الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يلبغا الناصري المذكور، وقتل معهم الأمير كشلى الفلمطاوي في ليلة الأحد ثالث ذي الحجة من السنة المذكورة، رحمهم الله تعالى.
ابن عربشاه
791 -
854هـ - 1388 - 1450م أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم، الشيخ الإمام، العالم العلامة، البارع المفنن الأديب، الفقيه، اللغوي، النحوي، المؤرخ شهاب الدين أبو العباس الدمشقي الحنفي المعروف بابن عربشاه.
كان إمام عصره في المنظوم والمنثور، تردد إلى القاهرة غير مرة، وصحبني في بعض قدومه إلى القاهرة، وانتسج بيننا صحبة أكيدة ومودة، وأسمعني كثيراً من مصنفاته نظماً ونثراً، بل غالب ما نظمه وألفه، وكانت له قدرة عَلَى نظم العلوم وسبكها في قالب المديح والغزل، وسيظهر لك ذَلِكَ فيما كتبه إليَّ لما استجزته إذ كتبه لي بخطه، وأسمعني ذَلِكَ أيضاً من لفظه غير مرة، وهو هذا:
" بسم الله الرحمن الرحيم " الحمد لله الذي زين مصر الفضائل بجمال يوسفها العزيز، وجعل حقيقة ذراه مجاز أهل الفضل، فحلّ به كل مجاز ومُجيز، أحمده حمد من طلب إجازة كرمه فأجاز، وأشكره شكراً أوضح لمزيد نعمه علينا سبيل المجاز، وأشهد أن لا إله إِلَاّ الله وحده لا شريك له، إله يجيب سائله. ويثيب آمله. ويطيب لراجيه نائله، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله. سيد من روى عن ربه، وروى عنه. والمقتدى لكل من أخذ عن العلماء وأخذ عنه. صلى الله عليه، ما رويت الأخبار ورويت الآثار، وخلدت اذكار الأبرار في صحائف الليل والنهار، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، وسلم، وكرم، وشرف، وعظم.
أما بعد فقد أجزت الجناب الكريم العالي، ذا القدر المنيف الغالي، والصدر الذي هو بالفضائل حالي، وعن الرذائل خالي، المولوي الأميري الكبيري العالمي الأصيلي العريقي الكاملي الفاضلي المخدومي الجمالي
أبا المحاسن، الذي وِرْد فواضله وفضائله وغير آسن، يوسف بن المرحوم المقر الأشرف الكريم العالي المولوي الأميري الكبيري الأتابكي المالكي المخدومي السيفي تغرى بردى الملكي الظاهري، أدام الله جماله. وبلغه من المرام كماله. وهو ممن تغذى بلبان الفضائل، وتربى في حجر قوابل الفواضل، وجعل اقنتاء العلوم دأبه، ووجه إلى مدين الأداب ركابه، وفتح إلى دار الكمالات بابه، وصير أحرازها في خزائن صدره اكتسابه، فجاز بحمد الله تعالى حسن الصورة والسيرة، وقرن بضياء الأسرْة صفاء السريرة، وحوى السماحة والماسة، والفروسية والفراسة، ولطف العبارة والبراعة، " والعرابة واليراعة "، والشهامة والشجاعة، فهو أمير الفقهاء، وفقيه الأمراء، وظريف الأدباء، وأديب الظرفاء فمهما تصفه صف وأكثر فإنه لأعظم مما قلت فيه وأكثر، فأجزت له معولاً عليه، أحسن الله إِلَيْهِ أن يروي عني هذه
