الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفيدة، وكان بارعاً في الفقه والعربية، عارفاً بالحديث، وكان يعرف في بلاده بابن الزين، ومن مصنفاته " كتاب كشف القناع عن الوجد والسماع " أجاد فيه وأحسن، وكان أولاً اشتغل بالمعقول، وله قدرة عَلَى توجيه المعاني بالاحتمال.
قال الحافظ شرف الدين الدمياطي: أخذت عنه وأجاز لي مصنفاته، وتوفي بالإسكندرية سنة ست وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.
قاضي القضاة أبو العباس القرشي
724 -
793هـ - 1323 - 1390م أحمد بن عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر، قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس القرشي الشافعي، قاضي قضاة دمشق.......
كان إماماً عالماً فقيهاً " أديباً مشاركاً في عدة علوم، ولي القضاء بدمشق مدّة ودرس وأفتى " إلى أن عصى الأمير يلبغا الناصري ومنطاش عَلَى الملك الظاهر برقوق، خلع المذكور الملك الظاهر برقوق، ودعا للملك المنصور
حاجي، وأخذ يحرض عل قتال برقوق بعد خروجه من حبس الكرك، فلما كسر الملك الظاهر برقوق منطاش، وتوجه منطاش في الهزيمة إلى دمشق، وتحصن بها، صار شهاب الدين هذا يمعن في الخط عَلَى برقوق، قيل أنه كان يقف عَلَى سور دمشق وينادي أن قتال برقوق أرجب من صلاة الجمعة، ويجمع العامة ويحرضهم عليه، وعاد برقوق إلى القاهرة من غير أن يظفر بدمشق، واستمر منطاش بدمشق، وأرسل قطلوبغا الصفوي في عسكر لمحاصرة صفد، فتوجه الصفوي بمن معه إلى عسكر السلطان وخامر عَلَى منطاش، وبلغ منطاش الخبر فتخوف من ذَلِكَ وقبض عَلَى جماعة من الأمراء وغيرهم، وهم الأمير جردمر أخو طاز، وولده والأمير الطنبغا استاداره، وأحمد بن خوجي، وأحمد بن قجق، وكمشبغا المنجكي نائب بعلبك، وقاضي القضاة شهاب الدين أحمد القرشي المذكور، وحبس الجميع بدمشق، ثم انكسر منطاش وخرج عن دمشق، وملك أعوان الملك
الظاهر برقوق، ثم أرسل الملك الظاهر يطلب المذكورين وغيرهم إلى الديار المصرية، فوصل الجميع إلى القاهرة صحبة الأمير كمشبغا نائب حلب، وذلك في يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعدة الأمراء ستة وثلاثون أميراً، فأوقفهم الظاهر بين يديه، وأوقف القاضي شهاب الدين صاحب الترجمة أيضاً بجانب القاضي فتح الدين محمد بن الشهيد، كاتب سر دمشق، فإنه كان أيضاً ممن خرج عَلَى برقوق، يأتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى، وابن مشكور ناظر جيش دمشق، وكلهم في القيود، فوبخ السلطان الطنبغا الحلبي وجردمر وابن القرشي صاحب الترجمة، فكان قول ابن القرشي للملك الظاهر برقوق، تاالله لقد آثرك الله علينا، وإن كنا لخاطئين، وأطال الظاهر الحديث معهم، ثم أمر بهم فسجنوا الجميع إِلَاّ ابن مشكور فإنه سلم لشادِ الدواوين فعصره وألزم بحمل سبعين ألف درهم.
واستمر ابن القرشي هذا في الحبس إلى نصف الشهر المذكور شكى عليه رجل فأحضره من السجن، وادعى عليه غريمه بدعاوي شنعة، فأمر به السلطان فضرب بالمقارع، ثم سلم إلى والي القاهرة ليستخلص منه ما لهذا الرجل عنده، فضربه وعصره وحبسه بخزانة شمائل، وأجرى