الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا ما يحملونه في صدورهم من البغضاء لهذا الدين فلا يصح والحالة هذه أن يحمل المترجمون أنفسهم إثم نقل هذه السفاسف إلى لغتهم وبأقلامهم ليقرأها الناس في جميع بلاد المسلمين فالذي آراه أن يمتنعوا عن ترجمة ما يصادفونه من هذه الأباطيل وأن يكتفوا بالإشارة إليه مشفوعة بما يدحضها ويبين فسادها بكل دليل. أليس من البلاء أن يضطر أحدنا أن يصف أطهر نساء العالم وهي في الوقت نفسه أمة في الدين بالطيش والفجور، أي فائدة أدبية ترجى من إذاعة هذه الفرية بين المسلمين في عبارات وقحة يسمح بها لنفسه رجل أجنبي عن الدين، لذلك أرى الامتناع عن ترجمتها والإشارة إليها بدلاً من ترجمتها على غير وجهها وتلطيفها بما يخرجها عن صيغتها التي أراد لها كاتبها. والملاحظ أن مترجمي الدائرة لم يعقبوا على التهم التي وجهها الكاتب إلى خاتم النبيين.
*
جلوب قاتد القوات العربية في حرب 1948 م وكتابه "الفتوحات العربية الكبرى
":
عاش (جون جلبرت جلوب) ثلاثين عامًا يجوب الصحاري العربية مختلطًا بأهلها، وتعلم اللغة العربية ولا سيما لهجات البدو فأجادها وعاش مع العرب في خيامهم ثم، عاد إلى بلاده عام 1956 وكان قائدًا للفيلق العربي في الأردن وله تاريخ لا يشرف في مقاومة الوحدة العربية ومهاجمة الإسلام والعروبة، وقد كتب بحثًا في تاريخ العرب من الزاوية العسكرية. أطلق عليه اسم "الفتوحات العربية الكبرى" وقد استمد الكتاب من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري والبلاذري. وقد كتب (خيري حماد) مترجم الكتاب إلى اللغة العربية تعليقات إضافية على الأخطاء والانحرافات ورد على الشبهات التي وردت فيه فقال: "إن أهم ما في الكتاب هي المحاولة البارزة في كل ناحية من نواحيه للتشويه والتضليل ورسم الصور الزائفة التي تشكك القارئ في
الشخصيات العربية العظيمة ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاء بصغار القادة، عبورًا بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وخالد وأبي عبيدة وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. وقال: إن المؤلف قد استند في عملية التشويه على ذكاء نادر، وعلى روايات ابتكرها من خياله أو وجد أثرًا منها في بعض الكتب الصفراء التي وضعها الشعوبيون في مختلف العصور.
وقال: إنه اتضح لنا من قراءة الكتاب، تشيعه لليهود والصهيونية تشيعًا كاملاً لا شك فيه. وكانت هذه الناحية خفية على الجميع ذلك أن جلوب كان يتظاهر بحب العرب حبًّا شخصيًّا قويًّا جعل الكثيرين ينخدعون به. فهو يظهر في كتابه مؤيدًا لليهود كل التأييد وإن لم يعلن تأييده هذا صراحة، فهو يروي قصص إجلاء النبي لليهود من يثرب ومن خيبر كبني النضير وبني قريظة وبني قنيقاع، دون أن يذكر الأسباب التي دفعت النبي إلى اتخاذ هذه الخطوات، ومنها: نقضهم لعهودهم معه وخياناتهم لاتفاقاتهم ومحاولتهم طعن المسلمين في ظهورهم إبان غزوة الأحزاب وحصار المدينة أو أثناء معركة أحد على الرغم من وجود اتفاقات معقودة بينهم وبين النبي أو سعيهم إلى اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم.
2 -
تصوير النزاع في فلسطين على أنه نزاع بين العرب واليهود، وهي الصورة التي ضللت العرب مدة طويلة وخدمت مصالح الاستعمار ومكنته من أن يقيم قاعدته إسرائيل في قلب الوطن العربي مع أن مشكلة فلسطين مشكلة استعمارية لا طائفية (1).
3 -
تعبير "الشعوب الناطقة بالعربية" تعبير استعماري ماكر يقصد منه تجزئة الأمة العربية الواحدة إلى مجموعة من الشعوب تشترك في لغة واحدة.
(1) هذا خطأ من المترجم، بل مشكلة فلسطين مشكلة دينية بحتة بين المسلمين واليهود.