المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخليفة المستنصر بالله - المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي - جـ ٢

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر

- ‌الأمير شهاب الدين أحمد بن إينال

- ‌قاضي القضاة شرف الدين ابن أبي العز الحنفي

- ‌القاضي شهاب الدين بن فضل الله

- ‌قاضي القضاة ابن أبي الرضا

- ‌أبو العباس المرسي

- ‌أبو العباس الأنصاري

- ‌قاضي القضاة أبو العباس القرشي

- ‌ابن الزين والي القاهرة

- ‌الشاب التائب

- ‌الشيخ بدر الدين الطنبدي

- ‌ابن قطينة

- ‌ابن الضياء القليوبي

- ‌قاضي القضاة عماد الدين الكركي الشافعي

- ‌الملك الصالح صاحب عينتاب

- ‌ابن شير التركماني المحدث

- ‌ابن غنائم المكي الشاعر

- ‌أبو العباس اللخمي الإمام الحافظ

- ‌الحرازي الشافعي المكي

- ‌أبو شجاع الإربلي، الأمير ركن الدين

- ‌الأمير شهاب الدين الغزي

- ‌كندغدي، الفقيه الحنفي

- ‌ابن ملِّي الأنصاري البعلبكي المحدث

- ‌عماد الدين بن سرور المسند أبو العباس المقدسي

- ‌الفار الشطرنجي

- ‌صفي الدين أبو العباس الطبري

- ‌كتاكت الواعظ المقرئ

- ‌ابن الشريشي أبو العباس البكري

- ‌الخليفة المستنصر بالله

- ‌ابن القرداح الواعظ

- ‌الخليفة الحاكم بأمر الله

- ‌ابن الرفعة

- ‌زين الدين الطبري المكي

- ‌المسند عماد الدين بن مفلح المقدسي

- ‌قاضي القضاة محدب الدين النويري الشافعي

- ‌ابن الناصح المصري

- ‌شهاب الدين بن البرهان

- ‌قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان البرمكي صاحب وفيات الأعيان

- ‌ابن صدقة الحلبي الأديب الشاعر

- ‌قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى

- ‌شهاب الدين نقيب الأشراف بحلب

- ‌العلامة الشيخ تقي الدين الشُّمُنيّ

- ‌أبو العباس صاحب أفريقية وتونس

- ‌شهاب الدين المكي الطبري الشافعي

- ‌ابن وفا

- ‌تاج الدين الحنفي، قاضي بغداد من ذرية أبي حنيفة رضي الله عنه

- ‌الشيخ شهاب الدين الأشموني النحوي

- ‌الشيخ شهاب الدين بن حمائل

- ‌أبو العباس بن حازم الأذرعي

- ‌ابن الحلبي نقيب الأشراف

- ‌ابن عطاء الله الإسكندري

- ‌أحمد الحلبي الحنفي

- ‌شمس الدين العقبلي الأنصاري

- ‌أحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌القاضي شهاب الدين بن مكنون الدمياطي

