الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكانت مدة ملك الناصر هذا بالقاهرة والكرك دون الأربعة أشهر.
ثم أمر الملك الصالح بتجهيز عسكر إلى الكرك ومحاصرتها، فتداولوه العساكر بالكرك فكان كلما جاءت إِلَيْهِ فرقة توجهت الأولى، ودام هذا الحال وطال الأمر، ولم يبق بمصر والشام أمير حَتَّى تجرد إلى الكرك مرة ومرتين، ثم أخذ أمر الناصر يتلاشى، وهلك من عنده من الجوع، وضرب الذهب وخلط فيه الفضة والنحاس، حَتَّى صار الدينار يساوي خمسة دراهم.
ثم أمسك الملك الناصر من الكرك في يوم الاثنين وقت الظهر في ثاني عشرين شهر صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وكتب بذلك إلى السلطان، فأرسل الأمير منجك الناصري وحز رأسه، وتوجه به إلى القاهرة، رحمه الله تعالى.
القاضي نجم الدين القمولي
...... - 727هـ -...... - 1327م أحمد بن محمد بن مكي بن أبي الحزم بن ياسين، القاضي نجم الدين القمولي الشافعي.
قال الشيخ كمال الدين جعفر الإدفوي في تاريخه الطالع السعيد في تاريخ الصعيد: كان من الفقهاء الأفاضل والعلماء المتعبدين والقضاة المتعففين، وافر العقل، حسن التصرف، محفوظاً، قال لي رحمه الله: لي قريب من أربعين سنة أحكم ما وقع لي حكم خطأ، ولا أثبت مكتوباً تُكلِّم فيه، أو ظهر فيه خلل.
سمع من قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وغيره، واشتغل بالفقه بقوص ثم بالقاهرة، وقرأ الأصول والنحو، وشرح الوسيط في الفقه في مجلدات كثيرة، وفيه نقول عزيزة ومباحث مفيدة، وسماه البحر المحيط، ثم جرد نقوله في مجلدات وسماه جواهر البحر، وشرح مقدمة ابن الحاجب في مجلدين، وشرح الأسماء الحسنى في مجلد، وكمل تفسير ابن الخطيب وكان ثقة صدوقاً.
تولى الحكم بقمول عن قاضي قوص شرف الدين إبراهيم بن عتيق، ثم تولى الوجه القبلي من عمل قوص في ولاية قاضي القضاة عبد الرحمن بن بنت الأعز، وكان قد قسم العمل بينه وبين الوجيه عبد الله السَّمَرْباوي، ثم ولي إخميم مرتين، وولي سيوط، والمنية، والشرقية، والغربية، ثم ناب بالقاهرة ومصر، وتولى حسبة مصر، واستمر في النيابة بمصر والجيزة والحسبة إلى أن توفي، ودرس بالفخرية بالقاهرة، وما زال يفتي ويدرس ويكتب ويصنف وهو مبجل معظم إلى حين وفاته.
وكان الشيخ صدر الدين بن الوكيل يقول: ما فِي مصر أفقه منه، وكان حسن الأخلاق كثير المروءة، محسناً إلى أهله وأقاربه وأهل بلاده، وتوفي في شهر رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة، ويقال أن أصله من أرمنت، رحمه الله تعالى.