الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثًا: تفسير الكفر والعذاب تفسيرًا باطنيًا معنويًّا.
رابعًا: قولهم بأن النبوة يمكن اكتسابها عن طريق الرياضة.
خامسًا: قولهم بإسقاط التكاليف.
ومن أشد فساد عملهم محاولتهم صهر الأديان والعقائد كلها في صورة زائفة، ومن ذلك قولهم: الرجل الكامل يكون فارسي النسب عربي الدين عراقي الآداب عبراني المخبر مسيحي النهج شامي النسك يوناني العلم هندي البصيرة صوفي السيرة ملكي الأخلاق.
تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما جدوا، وحاموا وما وردوا، ونسخوا فهلهلوا، ومشطوا ففلفلوا، حصلوا على خرافات وتلفيقات وتلزيقات ولوثات قبيحة ولطخات ناضجة، وألقاب موحشة، وعواقب مخزية، وأوزار مثقلة.
*
المستشرقون وأذنابهم ودعاة الباطنية كابن المقفع وابن سينا والفارابي وابن الراوندي:
حظي دعاة الباطنية الذين حملوا سموم هذه النحلة بتقدير كبير من رجال التغريب، وكان لهم القدح المعلى لدى حركة الاستشراق والتبشير، فكتبت الأبحاث الطول حول عبد الله بن المقفع، وابن سينا، والفارابي، وابن الراوندي، ووضعوا جميعًا مواضيع التمجيد والتقدير، واحتفل بهم في ميادين مختلفة منها ميادين الأدب والتاريخ والفلسفة.
- وألف طه حسين كتاب الفتنة الكبرى لتبرئة اليهودي عبد الله بن سبأ.
- ويأتي ابن المقفع الزنديق فيُعلي من شأنه طه حسين وأحمد أمين وبطرس البستاني ويقرر طه حسين كتاب كليلة ودمنة مع ما فيه من سموم على طلاب المدارس الثانوية.
- قال الخليفة المهدي عن ابن المقفع: ما وجدت كتاب زندقة قط إلا وأصله ابن المقفع ووصف دعاة التغريب ابن المقفع بأنه من أعلام الفكر الحر وأنه مصلح اجتماعي. وهم يعلمون أنه أكبر طاعن على الإسلام، قدّم أول ما قدم للقضاء على نظام الإسلام الاجتماعي "كتاب مزدك" ثم كتاب "بروزيه" ليثبت تناقض الأديان وبخاصة الإسلام.
وكشف إبراهيم أبو القاسم في كتابه "الرد على اللعين عبد الله بن المقفع" أنه كان يعارض القرآن.
ويكفي لزندقته "باب بروزيه" الذي أضافه إلى كتاب "كليلة ودمنة" قاصدًا به تشكيك الناس في دينهم.
ثم اتصالاته بخلفاء الشعوبيين والمجان المتهمين بالزندقة من أمثال إقبال البقلي (الذي أنكر البعث والقيامة) وعمار بن حمزة وأبان اللاحقي وسهل بن هارون وحماد عجرد. ولقد ارتبط اسم ابن المقفع بالزندقة عند ابن خلكان والبيروني والصفدي.
- ومما يردده دعاة التغريب الثناء على الباطنية أنها حاولت أن تعيد للمرأة حقوقها وحريتها وكذلك وصفت المشاعية والدعارة التي دعت إليها وأقرّتها هذه الجماعات بأنها حركة تقدمية للمرأة (1).
كيف يمكن من يستخرج فكر بابك الباطني ويقدمه مرة أخرى للمسلمين على أنه فكر تقدمي أو اشتراكي، وكيف يمكن أن توصف هذه الحركات الباطنية المتآمرة بأنها حركات عدل اجتماعي كما صورها طه حسين وجماعة المستشرقين ودعاة التغريب (2).
(1)"مقدمات العلوم والمناهج"(1/ 517).
(2)
المصدر السابق (1/ 518).