- ‌أبو الطيب الفقيه الحلبي

- ‌بدر الدين بن حنا

- ‌ابن المهماندار

- ‌ابن عربشاه

- ‌علم الدين الأخنائي

- ‌قاضي القضاة شهاب الدين بن المحمرة

- ‌السامري واقف السامرية بدمشق

- ‌شهاب الدين الأموي المالكي

- ‌ابنِ الطبلاوي

- ‌أبو العباس الصالحي العطار

- ‌قاضي القضاة ناصر الدين التَّنْسي

- ‌الوزير نصير الدين البغدادي

- ‌ابن طراد النحوي الحجازي

- ‌أبو بكر الكردي الدشتي الحنبلي

- ‌السلطان الملك الناصر أحمد

- ‌القاضي نجم الدين القمولي

- ‌أبو الطيب الحلاوي الشاعر

- ‌العلاء السيرامي الحنفي

- ‌ابن العطار الدوادار

- ‌ابن العطار المصري الشاعر الأديب

- ‌ابن الضياء الحنفي، قاضي مكة

- ‌الفقيه شمس الدين الأرمنتي

- ‌ابن القلانسي التميمي الدمشقي

- ‌ابن منير الجذامي الحروي الإسكندري

- ‌شهاب الدين الربعي الكركي

- ‌ابن البققي

- ‌ابن الحاجبي المصري

- ‌الشهاب الحجازي

- ‌نظام الدين الحصيري

- ‌ابن العطار

- ‌صدر الدين بن العجمي

- ‌قاضي القضاة ابن الكشك الحنفي

- ‌ابن أبي عمارة البجائي المغربي

- ‌ابن علان القيسي

- ‌القاضي برهان الدين صاحب سيواس

- ‌ابن جبَّاس الدمياطي الصوفي

- ‌أمير آل فضل أمير العرب

- ‌القاضي شهاب الدين المتبولي الشافعي

- ‌شهاب الدين بن يغمور

- ‌شهاب الدين العنتابي الحنفي

- ‌الزاهد أبو العباس الزرعي

- ‌عز الدين بن قرصة

- ‌شهاب الدين بن الوكيل

- ‌أحمد بن موسى الحنفي

- ‌الشريف برهان الدين الحسيني

- ‌قاضي القضاة شهاب الدين الباعوني

- ‌قاضي القضاة موفق الدين الحنبلي

- ‌أحمد بن نصر الله بن باتكين المصري

- ‌قاضي القضاة محب الدين البغدادي الحنبلي

- ‌الحجار المحدث الرحلة

- ‌شاد الأغنام

- ‌موفق الدين بن أبي الحديد

- ‌شرف الدين بن عساكر

- ‌ملك التتار

- ‌ابن الزكي القرشي الدمشقي

- ‌ابن سني الدولة

- ‌ابن أبي حَجْلة

- ‌القاضي شهاب الدين بن فضل الله

- ‌ابن مخلوف

- ‌الأديب شمس الدين أبو الفضل الطيبي

- ‌ابن يلبغا العمري

- ‌أبو جعفر الرُّعَيْني

- ‌ابن الزعيفرينى

- ‌شهاب الدين بن خطيب الموصل

- ‌ابن الصاحب علم الدين

- ‌الطبيب شهاب الدين الصفدي

- ‌الشيخ كمال الدين الفاضلي

- ‌شمس الدين الطيبي

- ‌الشيخ عماد الدين أبو نصر الحسني

- ‌المهندس شهاب الدين الطولوني

- ‌باب الألف والدال المهملة

- ‌الأمير عماد الدين الحسني

- ‌الشيخ أبو غانم العبدري الشَّيبي

- ‌الشريف الحسني

- ‌باب الألف والراء المهملة

- ‌الأمير سيف الدين الفتاح

- ‌أربكون

- ‌الأمير سيف الدين أرتمش

- ‌أرتنا

- ‌الأمير أرجواش

- ‌أردبغا العثماني

- ‌أربغا الظاهري

- ‌أرسطاي الظاهري

- ‌أسد الدين أرسلان

- ‌الملك المعظم ركن الدين أرسلان

- ‌أرسلان الداوادار

- ‌أرغون شاه البيدمري

- ‌أرغون شاه من تمرباي الأشرفي

- ‌أرغون شاه الناصري

- ‌أرغون البشبغاوي

- ‌ملك التتار

- ‌أرغون شاه السيفي تغري بردى

- ‌أرغون الطشتمري

- ‌أرغون الأشرفي

- ‌أرغون شاه العزي الأفرم

- ‌أرغون شاه الناصري

- ‌أرغون الكاملي الصغير

- ‌أرغون شاه الإراهيمي

