الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرق، متخذًا من (فن البناء العسكري الصليبي) موضوعًا لدراسته، وكان قبل ذلك ملتحقًا ببعثة أوفدت إلى وادي الفرات للبحث عن آثار الحيثيين، وهكذا كانت خطته في دراسة الصحراء تختفي وراء عمل علمي بحت، هو دراسة البادية والمدن العربية والإلمام باللهجات التي يتكلمون بها والوقوف على عاداتهم، ثم استخدمه الإنجليز في ديوان الاستخبارات بعد ذلك حتى وصل جدة 1916 واتصل بفيصل وعمل معه.
*
هنري لامنس الراهب اليسوعي المؤرخ الكذاب:
يعد (هنري لامنس) من أشد المستشرقين تعصبًا على الفكر العربي الإسلامي وقد بالغ في التعصب على الإسلام حتى أعلن المنصفون شكهم في أمانته العلمية، وقالوا: إنه لا ينسى عواطفه فيما يكتب عن النبي والإسلام، وإنه كان داعية ولم يكن عالمًا، وقد عرف بتهكمه على النصوص العربية، كما وصف بإرهاقه للنصوص وتحميلها أكثر مما تحتمل، فإذا وجد في الإسلام موضعًا للفضل ذهب بنسبته إلى مصدر غير إسلامي. ولد عام 1862 في بلجيكا واتخذ لبنان موطنًا ودرس في الكلية اليسوعية ببيروت، واشتغل بالتدريس فيها من 1886 وتخصص في تاريخ الشرق الأدنى وحضارة أهله، وأتقن اللغة العربية وعين 1907 أستاذًا في معهد الدراسات الشرقية في الكلية اليسوعية ببيروت، وتوفي في (مايو 1937) ووصف بالراهب المؤرخ وأخذ عن جولد زيهر ونولدكه وكيناني وولهوزن وله كتاب عن حياة محمد لم توافق دوائر الفاتيكان على نشره خشية أن يؤدي ما فيه من طعن وتهجم إلى احتجاج الأمم الإسلامية، وله كتاب "فاطمة وبنات محمد"، وكتابه عن الثلاثة: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة (ومغزى الربط بينهم هو ادعاؤه بأنهم تآمروا على الخلافة بعد وفاة النبي دون علي)، ويقول: فييت: إن كتابه عن فاطمة وبنات محمد يسوده التعصب والاتجاه العدائي.
- وقد تحيز لامنس للأمويين ووقف جانبًا كبيرًا من جهوده العلمية لدرس تاريخهم السياسي وخلافهم مع العباسيين، ومصدر إعجابه ببني أمية أن دولتهم كانت في تقديره -لا دينية- ولأنهم أقاموا ملكهم في الشام وتأثروا بالمدنية القديمة التي أقامت في ربوعه.
- يتهم الأب لامنس في جميع مؤلفاته رواة السيرة بأنهم مخترعون ولكنه لا يحجم عن الاعتماد على رواية من رواياتهم إذا استطاع أن يلمح فيها مطعنًا على الإسلام.
- وهو إن تكلم عن السيدة عائشة لم يجد من مفردات الفرنسية إلا كلمة (Favorite) ليصف بها زوجة النبي، وأقرب ترجمة لها بالعربية (محظية).
- ويذكر هذا المجرم أن رقية ابنة النبي رضي الله عنها كانت جميلة وأن عثمان ابن عفان رضي الله عنه إنما اعتنق الإسلام ليتزوجها.
- وقد سجل عليه تعصبه زملاء له من أعلام الاستشراق في مقدمتهم: بيكرودسو، وجور فروا، وبمومبين، وماسيه، وقال (فييت) في نعي لامنس بجلسة 10 مايو 1937: إنه من الصعب أن نقبل كتاب "فاطمة وبنات محمد" في ثقة ودون تحفظ فإن التعصب والاتجاه العدواني يسودانه إلى حد كبير. وهكذا ترى أن الأب لامنس كان من أشد المتعصبين على الإسلام، وكان المستشرقون يعرفون في لامنس هذا العيب الكبير ويأخذونه به.
- وادعى هذا الكاذب أن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة رضي الله عنهم اجتمعت كلمتهم في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتكروا الحكم بعد وفاته ويتداولوه واحدًا بعد واحد. وأن اثنتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، هما عائشة وحفصة رضي الله عنهما مهدتا لهم السبيل، وأن هذه المؤامرة قد نجحت إلى حد بعيد، وقد ردّ عليه الأستاذ عبد الحميد العبادي فأفحمه، وممن ردّ على لامنس فأجاد الأستاذ
كرد علي.
