الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم قال: أجا وسلمى جبلان معروفان من جبال طي، انتهى كلام الصفدي.
قلت: ولم يبرح شرف الدين هذا بخدمة السلطان بدر الدين لولو إلى أن توجه إلى العجم الاجتماع بهولاكو فتوجه شرف الدين صحبته فمرض بتبريز ومات في تلك البلاد في سنة ست وخمسين وستمائة، وهو من أبناء الستين، رحمه الله تعالى.
العلاء السيرامي الحنفي
...... - 790هـ -...... - 1388م أحمد بن محمد، الشيخ الإمام العالم العلامة علاء الدين الشهير بالعلاء السيرامي الحنفي، شيخ الشيوخ بالمدرسة الظاهرية برقوق.
قال قاضي القضاة بدر الدين محمود العينتابي الحنفي: هو شيخنا العلامة ذو الفنون الكاملة، بقية السلف، وقدوة الخلف، علاء الدين أحمد بن محمد السيرامي الحنفي، شيخ الشيوخ بالمدرسة الظاهرية البرقية، كان إماماً عالماً مفنناً، متبحراً في العلوم لا سيما علم المعاني والبيان والفقه والأصول، أدرك
المشايخ الكبار رحمهم الله، ودرس وأفتى في البلاد في مدينة هراة وخوارزم وصراي وقرم، وتبريز، ومصر، وغيرهم، وكان ديناً خيراً ورعاً منقطعاً عن الناس، معتزلاً عن أكابر الدولة، حسن المعاملة مع الله تعالى ومع الناس، محباً لأهل العلم والطلبة، متواضعاً غاية التواضع، كريماً حليماً، ذا مروءة وأدب وحشمة ووقار وسكون، قدم من البلاد الشرقية فأقام في ماردين مدة وأقبل عليه صاحبها إقبالاً عظيماً، وقصد أن يبني له مدرسة ولكنه خرج منها وتوجه إلى الشام، وأتى إلى حلب فأقام بها مدة يفيد الطالبين، ثم طلبه الملك الظاهر برقوق إلى ديار مصر عندما أنشأ المدرسة ببين القصرين، فلما قدم وتمت المدرسة قرره شيخ الشيوخ بها وشيخ الحنفية، فلم يزل مشتغلاً بالعلم والإفادة والزهد والعبادة إلى أن أدركته الوفاة، وتوفي بالقاهرة يوم الأحد ثالث جمادى الأولى سنة تسعين وسبعمائة عن نيف وسبعين سنة، وصلى
عليه خارج باب النصر، وكان الذي صلى عليه سودون الشيخوني النائب، وحضر جنازته جميع الأكابر من الأمراء والعلماء والقضاة، ودفن بتربة السلطان عند تربة يونس الدوادار عَلَى طريق قبة النصر.
وسمعت عليه أكثر الهداية، وبعض الكشاف من أوائله، وشرح التنقيح للشيخ سعد الدين التفتاز إلى باب المقياس، وشرحه عَلَى التلخيص، وكنت في صحبته يوم تولى المدرسة إلى أن توفي، ليلاً ونهاراً، فلم أر منه شيئاً يخالف الكتاب والسنة أو العادة الحسنة، ولا سمعته قط تلفظ بكلام قبيح أو كلام فاحش، ولا اغتاب أحداً قط، ولا عبس في وجه أحد قط، ولا طلب من أحد شيئاً حتى السلطان، وكان دائماً يبكي ويتأسف عَلَى تناوله من الأوقاف ومن أموال الدولة، وكان يحلف ويقول بأنه ما خرج إلى هذه الديار إِلَاّ لأن يجاور في القدس أو في المدينة النبوية فينقطع إلى الله تعالى ويشغل بعبادته، ولكن المقدور أظهر خلاف ما أضمر.