المنظومة، المزبورة المرقومة، التي سميتها جلوة الأمداح الجمالية في حلّتي العروض والعربية، عظم الله تعالى شأن من أنشئت فيه، وحرسه بعين عنايته وذويه، وسائر ما يجوز لي وعني روايته، وينسب إليَّ علمه ودرايته، من منظوم ومنثور، ومسموع ومسطور، بشروطه المعتبرة. وقواعده المحررة، عموماً، وما أذكر لي من مصنفات خصوصاً، فمن ذَلِكَ مرآة الأدب في علمي المعاني والبيان، منها بعد ذكر الخطبة، في تقسيم العربية وذكر فائدته وأقسامه:
بدا بتاح جمالٍ في حُلى أدب
…
تسربل الفضل بين العُجْب والعجب
بدر تأدب حَتَّى كُلّه أدب
…
يقول مَنْ يهْوَ وصْلي يكتسب أدبي
يَصُنْ كلامي وخطِّي في معاهدتي
…
عن الخَطا أنني بدر من العرب
هذا وقدرُ علومي كالبروج عُلَا
…
فمن ينلْها يصْر في الفضلِ كالشَّهب
أصولها مثل أبواب الجنان زَهَتْ
…
ينال من نالها ما رام من الرَّتب
خُذْ بِكْر نغم تجلَّت وجْهها غَزَل
…
وروحها العلمُ والجثْمان من أدب
فريد لفظي إذا ما رمت جوهرَهُ
…
ترى الصحاح كثغر زين بالشَّنب
وإنْ تصرَّف من عَقْد ومن عُقد
…
إلى عقود فهذ الصَّرف كالذَّهب
لفظي من الشّهد مشنقّ بخطّي ذا
…
سيف فدونك علم الضَّرْب والضَّرَبِ
أصل المعاني إذا ما رمت من كلمي
…
فقل هي الدُّرّ واقصد نحونا تُصِب
معناي زاد عَلَى حُسْنِي فصنّف في
…
علم المعاني وفي حُسْني وفي حَسَبي
طوراً أُبين كما طوراً أَبين لذا
…
فنّ البيان غدا مرآة مُطَّلبي
طبعي وشعري وأوزاني يُناط بها
…
علم العروض مناط الودّ بالسَّيب
حسني وظرفي وآدابي قد انتظمت
…
نظم القوافي فخذ علمي وسل نسبي
قد أخلف البان قدّي حين خَطَّ عَلَى
…
خدّي لريحان خَطِّ ليس في الكُتب
هذا عَلَى أصل حُسْني يستزاد فلا
…
تَعِبْ ودونك علمَ الخَطَّ لا تخب
في وصفي النَّظم والنّثر البديعُ فخذْ
…
علم القريض مع الإنشاء والخُطَب
وأن تُحَاصر فحاضِرْ في مُغازلتي
…
واحفظْ تواريخَ ما أُمْليه من نُجَبي
واقصد بديع معانيّ التي بهرت
…
عند البيان عقول العُجْمِ والعَرَب
إني أَنَا البدر سارٍ في منازله
…
مكمّل الحسن بين الرأس والذَّنب
ومن ذَلِكَ العقد الفريد في علم التوحيد وأوله بعد ذكر الخطبة:
سَبَى القلب ظبْي من بنى العلم أَغْيد
…
له مقلة كحلاً وخدّ مُورّّد
أوَحِّد من أنشأه للخلق فتنة
…
فيسأل ما التّوحيد وهو يُعَرْبد
فقلت له الإيمان بالله مَنْ يرى
…
لحاظَك بادي الخلق والكون يَشْهد
فبالكُتْب والأفلاك والرُّسْلِ صِلْ فتى
…
براه هواك القاتل المتعمَّد
وإن تُفْنِني هَجْراً أَقُمْ يوم بِعْثتِي
…
وقد نُشِر الأمواتَ والحوْضُ يُوَرد
وقد كُوِّرت شمسٌ وشُقِّقت السَّما
…
وكل الورى نحو القصاص تحشَّدوا
وقد نُصب الميزان وامتدَّ جِسْرُهمْ
…
وأقبلت في ثوب الجمال تردد
أنادي وقد شبَّثْت كفِّي بذيله
…
