الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آقبغا صاحب الترجمة مع من قتل من عسكر السلطان وذلك في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، رحمه الله.
وكان من الشجعان الكرماء، ذا شكالة حسنة، وعنده فضل عَلَى قدوة ومشاركة في الكلام، ويسأل المسائل الجيدة، إلا أنه كان سيئ الخلق، ذا جبروتية وحدة عند الغيظ، وبطش، وكان مغرماً بالكتب النفيسة، وبني بحلب حماماً داخل باب قنسرين. عفا الله عنه وغفر له.
آقبغا التمرازي نائب الشام
...... - 843هـ -...... - 1439 آقبغا بن عبد الله التمرازي الأتابكي، الأمير علاء الدين نائب الشام.
نسبته بالتمرازي إلى معتقه الأمير تمراز نائب السلطنة بالديار المصرية، وترقى في الخدم بعد موت أستاذه إلى أن صار في الدولة المؤيدية شيخ أمير عشرة، ثم جعله بعد مدة من جملة أمراء الطبلخاناه وأمير آخور ثاني، ثم صار بعد موت الملك المؤيد شيخ أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية في الدولة المظفرية أحمد بن شيخ، ودام عَلَى ذَلِكَ إلى أن خلع عليه الملك الأشرف برسباي
باستقراره أمير مجلس، واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن رسم له السلطان بالتوجه إلى ثغر الإسكندرية في سنة ست وعشرين وثمانمائة لحفظ الثغر من الفرنج، فلما وصل إلى الثغر المذكور وأقام به أياماً قدم المرسوم الشريف بطلب الأمير أسندمر النوري نائب الإسكندرية إلى الديار المصرية، فلما وصل أسندمر إلى القاهرة قبض عليه ونفي إلى ثغر دمياط بطالا، بسهب تسحب الأتابك جانبك الصو في من سجنه بثغر الإسكندرية، ورسم للأمير آقبغا بنيابة الإسكندرية عوضه، وحمل إليه الشريف، ورسم له باستمراره عَلَى إقطاعة تقدمة ألف بالديار المصرية، فدام آقبغا في نيابة الإسكندرية من تاريخه إلى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، عزل بالأمير شهاب الدين أحمد الدوادار الزرد كاش، أحد أمراء العشرات، وطلب إلى القاهرة عَلَى إقطاعه، فاستمر عَلَى إقطاعه مدة وخلع عليه بإعادته لإمرة مجلس كما كان أولاً.
ودام عَلَى ذَلِكَ الدولة الأشرفية بتمامها إلى أن توفي الأشرف سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، فكان آقبغا المذكور في جملة الأمراء المجردين إلى أرزنكان، وتسلطن الملك العزيز يوسف كتب بعودهم إلى القاهرة، عاد الجميع إلى الديار المصرية وفي جملتهم آقبغا التمرازي.
فلم يكن بعد قدوم الأمراء إلا أيام يسيرة وتسلطم الظاهر جقمق وصار الأمير قرقماس الشعباني أمير سلاح أتابك العساكر عوضاً عن السلطان، واستقر
آقبغا التمرازي أمير مجلس أمير سلاحاً عوضاً عن قرقماس، واستقر الأمير يشبك التمربغاوي حاجب الحجاب أمير مجلس عوضاً عن لآقبغا هذا، وصار الأمير تغري بردى المؤذي البكلمشي حاجب الحجاب عوضاً عن تشبك، فلم يكن إلا أيام قلائل وعصى الأمير قرقماس عَلَى السلطان، وكانت الوقعة المشهورة، وانتصر السلطان وقبض عَلَى قرقماس المذكور بعد أيام، حسبما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى، وخلع عَلَى آقبغا هذا باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية عوضاً عن الأمير قرقماس في يوم السبت سابع شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين، فكانت إقامة قرقماس في الأتابكية دون العشرين يوماً، واستمر آقبغا أتابك العساكر إلى شهر رمضان من السنة خلع عليه باستقراره في نيابة الشام بعد عصيان الأمير إينال الجكمي نائب دمشق، وأمره بالخروج لمحاربة الأمير إينال الجكمي المذكور، وأردفه بالعساكر السلطانية من الأمراء وغيرهم، فتجهز في عدة أيام وخرج في شهر شوال من القاهرة وتوجه إلى نحو دمشق، فالتقت العساكر السلطانية بالأمير إينال الجكمي في منزله شقجب أو القرب منها، فكن بين الفريقين وقعة هائلة آلت إلى نصرة العساكر السلطانية وانهزام الأمير إينال الجكمي إلى نحو دمشق، بعد أن أظهر إينال من الشجاعة ما هو مشهور عنه، وساق فرسه نحو ستة برد إلى أن وصل قرية جارستا من أعمال دمشق، غُمز عليه وقبض، وحمل إلى قلعة دمشق فحبس إلى أن قتل في السنة المذكورة.
واستمر آقبغا هذا في نيابة دمشق إلى يوم السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة خرج من حرمه بعد صلاة الصبح وركب وتوجه إلى ميدان دمشق للعب الرمح إلى الميدان ولعب عدة من مماليكه وغير عدة خيول بعد أن أتعبها، ثم ركب إلى لعب الكرة فغير أيضاً عدة خيول أتعبها إلى أن انتهى ما هو فيه من أنواع الفروسية، وطلب مركوبه للموكب، وركبه ومشى به خطوات لقرب باب الميدان، مال عن فرسه فلحقه بعض مماليكه قبل أن يسقط على الأرض، وتكاثروا عليه فحملوه إلى قاعة بالقري من الميدان وهو ميت، ثم نقل إلى دار السعادة في محفة عَلَى أنه مريض، وأقام بها سويعة هنية، وأشيع موته فغسل وصلى عليه، ودفن من يومه بتربة الأمير تنم الحسني نائب دمشق، وسنة نيف عَلَى ستين ستة تخميناً، وكثر أسف الناس عليه، وكانت جنازته مشهودة.
وقد سألت كريمتي زوجته عنه كيف كان أمره تلك الليلة؟ فقالت: قام لأوراده عَلَى عادته قوياً سوياً منشرحاً، وخرج من عندي وهو عَلَى ذَلِكَ.
وكان رحمه الله ديناً خيراً كثير الصدقات والبر للفقراء عَلَى بخل كان فيه لغيرهم، محباً لأهل الخير والصلاح، كثير الزيارة للصالحين الأحياء منهم والأموات، وكان له أوراد وتهجد في الليل، كثير الصوم والصلاة