الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان صحيح التركيب، أشقراً طويلاً، دموي اللون، له همة، وفيه عقل، يصغي جيداً.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: ما رأيته نعس فيما أعلم، وثقل سمعه في الآخر وسألته عن مولده فقال: لحق حصار الناصر داود بدمشق، وكان الحصار سنة ست وعشرين وستمائة، وسمع في سنة ثلاثين هو وإخوته الثلاثة، وحصل الذهب والدراهم والخلع، وقرر له الدوادار معلوماً نحو خمسة وأربعين درهماً، وكان فيه دين وملازمة للصلاة، ويحفظ ما يتلى به، وربما آخر الصلاة في السفر عَلَى رأي العوام، وصام وهو ابن مائة سنة شهر رمضان واتبعه ستاً من شوال، وحُدِّثتُ أنه: اغتسل " في هذه السنة بالماء البارد. انتهى.
شاد الأغنام
802 -
852هـ - 1400 - 1448م أحمد بن نوروز الخضري الظاهري، حاجب حلب، الأمير شهاب الدين الظاهري، شاد الأغنام بالبلاد الشامية، وأحد أمراء العشراوات بالقاهرة، والعشرينات بدمشق، وأحد أخصاء الملك الظاهر جقمق ومماليكه.
ولد في سنة اثنتين وثمانمائة، أو في التي قبلها تقريباً، ونشأ يتيماً، واتصل بخدمة الملك الظاهر جقمق صغيراً، والملك الظاهر إذ ذاك من جملة أمراء
الطبلخاناه، فدام في خدمته إلى أن صار في الدولة الأشرفية برسباي أمير آخور وجعل أحمد هذا مشد شربخاناته، واستمر ملازماً له إلى أن تسلطن فربه وأدناه وأنعم عليه بإمرة عشرين بدمشق، وجعله شاد الأغنام بالبلاد الشامية، ثم زاده إمرة عشرة بالقاهرة بعد الأمير سودون المحمدي بحكم انتقال سودون إلى نيابة قلعة دمشق بعد موت الأمر فارس، وعظم وضخم وأثرى، وسافر إلى البلاد الشامية غير مرة إلى أن مرض في آخر سفراته وأرجف بموته، وعاد إلى القاهرة مريضاً ثم نصل من مرضه وخلع عليه بإمرة حاج الأول، وأخذ في أسباب السفر فعاجلته المنية، ومات في يوم الأحد رابع عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
وكان رجلاً أشقر، معتدل القد، ألثغ بالسين، مهملاً عارياً من كل فن، مسرفاً عَلَى نفسه، عفا الله عنا وعنه.
ونوروز والده كان من جملة مماليك الظاهر برقوق وحاجب حلب - يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في محله -، وولي إمرة حاج الأول عوضه الأمير قائم من صفر خجا المؤيدي المعروف بالتاجر أحد أمراء العشراوات.