وتضريح أكفاني ولحظك يَشْهَد
حبيبي بما استحللت قتل مُبَرَّأٍ
…
وما ذنبه إِلَاّ ضنى فيك مُكْمد
فقال أما هذا بتقدير من قضَى
…
وحكم مضى ما فيه قطُّ تردُّد
فقلت بلى والخير والشَّر قُدِّرا
…
وكلُّ بتقدير المهيْمن مُرْصَد
فقال فمن هذا الذي ذاك حُكْمه
…
وتقديره صفْهُ لَكَيْما أوحِّدُ
فقلت إله واحدٌ لا مشاركٌ
…
له لم يلدْ كَلاًّ ولا هو يولد
واستطردت من ذَلِكَ إلى تنزيه الذات وذكر الصفات إلى أن قلت:
هو الله من أنشأك للخلق فتنة
…
ليسفك من جفنيه سيف مهنَّدُ
ومما حضرني من أواخر العقد في أشراط الساعة، وقد ذكرت برمتها:
وَحبٍّ بدا بالغرْب ليلاً فأشرقتْ
…
دياجيرُه والشَّرق أسود مظلم
فأرجف قوم أنَّها الشمس قد بدت
…
من الشرق حَتَّى تاب عنِّي لُوَّم
فأحْيا فؤادي بِاللما فكأنّما
…
تدلَّى من الأفْلاك عيسى المعظَّم
وقد صحّت الأخبارُ في ذاك كلِّه
…
فآمنت بالمجموع والله أعلم
ومن ذَلِكَ ما قلته في أصول الفقه منه في حديث العُسَيْلة:
ألا وارْوِ عَنْ ثغري حديث عُسَيْلة
…
فشهوته زدات عَلَى غاية المنّ
ومنه في من قعد في صلاة الصبح مقدار التشهد فطلعت الشمس قبل الخروج من الصلاة بفعله، وأن صلاته فسدت عند الإمام لأنها شابها ما أخرجها إلى صفة القبح.
يُواصل في ليل من الشّعْر ساتر
…
فيفضحني فجر من الفرْق يسْطعُ
فيا لك وصلاً كالصلاة وحسنها
…
تُشابُ بقبح عندما الشّمس تَطْلع
ومنه في بحث النكرة المنفية والمثبتة وحكمها في الحالين:
أعوذ بالله من أجفانك السَّحرة
…
إذ صيرتني فرداً في الهوى نَكِره
وما اكتفت أن جفت بل أخلقت ونفت
…
فعمّني حكمها ضرورة ضرره
خصّت وقد أثبتت قلبي بأسهمها
…
لكنها أطلقت منها لها أسره
وقيل عمت جميع المدْنفين فإنْ
…
خصّت فذاك لأمر حكمها أمره
ومن هذه القصيدة في بحث المشترك وحكمه:
قوم تراءَوْك قالوا الجوْن فاختلفوا
…
شمساً وليلاً وكل قال ما نظره
هذا رأى شمس وجه تحت جنح دجى
…
وذا رأي ليل شعر ساتراً قمره
هذا تهيا له هذا وذاك لذا
…
مثل الشَّريكَين في دار وفي شجره
وأنهم وقفوا في حكمهم وقَفَوْل
…
شرط التأمل حَتَّى تقْتَفُوا أثره
ومن ذَلِكَ ما قلته في النحو مقدمة، استحضرت منها في وصف الأسماء:
حبيبي أَسمى من ذرى الشمس في السّما
…
أيا جارتي اسماً خذي وصفي الأسما
وذلك نوعان عن الفصل معرب
…
وآخر مبنى عَلَى شيمة شما
وذاك عليه عامل ومحرّك
…
له من سجاياه وذا واجب حَتْما
فمن ذاك ما لم ينصرفْ عن جناية
…
بجر فلا تنوين يا جارتي عُدماً
وإن تبتغي جر المكارم فافتحى
…
وعاك فلم يصرف نداه إلى أَعْمى
ومنها:
حكى عُمَراً عدلاً وطلحة في السّخَا
…
وزينب في المَمْشى وفي ظُرْفها سَلْمى
