على إصلاح التعليم الديني لأن الغرب من وجهة نظره أصبح صاحب مصلحة في ذلك بعد أن امتد إليه خطر الإرهاب الديني، وأن السبب فيما يعيشه العالم الإسلامي الآن من إرهاب يعود إلى اعتماد المسلمين على فقه القرون الوسطى الذي صاغ شعورنا بتجريم وتجريد تقليد غير المسلمين وأن نرجسيتنا الدينية اعتبرت جميع الأديان الأخرى منسوخة بالإسلام.
من ناحية أخرى اعتبر الدكتور الأخضر عجز كثير من الإعلاميين والمثقفين عن التحليل الموضوعي للأطروحات الغربية لتحديد مراميها والبحث عن تقاطع المصالح فيها هو أحد أسباب انتشار الإرهاب الإسلامي.
الدكتور العفيف الأخضر وجه نقدًا لاذعًا للتعليم الإسلامي في السعودية واعتبره منبع الإرهاب حيث يقوم التعليم هناك على غسل أدمغة التلاميذ بعداء غير المسلمين وبتكفير الشيعة واعتبر أن التعليم الذي تقوم عليه بعض الأنظمة العربية تعليم ديني ظلامي يقوم على التطويع النفسي للتلميذ ليتصرف وفق ما يطلبه معلمه كما يقوم أيضًا على الاغتصاب النفسي وتحفيظ النصوص الدينية التي تعوق العقل عن التفكير فيها حيث يعتمد الحفظ لهذه النصوص على البعد عن الفحص النقدي لحساب التسليم الإيماني واليقين الأعمى.
كما ربط الدكتور الأخضر بين انتشار فتاوى التكفير وإهدار الدماء وبين انتشار هذا التعليم الإرهابي والذي تخصص في تخريج فقهاء الإرهاب ويقوم على محاربة العقل بالنقل وينقل كل الغرائز والعدوانية من غريزة الموت إلي الخوف من الجديد لتكفير الحداثة وقيمها وغرائز الحياة التي حررتها.
من جانبه طرح الأخضر مشروع تعليم تنويري على حد قوله قائمًا على تعميم التجربة التونسية في جميع الدول العربية، وأن هذا التعليم قائم على تحرير العلم من الوصاية والنصوص الدينية والاعتراف الكامل بحقوق المرأة
في كل شيء، كما طالب برد الاعتبار لغير المسلمين في العالم العربي بتدريس تاريخ مشاركتهم في صنع الحضارة العربية الإسلامية بالترجمة.
كما ذكر العفيف بالعمل على ضرورة إقصاء كلمة "الكفار" من الفقه الإسلامي واعتبر هذه التسمية هي تفرقة عنصرية وطالب بضرورة تدريس مادة حقوق الإنسان في كافة مناحي الحياة بجميع الدول العربية كما هو الحال في تونس لتحرير الوعي الإسلامي من قيمة الحلال والحرام!! " ا. هـ (1).
هذا ما أفرزه عقل التقدمي المستنير العفيف الأخضر التونسي الذي يعيش في فرنسا عامله الله بما يستحق.
ويرد د. جابر عصفور على أمين عام المجلس الأعلى للثقافة دفاعًا عن هؤلاء الذين يطعنون في الثوابت ويتهم الجريدة التي كشفت المستور "بالبلاغ التحريضي -التقرير التكفيري- التربص، الكذب، الافتراء، التدليس، الابتسار، سوء النية، التغافل، التجاهل - التشويه، التحريف، الفهم المغلوط، الخلط، الترهات، الافتراءات، القذف، القمع والتخوين والتعميم".
ولم يستطع الدكتور أن يكذب حرفًا مما نُشر وجمع من هؤلاء المثقفين من غلاة الداعين للتطبيع مع الصهاينة. ولا يستطيع أن ينكر ما قاله أدونيس عن إعادة النظر في الدين، ولا ما قاله أحمد عبد المعطي حجازي عن فصل الدين عن الدولة، ولا ما قاله العفيف الأخضر عن تحرير الوعي من قاعدة الحلال والحرام.
- وقضايا "تجديد الخطاب الديني" المطروحة في الأجندة الأمريكية منذ أكثر من نصف قرن (انظر كتاب "الحرب الثقافية الباردة" طبع المجلس الأعلى للثقافة)، وقد أُعيد طرحها في العقد الماضي في سياق مشروعي "هينتنجتون"
(1) مقال "مصيبة" لسيد يونس، وعمر عبد العلي ومنتصر الشطبي - بجريدة الشعب - العدد 331 - (ص 3).