- وقد ذكر أن عالم قريش خالد بن يزيد تلميذ راهب ولم يقل كلمة واحدة في أثر هذا الراهب عليه.
- وادعى أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو صاحب "المذهب الارتجاعي" وأن عمله مختل، وأنه كان لا يفتر عن مقاتلة البدع، وقضى حياته وهو يسوق أبناء أمته في سبيل التعصب.
- وادعى هذا الدجال بأن الفقه الإسلامي قد تأثر بالفقه اليوناني.
ووصف صلاح الدين الأيوبي بالطمّاع ووصف وقائع الحروب الصليبية بالبسالة، وصور ملوك الصليبيين على الغاية من النجدة والعقل، وقال: إن ترك صلاح الدين للأسرى الصليبيين يوم فتح بيت المقدس أحياء ولم يعمل السيف فيهم مثلما فعلوا هم يوم أخذوا القدس قال: إن هذا العمل كان عن "عجز وخوف". واعتذر عن فعلة الصليبيين في بيت المقدس بأن هذه المدينة عوملت بما تقضي به الأخلاق الحربية في ذلك العهد.
وقال: إن دور الأكراد الأيوبيين كان قليل البهاء.
- ولا يعترف لامنس الدجال بأنه قامت للعدل سوق في ديار الشام منذ فتحها العرب.
- وقال كرد علي: إن (لامنس) ألف تاريخًا مختصرًا للشام لم يذكر فيه للإسلام ولا للعرب محمدة من ثلاثة عشر قرنًا ونصف قرن، ووصف العربي بأنه ليس شجاعًا وأنه على استعداد للنهب. كما تمدح الصليبيين - وهم بشهادة المؤرخين- من أهل الخبث والفجور، وادعى أن الصليبيين عاملوا الأهالي في الحروب الصليبية معاملة حسنة. وفي تقدير الباحثين أن لامنس أضعف من شأن أكثر مؤرخي العرب أمثال الطبري والبلاذري وابن سعد والأصفهاني وابن الأثير وابن خلدون وأبي الفداء، ووثق بعض القصاص
الوضاع، وقد ذكر إميل درمنجم وهو من كتاب الغرب الأب لامنس باللوم، وقال: إن كتبه قد شوهت محاسنها بما بدأ في تضاعيفها من كراهية الإسلام ورسوله وأنه استعمل إلى التاريخ طرقًا بالغ فيها بالنقد".
- وقال كرد علي: إن لامانس نشر أخطاءه وأكاذيبه في دائرة المعارف الإسلامية، ومن عمله تحريف آيات القرآن، وحذف ما لا يروقه من كتب المسلمين وخلط الآيات القرآنية بأبيات من الشعر، وبجعل الأحاديث النبوية من كلام بعضهم، ومن ذلك اقتطاع جملة واحدة من نص طويل وإيراد الخرافات المنقولة من كتب الوضاعين والقصاصين، مدعيًّا أنها منقولة من كتب الثقات الأثبات.
- وادعى هذا الدجال الراهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجلاً غير أمين!!! قليل الشجاعة أكول ونؤوم قال هذا في كتابه "هل كان محمد صادقًا"، ووصفه بأنه أسلم نفسه للتمتع بلذات العيش، وأنه مصروع، وادعى أن النبي لم يكن له ولد يُسمّى القاسم وأن فاطمة عليها السلام تزوجت في سن متقدمة وأنها لم تكن حسنة الصورة.
- ولقد أبدى هذا الراهب إعجابًا كبيرًا في مقال له "نظرة في حاضر الإسلام" نشره في المشرق سنة 1930 لما بلغ إليه الأمر من أن التعليم القرآني في تأخر مستمر ومطرد في البلاد الإسلامية المستقلة، وأن تطور التعليم الرسمي في المعاهد العالية والثانوية يتحرر شيئًا فشيئًا من تأثير الدين حتى يصبح لا دينيًّا محضًا، وأن دعاة التطور قد مدوا أصابعهم داخل الجامع الأزهر، والزيتونة، وأشار إلى أن ذلك سيؤدي إلى اضطراب الشبيبة الإسلامية في مبادئها وعقائدها وأن ذلك سيؤدي إلى صدمة قوية يعانيها الإسلام.