ومن مصنفاتي المنثورة تاريخ تمرلنك عجائب المقدور فِي نوائب تيمور، ومنها فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء، ومنها خطاب الإهاب الناقب وجواب الشهاب الثاقب، ومنها الترجمان بمنتهى الإرب فِي لغة الترك والعجم والعرب، ومن النظم القصيدة المسماة بالعقود أولها:
لَكَ الله هل ذنْب فيعتذر الجاني
…
بَلَى صدْق مَا أنهاه أني بكمْ فان
ومن سوء حظ الصب أن يلعب الهوى
…
بأحشائه والحب يومي بولعان
ومن شيم الأحباب قتل محبهِم
…
إذَا علموه فيهم صادقاً عان
فمهما يَزِدْ ذُلاً يَعِزُّوا تَمَنُّعاً
…
ومهما يَرُمْ وصلاً يُقَاطع بِهِجران
وأَعذب لفظاً فِي مسامع مغرم
…
من الحب مُتْ وجداً ولا تشْك هجراني
يموت فيحييه تنسُّم قُرْبه
…
فكَمْ فِيهِ أفناني وكم منه أحياني
وَمَا أَنْس لا أَنْسَ الحبيب وعذّلي
…
تُراقبُنَا قَدْ مرَّ بي هن غزلان
فجَالس تسليماً بلفتة باسم
…
وواعَدَ تقْبيلاً بغمْزَة نَعْسان
ومن ذَلِكَ غرة السير فِي دول الترك والتتر، وَكَانَ عند كتابة هَذِهِ الإجازة لَمْ يتم، واقتصر فِي التذكرة عَلَى هَذِهِ المصنفات العشرة للوجازة لا الإجازة.
هذا وأما مولدي فداخل دمشق ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة واتفق أن توجهت فِي الفتنة الواقعة في سنة ثلاث وثمانمائة من تمرلنك المخذول مع الإخوة والوالدة إِلَى سمرقند، ثُمَّ إِلَى بلاد الخطا، لطلب العلم الشريف، وأقمت ببلاد مَا وراء النهر مشغولاً بذلك، فمن رأيته من المشايخ وأخذت عنه السيد الشريف محمد الجرجاني نزيل سمرقند بمدرسة إيدكو تمور، والعلامة الشيخ شمس الدين محمد الجزري نزيل سمرقند بباغ خدا، والخواجا عبد الأول وابن عمه الخواجا عصام الدين بن العلامة الخواجا عبد الملك وهما من أولاد صاحب الهداية الشيخ الجليل برهان الدين المرغينياني الحنفي رحمه الله، ومولانا أحمد الترمذي الواعظ، ومولانا أحمد القصير، ومولانا حسام الدين الواعظ إمام مسجد " السيد " الإمام، وشيخه الخواجا محمد البخاري الزاهد الَّذِي توفي بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم فِي أواخر سنة اثنتين وعشرين
وثمانمائة، وَقَدْ فسر القرآن العظيم فِي مائة مجلد، وَكَانَ قَدْ التزم فِي بعض أوقاته أن لا يخرج فِي وعظه وتذكيره مدة مَا بقي من عمره عن تفسير قوله تعالى " الله نور السموات والأرض " واستمر عَلَى ذَلِكَ مدة، ثُمَّ التمس منه الانتقال إِلَى غيرها فانتقل.
ورأيت فِي سنة تسع وثمانمائة الشيخ العريان الأدهمي بسمرقند المعمر إذ ذَاكَ ثلاثمائة وخمسين سنة، عَلَى مَا هو المشهور المتواتر بينهم، وبلغني أنه تزوج بعد ذَلِكَ بكراً، وتوفي سنة ثمان وثلاثيين وثمانمائة فِي بلاد تركستان.
واستفدت اللسان الفارسي والخط الموغولي وأتقنتهما، واجتمعت فِي بلاد المغل بالشيخ برهان الدين الأَنْدُكاني والقاضي جلال الدين السَّيْرامي وأخذت عنهما، وقرأت النحو عَلَى مولانا حاجي تلميذ السيد الشريف.