- ‌أرغون شاه النوروزي

- ‌أرقطاي نائب حلب

- ‌أركماس الظاهري الدوادار

- ‌الجلباني نائب طرابلس

- ‌النوروزي الجاموس

- ‌أركماس المؤيدي الأشقر

- ‌اليشبكي الجاموس

- ‌أرنبغا الناصري

- ‌أرنبغا الظاهري

- ‌الناصري رأس نوبة

- ‌باب الألف والزاي

- ‌أزبك الدوادار

- ‌أزبك الحموي

- ‌أزبك خاص خرجي

- ‌أزبك الحلبي العزي

- ‌أزبك الرمضاني

- ‌أزبك خان

- ‌أزبك حُجا

- ‌أزبك الساقي

- ‌أزدمر العلائي

- ‌الحاج أزدمر الجمدار

- ‌أزدمر أخو إينال اليوسفي

- ‌أزدمر الناصري

- ‌أزدمر شيا

- ‌باب الألف والسين المهملة

- ‌صفي الدين الشقراوي

- ‌الشيخ أبو إبراهيم الغرناطي الطوسي

- ‌المحدث نجم الدين أبو محمد السنجاري

- ‌كمال الدين أبو الفضل الأسدي

- ‌كمال الدين المعري الشافعي

- ‌كرز الدين الديلمي البويهي

- ‌الشيخ عفيف الدين الحموي

- ‌ملك الحبشة إسحاق الحطي

- ‌شيخ الشيوخ اسحق بن عاصم

- ‌الشيخ نجم الدين أبو طاهر

- ‌الملك المجاهد صاحب الجزيرة

- ‌الإمام المسند عفيف الدين الأموي

- ‌الشيخ الخالدي

- ‌العلامة مجد الدين النشابي

- ‌الشيخ صدر الدين أبو الفتح التنوخي

- ‌أسعد بن السديد

- ‌الشيخ وجيه الدين أبو المعالي التنوخي

- ‌الملك اسكندر سلطان شيراز

- ‌ابن قرا يوسف

- ‌أبو الطاهر القرشي المخزومي

- ‌الزاهد علم الدين المنفلوطي

- ‌ابن الحكيم

- ‌ابن فلوس النميري المارديني

- ‌قاضي القضاة مجد الدين الكناني الحنفي

- ‌ابن الخباز

- ‌مسند الشام تقي الدين التنوخي

- ‌ابن المقرئ اليماني

- ‌أبو الطاهر القوصي

- ‌عماد الدين بن الأثير الحلبي

- ‌تاج الدين إسماعيل بن خليل

- ‌عماد الدين بن الزمكحل الناسخ

- ‌إسماعيل بن الأشرف شعبان

- ‌إسماعيل بن شيركوه صاحب حمص

- ‌أبو طاهر الكناني المحدث

- ‌الملك الأشرف صاحب اليمن

- ‌الأمام فخر الدين الأسنائي

- ‌ابن المعلم رشيد الدين أبو الفضل التيمائي

- ‌الملك المؤيد صاحب حماه

- ‌ابن عز القضاة

- ‌العلامة تقي الدين القلقشندي شيخ الصلاحية

- ‌الشيخ مجد الدين البرماوي

- ‌ابن الطبال

- ‌ابن المبارز

- ‌ابن قرناص الحموي

- ‌الحافظ المفسر المؤرخ ابن كثير

- ‌السلطان أبو الوليد صاحب الأندلس

- ‌إسماعيل بن لؤلؤ صاحب الموصل

- ‌تاج الدين الهواري شيخ العربان

- ‌الملك الصالح صاحب بعلبك

- ‌مجد الدين الحراني الحنبلي

- ‌عماد الدين بن القيسراني

- ‌قاضي القضاة عماد الدين بن أبو العز الحنفي

- ‌الملك الصالح سلطان مصر

- ‌الشيخ الصالح أبو محمد الكوراني

- ‌المحدث نفيس الدين الحراني الدمشقي

- ‌ابن العديم هبة الله

- ‌ابن سليم السويدي الدمشقي

- ‌الشيخ إسماعيل الأنبابي المعتقد

- ‌إسماعيل الزنديق

- ‌أسنباي الزرد كاش

- ‌أسنباي الساقي

- ‌أسنبغا البكري

- ‌أسنبغا المحمودي

- ‌أسنبغا الطياري

- ‌أسندمر الناصري الأتابك

- ‌أسندمر الكرجي نائب حلب

- ‌أسندمر العمري

- ‌أسندمر اليونسي

- ‌أسندمر النوري

- ‌أسندمر الجقمقي

- ‌باب الألف والشين المعجمة

- ‌إشقتمر الناصري

- ‌الأشكري صاحب القسطنطينية

- ‌باب الألف والصاد المهملة

