الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَانَ فقيهاً فاضلاً مستحضراً لقروع مذهبه، وهو من بيت علم ورئاسة وفضل، ناب فِي الحكم عدة سنين، وَكَانَ مشكور السيرة فِي أحكامه، وله ثروة وحشم، مات بعد مرض طويل بالقاهرة فِي يوم الأربعاء خامس عشرين شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
قاضي القضاة شهاب الدين بن المحمرة
769 -
840هـ - 1368 - 1436م أحمد بن محمد بن صلاح، قاضي القضاة شهاب الدين المعروف بابن المحمرة، قاضي قضاة الشافعية بدمشق، وشيخ الخانقاه الناصرية المعروف بدار سعيد السعداء، ثُمَّ شيخ الصلاحية بالقدس.
مولده فِي شهر صفر خارج القاهرة سنة تسع وستين وسبعمائة، ونشأ بالقاهرة وطلب العلم، وبرع فِي الفقه والأصول والعربية، وأفتى ودرس وناب فِي الحكم سنين، ثُمَّ تنزه عن ذَلِكَ مدة، وولي مشيخة خانقاه سعيد السعداء مدة طويلة، ثُمَّ ولي قضاء القضاة الشافعية بدمشق فِي دولة الملك الأشرف برسباي من غير سعي، فباشر بعفة، وحمدت سيرته إِلَى أن عزل بقاضي القضاة وكاتب السر كمال الدين
محمد بن البازري فِي شهر رجب سنة خمس وثلاثين وثمانمائة فعاد إِلَى القاهرة عَلَى وظائفه من مشيخة سعيد السعداء وغيرها، ودام عَلَى ذَلِكَ إِلَى أن طلب وخلع عَلَيْهِ باستقراره فِي مشيخة الصلاحية بالقدس الشريف، فتوجه إِلَى القدس ودام بِهِ إِلَى أن توفي ليلة السبت سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة.
وَكَانَ شيخاً نيراً فاضلاً، بارعاً متجملاً، وقوراً، ذا شيبة نيرة، ولسان فصيح، طلق العبارة، معدوداً من أعيان الفقهاء الشافعية، والمحمرة نسبة إِلَى التحمير من الحمرة.
قال المقريزي: وَكَانَ أبوه وعمه من سماسرة الغلال بساحل بولاق، وولد هو بالمقس خارج القاهرة فِي التاريخ المذكور، وقرأ القرآن الكريم فِي صغره، وعدة كتب مَا بَيْنَ فقه وأصول، وعربية ومعاني، وبيان وحديث، واشتغل عَلَى المجد إسماعيل البرماوي مدة ثُمَّ لازم دروس شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، والحافظ زين الدين العراقي، وسمع الحديث، وتخرج بهم فِي الفقه والعربية، وشارك فِي غيرها، وتكسب بالجلوس فِي حانوت الشهود سنين، ثُمَّ صحب الأكابر وناب عني فِي الحسبة، فحكم عَلَى بابي أياماً، انتهى كلام المقريزي باختصار.