ثم توجهنا إِلَى خوارزم فأخذت عن مولانا نور الله، ومولانا أحمد الواعظ السرائي بن شمس الأئمة، وَكَانَ يقال لَهُ ملك الكلام فارسياً وتركياً وعربياً، ثُمَّ توجهنا إِلَى بلاد الدشت وسراي وحاجي بزخان وبها العلامة البحر الزاخر مولانا حافظ الدين محمد بن ناصر الدين محمد البزازي الكردرِي، فأقمت
عنده نحواً من أربع سنين، وأخذت عنه الفقه وأصوله، ثُمَّ توجهت إلي قيريم واجتمعت من علمائها بمولانا أحمد بيروق، ومولانا شرف الدين شارح المنار، وتوفي سنة سبع وأربعين وثمانمائة بأدرنة، وَكَانَ مولانا السلطان الملك الظاهر أبو سعيد محمد جقمق خلد الله تعالى أيامه طلبه من القيريم فتوجه إِلَى الشام فلم يمكنه الملد مراد بن عثمان وأمسكه عنده فِي أدرنة إِلَى أن توفي رحمه الله تعال.
واجتمعت فِي قيريم أيضاً بمولانا محمود البلغاري، ومولانا محمد اللب أبي، وعبد المجيد الشاعر الأديب صاحب قصة يوسف المسماة بمؤنس العشاق بالتركي وهي من أطرف مَا صنف.
ثم قطعت بحر الروم إِلَى مملكة ابن عثمان فأقمت بِهَا نحواً من عشر سنين، فترجمت للملك غياث الدين أبي الفتح محمد بن أبي يزيد بن مراد بن أدرخان بن عثمان رحمه الله تعالى كتاب جامع الحكايات ولا مع الروايات من الفارسي إِلَى التركي فِي نحو ست مجلدات، وتفسير الإمام أبي الليث السمرقندي، وتعبير
القادري بالتركي نظماً، ثُمَّ باشرت عنده الإنشاء، فكتبت عنه إِلَى ملوك الأطراف عربياً وفارسياً وتركياً، وقرأت المفتاح عَلَى مولانا برهان الدين حيدرة الخوافي.
فلما انتقل إِلَى رحمة الله تعالى ابن عثمان سنة أربع وعشرين وثمانمائة توجهت إِلَى الوطن القديم فدخلت حلب المحروسة يوم الجمعة عيد الأضحى سنة أربع وعشرين وابن قصروه بِهَا عاص، فأقمت بِهَا نحواً من أربعة أشهر، ثُمَّ توجهت إِلَى الشام فدخلتها فِي شهر ربيع الآخرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة، فلم أتوجه إِلَى أحد، وكففت قدم السعي فِي ذيل القناعة، إِلَى أن قدم العلامة العالم العامل الزاهد العابد مولانا علا الدين أبو عبد الله مولانا محمد بن محمد بن محمد البخاري سقاه الله من رحيق رضوانه وأسكنه فردوس جنانه فِي أواخر المحرم سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة مع الركب الشامي من الحجاز الشريف فانقطعت إِلَيْهِ، ولازمت خدمته إِلَى أن توفي إِلَى رحمة الله تعالى يوم الخميس ثامن شهر
رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة ودفن بسطح المزة، ونسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمنه ويمنه، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله عَلَى سيدنا محمد خير خلقه وآله وصحبه أجمعين، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إِلَاّ بالله العلي العظيم، كتب فقير عفو الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عربشاه الحنفي سامحه الله تعالى فِي غرة شهر الله المبارك ذي الحجة الحرام عام ثلاث وخمسين وثمانمائة بالقاهرة المنصورة جعلها الله دار الإسلام إِلَى يوم القيامة بخانقاه سعيد السعداء، أقامه الله تعالى فِي زمرة الشهداء، والحمد لوليه، والصلاة عَلَى نبيه، وآله الطاهرين وأصحابه والتابعين والسلام.
من نظمه أيضاً معمى:
وجهك الزاهي كَبَدْرٍ
…
فَوْقَ غُصْنٍ طَلَعا
واسمك الزاكي كَمشْكا
…
ة سَنَاها لَمَعا