الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوفية وآثار السلف، وله عبارة عذبة لها وقع في النفوس، ومشاركة في الفضائل والعلوم، وكان تلميذاً لأبي العباس المرسي صاحب الشاذلي.
وكان الشيخ تاج الدين هذا من كبار القائمين عَلَى الشيخ تقي الدين بن تيمية، وكانت عليه جلالة ومهابة، وله أدب وفضل، ومن شعره:
مرداي منك نسيان المراد
…
إذا رمت السبيل إلى الرشاد
وأَنْ تدع الوجود فلا تراه
…
وتصبح ماسكاً حبل اعتماد
إلى كَمْ غفْلة عنِّي وإنِّي
…
عَلَى حفظ الرّعاية والوداد
وهي أطول من هذا، كلها عَلَى هذا النمط، توفي الشيخ تاج الدين المذكور بالقاهرة بالمنصورية سنة تسع وسبعمائة، نفعنا الله ببركته، وعفا عنه.
أحمد الحلبي الحنفي
626 -
696هـ - 1229 - 1297م أحمد بن محمد بن عبد الله، الحافظ الزاهد جمال الدين أبو العباس بن الشيخ القدوة محمد الظاهري الحلبي الحنفي، مولى الظاهر صاحب حلب.
ولد سنة ست وعشرين وستمائة، وسمع سنة إحدى وثلاثين من الفخر الإربلي والموفق ابن اللتي، وابن رواحة، وابن خليل، وخلق " بحلب " وكريمة، والضياء، وابن مسلمة، وخلق بدمشق، وحماه، وبماردين، ومكة، وخلق كثير بمصر، وسمع بحمص وبعلبك، والقدس وغير ذَلِكَ، واعتنى بهذا الشأن أتم عناية، وحصل وكتب ما لا يوصف كثرة، وكانت له إجازة عالية من أبي الحسين القطيعي، وزكريا العلبي، وابن روزبه، وأبي حفص السهروردي، والحسين بن الزبيدي، وإسماعيل بن فاتكين، والأنجب الحمامي وطبقتهم، وخرج لنفسه أربعين حديثاً في أربعين بلداً، " وانتفع " عَلَى شيوخ
مصر والشام، وخرج لأصحاب ابن كليب، ثم لأصحاب ابن طبرزد والكندي، ثم لأصحاب ابن اللتي، وابن الزبيدي، حَتَّى أنه خرج لتلميذه ومريده الشيخ شعبان، وكان عجباً في جودة التخريج وحسن الانتخاب، لا يضاهيه أحد في ذَلِكَ، وقرأ القراءات بحلب عَلَى الشيخ أبي عبد الله الفاسي، وتفقه وعد من فقهاء الحنفية، وسمع من نحو سبعمائة شيخ، وتوفي بزاوية الجمالية التي في المقس خارج القاهرة.
قال الحافظ الذهبي: وبه افتتحت السماع بالديار المصرية وبه اختتمت، وعنده نزلت وعلى آجايزه اتكلت.
وسمع منه علم الدين البرزالي أكثر من مائتي جزء، توفي سنة ستة وتسعين وستمائة.
قاضي مكة محب الدين بن ظهيرة 789 - 827هـ - 1387 - 1424م أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة، قاضي مكة ومفتيها محب الدين أبو العباس ابن قاضي مكة وخطيبها ومفتيها، جمال الدين أبو حامد بن عفيف الدين القرشي المخزومي المكي الشافعي.
ولد في ما بين الظهر والعصر من يوم الخميس رابع جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وحفظ القرآن الكريم، وكتب في فنون العلم، وصلى التراويح في سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وعرض المنهاج للنووي عَلَى جماعة منهم الشيخ برهان إبراهيم الأبناسي، وحضر عنده دروساً في الفقه، وسمع عليه بقراءة الشيخ تقي الدين الفاسي المالكي الموطأ رواية يحيى بن يحيى، وسمع عَلَى الشيخ إبراهيم بن محمد بن صديق في سنة خمس وثمانمائة مسموعاته من الأجزاء بقراءة التقي المذكور وسمع عليه قبل ذَلِكَ صحيح البخاري وقرأ له والده عليه مسند الدارمي بقية العباس، وسمع عَلَى القاضي زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي
بالمسجد الحرام صحيح مسلم وسنن الدارقطني، وقرأ عليه كتاب العمدة في شرح الزبدة لقاضي حماه شرف الدين البارزي، وأذن له في الإفناء والتدريس جماعة من الحفاظ والعلماء منهم قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وقاضي القضاة ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي، وخطيب دمشق ومفتيها شهاب الدين أحمد ابن حجي، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله الغزي العامري. وحضر دروس الشيخ حسام الدين الأبيوردي بمكة في الأصول والمعاني والبيان والمنطق، وتفقه عَلَى جماعة كثيرة من العلماء، وأفتى ودرس في المسجد الحرام فِي سنة تسع وثمانمائة وفيها استنابه والده في الحكم والخطابة، ولزم دروس أبيه إلى أن مات، وولي قضاء مكة بعد موته بمدة، ثم صرف، ثم ولي إلى أن مات بعد مرض طويل في يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة،