الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن الفوطي: عارف بالمواليد وعملها، والتقاويم، دائم الاشتغال بهذا الفن، أكثر مواليد أهل بغداد بخطه، وله كتاب في التواريخ السماويات والأرضيات، توفي سنة تسع وثمانين وستمائة، رحمه الله.
الشيخ عفيف الدين الحموي
...... - 672هـ -...... - 1273م إسحاق بن خليل بن عازي، الشيخ عفيف الدين الحموي.
كان فاضلاً في الفقه والقراءات والنحو، والأدب، ودرس بحماه وخطب بقلعتها، وكان له حلقة اشتغال إلى أن توفى سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
ومن شعره
لولا مواعيد آمالٍ أعيش بها
…
لمستُّ يا أهل الحيّ من زمنٍ
وإنَّما طرْف آمالي به مَرَحٌ
…
يجري بوعدِ الأماني مُلق الرَّسن
ملك الحبشة إسحاق الحطي
...... - 833هـ -...... - 1430م إسحاق بن داود بن سيف أرعد، ملك الحبشة، وصاحب أمحر الملقب بالحطي.
قال المقريزي: أدركنا أباه داود، وقدمت رسله بكتابه وهديته إلى الملك الظاهر برقوق، وهلك سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وقد طالت مدته فأقيم بعده ابنه تَدْرُوس وهلك سريعاً، فأقيم من بعده أخوه إسحاق، وفخم أمره، وذلك أن بعض المماليك الأتراك أو الجراكسة كان يسمى الطبغا مغرق فر إليه وحظي عنده لما يتقنه من الآلات الحربية وأدوات القتال كاللعب بالرمح ورمى السهام ونحو ذَلِكَ، ولحق به أيضاً زرد كاش من المماليك الجراكسة فعمل له زردخاناه عظيمة، وتعلم عسكره أنواعاً من صنائع الحرب، ثم قدم عليه رجل من كتاب مصر النصاري يعرف بفخر الدولة، فرتب له مملكته وجبى له الأموال، فصار ملكاً بعدما كانت مملكته ومملكة آبائه همجاً، لا ديوان لها ولا قانون، فانضبطت عنده الأمور، وتميززيه عن رعيته، بحيث أخبرني من شاهده وهو راكب وفي يده صليب من ياقوت أحمر قد قبض عليه بيده اليمنى ووضعها عَلَى فخذه، وطرفا الصليب بارزان عن يديه، وذلك بعدما أخبرني برهان الدين إبراهيم الدمياطي، وكان الظاهر برقوق بعثه رسولاً إلى الحطي داود بن سيف أرعد، أنه لا يزال عرياناً، حاسر الرأس، وأنه يعصب رأسه بعصابة حمراء، وأنه شاهده وقد جيء إليه بكرش بقرة قد نفض منها ما فيها من الفرث ولم تغسل ولم تغل عَلَى نار فصار يأكلها نيئة وما بقي بها من الفرث يسيل من جانبي فمه.
فلما كبرت مملكة إسحاق وسوس إليه شياطينه بأخذ ممالك الإسلام، فأوقع بمن في ممالك الحبشة من المسلمين وقائع شنيعة طويلة، قتل منهم فيها وسبى وأسر مما لا يحصيهم إلا الله خالقهم، فأزال دولة سعد الدين وأسر ابنه منصور أبو محمد، وكتب إلى بلاد الفرنج يحث من بها من الفرنج عَلَى المسير إلى بلاد المسلمين ليوافوه بالبحر إذا قدم هو في البر، وواعدهم عَلَى ذَلِكَ فعاجله الله بنفسه وأهلكه عقيب ذَلِكَ في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وأيد عليه وعلى قومه أمحرة النصارى جمال الدين بن سعد الدين محمد فجمع من المسلمين طائفة وقام يعيث في بلاد الحطي يقتل ويسبي ويغنم.
وقد أقيم بعد إسحاق ابنه إندراس بن إسحاق فهلك لأربعة أشهر من موت أبيه، فقام بعده بأمر أمحرة الناصري عمه حزتناي بن داود بن سيف أرعد فهلك بعد أشهر في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، فأقيم بعده سلمون
بن إسحاق بن داود بن سيف أرعد، وبلغني بمكة في آخر سنة أربع وثلاثين أنه هلك أيضاً، فكانت للحبشة في سنة واحدة وأربعة ملوك، وجمال الدين جيشه يتزايد وأعماله تتسع، فتوجه في بلاد النصاري تتولى حَتَّى لقد بلغنا بمكة أن الحطي سلمون فرمته متباعداً عن مقر مكة نحو شهرين، وأن بلاد اليمن والبحرين والحجاز امتلأت من العبيد والإماء الذين أسرهم وسباهم جمال الدين بن سعد الدين من أمحرة، وأنه استولى عَلَى أكثر أعمال النصارى وجعلها دار إسلام ولله الحمد.
قلت: وبلاد الحبشة واسعة جداً، ولها من الشرق المائل إلى الشمال بحر الهند واليمن وفيها يمر نهر حلو يقال له سيحون يزيد منه نيل مصر، وآخرها الجهة الغربية إلى بلاد التكرور مما يلي اليمن، فأولها مفازة بمكان يسمى وادي بركة يتوصل منه إلى سحرت، وكانت مدينة المملكة قديماً، يقال لها احسرم، ويقال لها أيضاً زرفرتا، وبها كان النجاشي رحمه الله، ثم إقليم أمحرة وهو الآن مدينة المملكة، ويسمى أيضاً مرعدي، ثم إقليم شاوة ثُمَّ إقليم داموت ثم إقليم لأمنان