الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غاندي والهندوكية والاستعمار البريطاني.
راجع تقرير الشيخ عبد العزيز الثعالبي (البلاغ 1937) " (1).
*
بطرس غالي الجد .. والحفيد وسجل الخيانات القذرة:
مسلسل لا ينتهي من مسلسلات الخيانة الصليبية ..
آية ذلك أن بطرس (بيتر) غالي كان مع التصور الغربي الصليبي الاستعماري قلبًا وقالبًا، مما يمكن معه القول أنه كان تلميذًا مخلصًا للمدرسة الاستعمارية التي رعاها (كرومر) وكان جده من طلائعها".
- "يحكي محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية السابق، في كتابه "السلام الضائع" عن فترة وجوده بكامب ديفيد برفقة أنور السادات عام 1978 م فيقول (2): "ومن النوادر التي حدثت في ذلك الوقت، كان بطرس غالي يحكي عن خطابات التهديد التي وُجِّهت له بعد مرافقته للرئيس السادات في القدس، ثم أردف قائلاً بالفرنسية:"إنهم يتهموني بأني الجيل الثالث من الخونة في عائلة غالي" فقتلت ضاحكًا: "كيف؟ إني لا أعرف إلا اثنين فقط، هما جدك، وأنت، فمن الثالث؟ "أجاب بطرس: فيقولون إن عمي نجيب باشا غالي، قد تورط مع الإنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى".
*
الجد بطرس قاتل المسلمين في دنشواي الجيل الأول من الخونة في عائلة غالي:
- يقول آرثر إدوارد جولد سميث (الابن)(3).
(1)"جيل العمالقة"(ص 297 - 304).
(2)
"السلام الضائع" لمحمد إبراهيم كامل (ص 529).
(3)
"الحزب الوطني المصري" ترجمة فؤاد دوارة، الهيئة العامة للكتاب 1983.
أطلق صيدلي شاب يدعى إبراهيم ناصف الورداني النار على بطرس غالي وأصابه بجراح خطيرة. على الرغم من نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية سريعة له لإخراج الرصاصات فقد أزهقت روحه، وتوفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي.
وقُبِض على الورداني في موقع الجريمة واستجوبته النيابة العامة، واعترف بجريمته، وقرر أن دافعه للجريمة هو خيانة بطرس للأمة بتوقيع اتفاقية الحكم الثنائي للسودان، وبرئاسة لمحكمة دنشواي، وإحياء قانون المطبوعات، والحث على قبول اتفاقية قناة السويس (1).
ورفض مفتي الديار المصرية إصدار فتوى تؤيد إعدام الورداني، وبُذِلت جهود عديدة لإنقاذ حياته، وبالرغم من أن الجميع توقعوا أن ينجو الورداني من الموت بطريقة ما، فإنه شنِقَ في سرية تامة في 28 يونيو 1910.
بعد أربع سنوات تمامًا من تنفيذ أحكام دنشواي، وقبل أربع سنوات تمامًا من وقوع حادث اغتيال أخطر (2).
- وكان بطرس غالي وزيرًا للخارجية في وزارة مصطفى فهمي وظل يشغل هذا المنصب لمدة 13 عامًا، وكان طوال الخمس عشرة سنة السابقة حريصًا على إبقاء حسن الروابط سواء مع الاحتلال أو مع القصر (3).
ويقال إنه من قبل كان جاسوسًا على الحركة الوطنية لحساب الإنجليز (4)، "قبل أن يتولى وزارة الخارجية في وزارة الاستسلام والولاء المطلق للاحتلال
(1) المصدر السابق (ص 202) نقلاً، عن محفوظات وزارة الخارجية البريطانية، من جورست إلى جراي، القاهرة 24 فبراير 1910، رقم 22.
(2)
"بطرس بيتر غالي" لأبي إسلام أحمد عبد الله (ص 31) - بيت الحكمة.
(3)
"تاريخ الوزارات المصرية" للدكتور يونان لبيب.
(4)
"الحزب الوطني والنضال السري".
البريطاني" (1).
وقد رأس بطرس غالي بنفسه، المحكمة الإنجليزية الكافرة التي شُكلت للنظر في حادثة دنشواي، وكانت تضم في عضويتها:
مستر (وليم جود) المستشار القضائي بالنيابة.
ومستر (بوند) وكيل محكمة الاستئناف، والكولونيل (لاولو) القائم بأعمال المحاماة والقضاء في جيش الاحتلال.
و (أحمد فتحي زغلول)(2) رئيس محمكة مصر الابتدائية الأهلية.
و (عثمان رفقي بك) سكرتير الجلسة (3).
وكانت المشانق قد وصلت قرية دنشواي لإعدام المتهمين، قبل صدور حكم المحكمة (4)، وكان هذا واحدًا من الأسباب الرئيسية التي دفعت (إبراهيم الورداني) لاغتياله وفقًا لما جاء بأقواله.
أما السبب الثاني فهو امتياز شركة قناة السويس الذي كان مقررًا انتهاؤه في عام 1969، ولكن بطرس غالي إرضاء للقصر الحاكم من ناحية، ولسلطات الاحتلال من ناحية أخرى قد وافق على مشروع المستشار المالي البريطاني بول هارفي بحجة سد حاجة الحكومة المصرية إلى المال المستباح الذي يغترف منه الخديوي وحاشيته ووزرائه بلا رقيب أو حساب، فاتفق مع شركة القناة لمد عقد امتيازها لمدة أربعين عامًا، لقاء أربعة ملايين من الجنيهات تدفعها الشركة للحكومة إلى جانب جزء من الأرباح من سنة 1921 حتى سنة 1968.
(1)"محمد فريد" لعبد الرحمن الرافعي.
(2)
أحد تلامذة محمد عبده!! وشقيق سعد زغلول.
(3)
أشهر القضايا المصرية.
(4)
"تراجم مصرية وعربية" للدكتور محمد حسين هيكل.
وقد ظل المشروع سريًا بينهم وكأن مصر عزبة خاصة بهم وحدهم يبيعون فيها ويشترون، حتى كشفه محمد فريد، عندما حصل على نسخة منه، ونشرها بجريدة اللواء ليشهد كل شعب مصر على طغمة ممن تآمروا عليه وخانوه.
وافتضح سر فكرة المشروع الذي نص على أن يُجدد عقد امتياز الشركة، بحيث تبدأ التسعة والتسعون عامًا، من تاريخ توقيع العقد الجديد، فيمتد أجل الامتياز حتى 31 ديسمبر سنة 2008.
أما ثالث خيانات بطرس، إعادة قانون المطبوعات القديم، الصادر أثناء الثورة العرابية -والذي أُبطل العمل به- لردع الصحف التي تجاوزت الحدود، وأجادت عملها في كشف المستور من الخيانات والمؤامرات، بحيث تحول التهم الصحفية إلى محكمة الجنايات مباشرة.
ثم تجيء رابع الخيانات الكبرى عندما وقع بطرس غالي اتفاقية السودان، التي أعطت الإنجليز حق الحصول على نصف حقوق مصر في السودان، وأصبح حاكم السودان تحت وصاية الخديوي، بناء على طلب حكومة إنجلترا.
ولذا كله، عندما سُئل إبراهيم الورداني عن دوافع ما فعله، قال:
"لقد قتلته؛ لأنه خائن وجزاء الخائن هو البتر"(1).
ومن قبل لما شرعت النظارة العدلية (وزارة العدل) المصرية عام 1874 م، في التحضير لإنشاء المحاكم المختلطة -استجابة لأطماع النصارى التي تتجدد في صمت ودهاء بلا هوادة- بعد أن كانت تطبق نظم الشريعة الإسلامية فقط، أسندت إلى الجد بطرس باشا غالي بمعاونة محمد باشا قدري، ترجمة قوانين هذه المحاكم -التي احتوت على كثير من التشريعات
(1)"الثائر الصامت" لعبد العزيز علي.