الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له إكرام زائد، وخلع عليه كاملية بسمور، وقيد له فرس من مراكب السلطان ونزل ملازماً لداره إلى أن توفي يوم الجمعة ثامن عشرين شوال سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنين، وسنة نيف عَلَى السبعين، وكان قدومه ثغر دمياط بعد سنة خمسين وثمانمائة تخميناً، رحمه الله تعالى، وخلف ولداً ذكراً.
الجلباني نائب طرابلس
...... - 837هـ -...... - 1434م أركماس بن عبد الله الجلباني، نائب طرابلس الأمير سيف الدين.
أصله من مماليك الأمير جلبان قرأ سقل نائب حلب، وجلبان المذكور من جملة مماليك الملك الظاهر برقوق.
قلت: وأركماس هذا ممن أنشأهم الملك المؤيد شيخ المحموي ورقاه إلى أن جعله أمير مقدم ألف بالديار المصرية، ثم نقله إلى نيابة غزة عوضاً عن الأمير إينال النوروزي بحكم انتقال إينال إلى نيابة حماه عوضاً عن الأمير شاهين
الزردكاش المتنقل إلى نيابة طرابلس، فدام المذكور في نيابة غزة إلى أن نقله الأتابك ططر مدير مملكة الملك المظفر أحمد بن الملك المؤيد شيخ إلى نيابة طرابلس بعد عزل شاهين الزردكاش، وتولى من بعده غزة، الأمير يونس الركني الخازندار أتابك دمشق ثانياً وذلك في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، فأقام أركماس الجلباني في نيابة طرابلس مدة يسيرة، وطلب إلى الأبواب الشريفة بعد موت الظاهر ططر فامتنع وخرج عن الطاعة، وتوجه إلى جهة حلب، فلم ينتج أمره، وأمسك وحبس بقلعة حلب إلى أن أفرج عنه في سنة خمس وعشرين وتوجه إلى الحجاز بطالا، وأقام بالمدينة الشريفة نحو عام، ثم عاد إلى القدس فأقام به نيفاً عَلَى عشر سنين، ثم ولى نظر الحرمين بالقدس والخليل عليه السلام، ثم بعد سنة ست وثلاثين ولى نيابة القدس مضافاً للنظر، وعزل وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمه ألف بدمشق، فباشر إمرته بدمشق أياماً، وخرج إلى بعض النواحي الجارية في إقطاعه فمرض ومات بالرملة فحمل إلى القدس ودفن به وذلك في سنة سبع وثلاثين، أو التي بعدها تخميناً، وثمانمائة، رحمه الله.
وكان من الأوحاش، بخيلاً مسيكاً، شرس الأخلاق، لم يشهر بدين ولا علم عفا الله عنه.