- ‌أصلم الردادي

- ‌أصلم الناصري

- ‌باب الألف والعين المهملة

- ‌السلطان غياث الدين صاحب بنجالة

- ‌باب الألف والغين المعجمة

- ‌أغزلو بن عبد الله

- ‌أغزلو نائب دمشق

- ‌باب الألف والقاف

- ‌إقبال المستنصري الشرابي

- ‌أقباي الحاجب

- ‌آقباي الكركي المعروف بطاز

- ‌آقباي المؤيدي نائب دمشق

- ‌آقباي اليشبكي نائب الإسكندرية

- ‌آقبغا الهذباني الأطروشي

- ‌آقبغا اليلبغاوي الجوهري

- ‌آقبغا التمرازي نائب الشام

- ‌آقبغا صاحب الأقبغاوية بجوار الجامع الأزهر

- ‌آقبغا الطواوتمري الظاهري اللكاش

- ‌آقبغا المارداني

- ‌آقبغا شيطان

- ‌آقبغا الجمالي الاستادار

- ‌آقبغا التركماني

- ‌آقبردي المؤيدي المنقار

- ‌آقبردي القجماسي نائب غزة

- ‌آقلردي المظفري

- ‌آقبردي الأشرفي الأمير أخوز

- ‌آقبردي منتو

- ‌آق بلاط الدمرداشي

- ‌آق تمر نائب السلطنة بمصر ثم دمشق

- ‌آقتمر عبد الغني

- ‌آقجبا الحموي

- ‌آق سنقر النجمي الفارقاني

- ‌آق سنقر الناصري

- ‌آق سنقر السلاري نائب السلطنة بمصر

- ‌آق سنقر الأشرفي الحاجبي

- ‌أقطاجي ابن بنت نوغيه ملك التتار

- ‌آقطاي الجمدار النجمي الصالحي

- ‌آقطاي الأتابكي النجمي الصالحي

- ‌آقطوان الكمالي

- ‌آقطوان المهمندار

الفصل: ‌الخليفة المستنصر بالله

وعنده فضل وأدب، قيل أنه كتب إلى بدر الدين محمد بن الدقاق يقول:

مولاي بدر الدين صل مدْنفاً

صيّره حبّك مثل الخلال

لا تخش من عار إذا زرْتني

فما يعاب البدر عند الكمال

فبلغ ذَلِكَ العلامة صدر الدين بن المرحل فكتب:

يا بدر لا تسمعْ كلام الكمالْ

فكلُّ ما نمّق زور محال

فالنقص يعرو البدر في تمّه

وربما يُخْسف عند الكمال

توفي الشيخ كمال الدين بدرب الحجاز سنة ثمان عشرة وسبعمائة، رحمه الله.

‌الخليفة المستنصر بالله

...... - 660هـ -

... - 1262م أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن، أمير المؤمنين أبو القاسم المستنصر بالله بن الخليفة " الظاهر بن الخليفة " الناصر لدين الله بن الخليفة المستضيء.

ص: 72

ولي الخلافة بالديار المصرية، وهو أول خليفة تخلف بالديار المصرية من بني العباس، وذلك بعد أن قتل المستعصم بالله ببغداد بثلاث سنين ونصف، وكان الوقت بلا خلافة في مدة هذه الثلاث سنين ونصف.

قال أبو شامة: في رجب قرئ بالعادلية كتاب السلطان إلى قاضي القضاة نجم الدين بن " سناء الدولة " بأنه قدم عليهم مصر أبو القاسم أحمد بن الظاهر بن الناصر وهو أخو المستنصر، وأنه جمع له الناس من الأمراء والعلماء، وأثبت نسبه عند القاضي في ذَلِكَ المجلس، فلما ثبت بايعه الناس، وبدأ بالبيعة السلطان الملك الظاهر بيبرس، ثم الكبار عَلَى مراتبهم ونقش اسمه عَلَى الصكة، وخطب له عَلَى المنابر، ولقب بلقب أخيه، وفرح الناس لذلك، انتهى كلام أبي شامة.

ص: 73

وقال الحافظ شمس الدين الذهبي: في رجب يعني سنة تسع وخمسين وستمائة أقيم في الخلافة بمصر المستنصر بالله أحمد، ثم قدم دمشق هو والسلطان فعملت لقدومهما القباب، واحتفل الناس لزينتهما، وعدم في الشرق آخر العام، انتهى كلام الذهبي.

