الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهاب الدين أحمد النحريري فِي يوم الأربعاء رابع عشرين ذي القعدة سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وحُمدت سيرته، وعف وكف عما يرمي بِهِ قضاة السوء، فإنه كَانَ غنياً ملياً ديناً، ومعيشته من متجره.
قلت: وهكذا كَانَ ولده قاضي القضاة بدر الدين محمد التنسي قاضي زماننا هَذَا، يأتي ذكره فِي المحمدين إن شاء الله تعالى، ودام قاضي القضاة ناصر الدين فِي المنصب إِلَى أن توفي ليلة الخميس أول شهر رمضان سنة إحدى وثمانمائة، وكثر الأسف عَلَيْهِ لعفته ولصيانته، ومن مصنفاته كتب عَلَى تسهيل ابن مالك شرحاً لَمْ يكمله، وشرح مختصر ابن الحاجب فِي الفقه والأصول، وشرح كافية ابن الحاجب أيضاً وغير ذَلِكَ، رحمه الله.
الوزير نصير الدين البغدادي
...... - 642هـ -...... - 1244م أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الناقد، الوزير الرئيس أبو الأسعد نصير الدين بن أبي السعادات البغدادي.
نشأ فِي السعادة والنعمة، وحفظ القرآن العزيز وجوده وأتقنه، واشتغل وتفقه، ولازم ابن شبيب الواسطي النحوي حَتَّى برع فِي ذَلِكَ ثُمَّ عانى الكتابة والبلاغة ومهر فيهما، ونظم ونثر وغلب عَلَيْهِ الدين والتقوى، وَكَانَ يكثر من التلاوة فِي المشاهد والمزارات ليالي الجمع، وربما قرأ القرآن كله وهو قائم من أول الليل إِلَى السحر، وخدم فِي عنفوان شبابه فِي عدة خدم فِي أيام الإمام الناصر، ثُمَّ ترك الخدم واختار العزلة إِلَى أن توفي الإمام الناصر لدين الله، وولي الخلافة " الإمام الظاهر " استدعاه وجعله وكيلاً لولده المستنصر فقربه واختصه بِهِ، فلما آلت الخلافة إِلَى المستنصر أقره عَلَى وكالته ورفع محله إِلَى أن توفي ابن الضحاك الأستادار رتبه مكانه، فلما قبض عَلَى القمي نائب الوزارة خلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة وركب إِلَى الديوان فِي موكب الوزارة، وصارت الأمور كلها بيده ينفذها ويدبرها بذهن ثاقب وسياسة وعقل ودربة، وَلَمْ تزل طريقته محمودة وأموره مرضية وهو أعلى الناس منزلة عمد الخليفة، فإنه كانت بينه وبين الخليفة