الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلاص المسيحية. وأنت حين تقرأ كتابات صلاح عبد الصبور تجده يكتب ما يشبه فكرة الصلب التي ينكرها الإسلام.
ومن هذا قصيدة حكاية قديمة: "الذين أسلموه للجنود لقاء حفنة من النقود" إلخ ومنهم من يتعمد نظم أبيات شبيهة بنشيد الأنشاد:
المجد للذين في العذاب يبسمون
…
المجد للذين بالرغيف يقنعون
نجد هذا في بكائيات هؤلاء، ونجد عند نزار قباني عبارات "مصلوبة الشفتين" و"الصليب الذهبي" ونجد عند عبد الوهاب البياتي "صليب الألم" والظاهرة التي لا يشك فيها أحد أن أغلب قصائد الشعر الحر هي التي تحتضن هذا الاتجاه.
وهذا الاتجاه يعني التبعية لتيار لبناني مسيحي منحرف عن الفكر الإسلامي ومعاداة للقصيدة العمودية وللتراث العربي.
ووراء هذا يوسف الخال ولويس عوض وأدونيس" (1).
*
سعيد عقل:
- قال الأستاذ أنور الجندي في كتابه "مقدمات العلوم والمناهج"(4/ 575 - 577):
"عملان خطيران قام عليهما سعيد عقل في سبيل بناء الواجهة الشعوبية هما:
1 -
الدعوة إلى العامية اللبنانية المكتوبة بالحروف اللاتينية.
2 -
الشعر الحر وهدم عامود الشعر.
وكلا الدعوتين تهدفان إلى هدم البيان القرآني العربي؛ وعزل أساليب
(1) المصدر السابق (ص 173).
الكتابة والأداء عن بلاغة القرآن؛ والقضاء على الفصحى التي صمدت في وجه الغزو والتي توحد بين العرب سياسيًّا واجتماعيًّا وبين العرب والمسلمين ثقافيًّا وعقائديًّا؛ ويجري سعيد عقل في هذا مع مخططات الشعوبية التغريبية التي تهدف إلى قطع الحاضر العربي عن الماضي الإسلامي، وتحطم الوحدة اللغوية في الأقطار العربية، ومن أهداف سعيد عقل والمخطط الذي يعمل له: عزل لبنان عن العروبة، وإقامة فينيقية لبنانية مستقلة عن الوجه العربي وقد أصدر أول كتاب باللهجة اللبنانية بالحرف اللاتيني سنة 1961 أسماه (ياره - شعر) هذا الكتاب مطبوع بأحرف الأبجدية اللاتينية؛ مضافًا إليه سبعة رموز جديدة وأحد عشر حرفًا لاتينيًّا زيدت عليها إشارات خاصة حتى تؤدي أصواتًا مكان الحرفين اللذين يؤديان في اللهجة اللاتينية صوتًا واحدًا.
والدعوة إلى (اللهجة العامية مكتوبة بالحروف اللاتينية) دعوة قديمة وقد وضع رموزها وشيئًا من نماذجها مستشرقون كثيرون، لغايات علمية أو مآرب سياسية. وفي لبنان مؤسسة تستهدف تحقيق أهداف الشعوبية يحمل لواءها أنيس فريحة وسعيد عقل. ووجه الخلاف بينهما أن كلاًّ منهما يريد إحلال لهجة قريته رأس المتن أنيس فريحة، وزحلة سعيد عقل.
- ويقول الدكتور عمر فروخ: إن من يقرأ شعر سعيد عقل باللغة الفصحى والحرف العربي يجده أحاجي وألغازًا، فما قولك ونحن نقرأ شعره العامي بالحرف اللاتيني، إن غير اللبناني لن يقرأ هذا الكتاب، إذ ليس في مكنته ولو كان يعرف الأحرف اللاتينية الخمسة والعشرون، ثم حفظ الرموز العشرين التي زادها سعيد عقل على الأبجدية اللاتينية؛ أن يصل إلى تلك الرموز المطموسة، إن الكتاب موضوع بلهجة لا تهز حماسة اللبناني العامي ولا تدخل على قلوبهم متعة؛ فالمتعة الأدبية كالمتعة الفنية جو اجتماعي قبل أن تكون حروفًا ورموزًا.
إنني أدرك أن جهات خاصة ستصفق لصدور هذا الكتاب لا على أنه إنتاج أدبي جديد، بل على أنه محاولة من المحاولات التي يحيونها في ميدان النشاط الذي يقومون به، إن الدعوة إلى اللغة العامية بالحرف اللاتيني جاءت أولاً من الخارج؛ وسيمر هذا الكتاب أمام عيون أناس لا يرون فيه أكثر من محاولة لا تذهب إلى أبعد من الكتاب الذي وضعت فيه؛ ولكن هذا الكتاب امتحان قاس لأنصار العامية ولأنصار الأدب العالمي، لقد جاءوا بمزحة فطبعوها بالحبر الأسود على ورق نفيس.
ويقول حليم كنعان: يريد سعيد عقل أن يتحدث اللبنانيون بالعامية اللبنانية؛ كأن الفصحى ليست لغة لبنانية عريقة الأمجاد، وفي لبنان وفي كل مكان احتله لبناني فيه ترعرعت وفيه كانت منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد.
منه انتشرت أو بالأحرى ثبتت دعائمها وركائزها من أطراف فارس إلى أطراف غاليًا، مرورًا بشمال أفريقيا والأندلس، إن (السعقلية) يريد التخلي عن دروب الفصحى المبلطة والسير في المتعرجات العامية المسدودة؛ أي عامية، في كل متعرج عامية لبنانية بل في كل مسرب من المتعرجات لهجة عامية مختلفة عنها في المسرب الآخر؛ هذه عامية كسروانية وعامية زحلية بقاعية وعامية جنوبية، أي عامية تنتقي، إن عاميتنا اليوم اقتربت من درب الفصحى المبلط، يصح هنا القول على لبنان وعلى سورية كما يصح على كل بلد تثقفت نسبة عالية من سكانه. إن العاميات في العالم ليست وَقْفًا على البلاد الغربية، ففي كل بلد عامية: عاميات إنجلترا وفرنسا وألمانيا، غير أن عاميات هذه البلدان لا تجرؤ على البروز ليس لأنها تختبئ أمام وهج الفصحى بل لأن نور العلم فيها مقدم على حلك الجهل، وليست هذه العاميات سوى أغراض مرضية تحركها بعض الأيدي الخفية لغاية ما في نفس يعقوب وكم من غايات يعقوب؛ ثم من قال إن اللغة هي ملك صرف غير منازع للأدباء أو الشعراء. ولماذا إذًا لا