وقال الشيخ قطب الدين: كان أبو القاسم المستنصر المذكور محبوساً ببغداد فلما أخذت أطلق وصار إلى عرب العراق واختلط بهم، فلما تسلطن الملك بيبرس وفد عليه ومعه عشرة من بني مهارش، فركب السلطان للقائه ومعه القضاة وأعيان الدولة، فشق القاهرة، وركب يوم الجمعة من البرج الذي كان بالقلعة، بعد ما ثبت نسبه وبويع، " وعليه السواد إلى جامع القلعة " وصلى بالناس، وفي شعبان رسم بعمل خلعة خليفتية، وبكتابة تقليد، ثم نصبت خيمة بظاهر القاهرة، وركب المستنصر هذا والسلطان يوم الاثنين رابع شعبان إلى الخيمة، وحضر الأمراء والقضاة والوزير، ولبس الخليفة السلطان الخلعة بيده، وطوقه وقلده، ونصب منبر فصعد فخر الدين بن لقمان وقرأ التقليد،

ص: 74

ثم ركب السلطان بالخلعة ودخل من باب النصر، وزينت القاهرة، وحمل الصاحب التقليد عَلَى رأسه والأمراء مشاه.

وهذا هو الثامن والثلاثون من خلفاء بني العباس، وأول من بايعه قاضي القضاة تاج الدين ثم السلطان ثم الشيخ عز الدين بن عبد السلام.

وكان شديد السمرة، جسيماً، عالي الهمة، شجاعاً، قال: ورتب له السلطان أتابكا واستدارا وخازندارا وحاجباً وكاتباً، وعين له خزانة، وجملة من المماليك، ومائة فرس، وثلاثين بغلاً، وعشر قطارات جمالاً ونحو ذَلِكَ، انتهى كلام قطب الدين.

وحكى أنه لما حضر إلى القاهرة أنزله السلطان بالقلعة، وبالغ في إكرامه، وقصد إثبات نسبه وتقرير بيعته، لأن الخلافة كانت شاغرة من يوم مات الخليفة المستعصم، فأحضر السلطان أعيان الدولة، وتأدب السلطان معه، وجلس بغير مرتبة ولا كرسي، وأمر بإحضار العربان الذين حضروا مع الخليفة من العراق، فحضروا، وحضر طواشي من البغاددة فسئلوا عنه، هل هذا هو

ص: 75

الإمام أحمد بن أمير المؤمنين الظاهر بن الناصر؟ فقالوا: نعم، وشهد جماعة بالاستفاضة وهم: جمال الدين يحيى بن نائب الحكم بمصر، وعلم الدين بن رشيق وصدر الدين برهوب الجزري، ونجيب الدين الحراني، وسديد الدين التزمنتي نائب الحكم بالقاهرة، عند قاضي القضاة تاج الدين بن بنت الأعز، فأسجل عَلَى نفسه بالثبوت، وذكر نحواً مما ذكرناه في أول الترجمة إلى أن قال: وسار هو والظاهر في تاسع عشر شهر رمضان فدخلوا دمشق في سابع ذي القعدة، ثم جهز الملك الظاهر بيبرس الخليفة ومعه ملوك الشرق: صاحب الموصل، وصاحب سنجار، وصاحب الجزيرة من دمشق في الحادي والعشرين من ذي القعدة، واتفق الظاهر عليهم ألف ألف دينار وستين ألف دينار.

حكى محيي الدين بن عبد الظاهر قال: سمعته من الظاهر، وكان نزوله بالتربة الناصرية بالجبل، ولما وصل الخليفة الرحبة فارقه صاحب الموصل وأخوه. انتهى.

ص: 76

ولما نزل الخليفة بمن معه مشهد علي رضي الله عنه أقام به أياماً ثم تحول إلى عانة، وجد بها الحاكم بأمر الله ومعه سبعمائة نفس، فاستماله المستنصر وأنزله الحاكم معه في دهليزه، وتسلم الخليفة عانة وحمل إِلَيْهِ ناظرها وواليها الإقامة فأقطعها، ثم وصل إلى الحديثة ففتحها أهلها له، ووصل الخبر بذلك لمقدم المغل وشحنة بغداد، فخرج المقدم إِلَيْهِ بخمسة آلاف وقصد الأنبار فدخلها وقتل جميع من فيها، ثم لحقه الشحنة، " ووصل الخليفة " إلى هيت، فأغلق أهلها الأبواب في وجهه، فحضرها إلى أن أخذها، ونهب من بها من أهل الذمة، وجاءت عساكر المغل والتقوا مع الخليفة فصدقوا الحملة، فأفرج التتار لهم، فنجا جماعة من المسلمين منهم الحاكم في خمسين نفساً، وأما الخليفة المستنصر هذا فإنه فقد ولم يعلم له خبر، واختلفت الأقاويل في أمره، والأقوى عندي أنه قتل، وذلك في سنة ستين

ص: 77