الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه معه، وحملوا الجميع إلى ثغر الإسكندرية، وداموا بالإسكندرية إلى أن أفرج عن يشبك أفرج عنه أيضاً، وعاد إلى ما كان عليه أولاً، فلم تطل مدته، ومات في ليلة السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وثمانمائة بعد مرض طويل، ودفن بالحوش الظاهري بالصحراء، وكان كثير الشر محباً للفتن والوقائع، لم يشهر بدين ولا علم.
آقباي المؤيدي نائب دمشق
...... - 820هـ -...... - 1417م آقباي بن عبد الله المؤيدي، الأمير سيف الدين نائب حلب ثم دمشق.
نسبته إلى معتقه الملك المؤيد أبي النصر شيخ، اشتراه في حال إمرته وأعتقه، وصار بخدمته ومن خواص مماليكه، وعالج معه خطوب الدهر ألواناً في أيام تلك الفتن إلى أن تسلطن، أمره وقربه، وجعله خازندارا، ثم ولاه الدوادارية الكبرى بعد انتقال الأمير جانبك المؤيدي إلى نيابة دمشق، بعد الأمير نوزوز الحافظي، فباشر المذكور الدوادارية إلى أن ولاه أستاذه المؤيد نيابة حلب في سنة ثماني عشرة وثمانمائة، فباشرها إلى سنة عشرين، وقدم القاهرة عَلَى النجب في يوم
السبت رابع عشرين المحرم من السنة، وكان خروجه من حلب في يوم جمادى عشر المحرم من غير طلب من السلطان، لما أشيع عنه من الخروج عن الطاعة، فتمثل بين يدي السلطان الملك المؤيد فلامه عَلَى هذه الحالة، فاعتذر بأن قال خفت مما أشيع عني مما ليس في ظني، فخلع عليه باستقراره في نيابة دمشق عوضاً عن الأمير الطنبغا العثماني بحكم توجهه إلى القدس بطالا، وخرج الأمير آفبغا التمرازي الأمير الأخور من يومه ليتوجه بالعثماني إلى القدس، وخلع عَلَى الأمير قجقار القردمي أمير سلاح باستقراره في نيابة حلب عوضاً عن آقباي المذكور، فأقام آقباي بديار مصر إلى يوم سابع عشرين المحرم، وخلع عليه خلعة السفر، وسافر جريدة عَلَى الخيل من غير نقل معه، لأنه قدم من حلب في اثنتي عشرة يوماً عَلَى ثمانية هجن لا غير، ثم خرج السلطان في أثره نحو البلاد الشامية من غير أمر يوجب سفره، فسار من الرايدانية في رابع شهر صفر من السنة، فوصل إلى دمشق فلم يقم بها إلا أياماً قليلة، وسار إلى حلب ثم من حلب إلى أبلستين، وفي خدمته الأمراء ونواب البلاد الشامية وفتح عدة قلاع، وعاد بعد أن خلف الأمير آقباي هذا نائب الشام والأمير قجقار القردمي
نائي حلب، والأمير جار قطلو نائب حماه لمحاصرة قلعة كركر، فحصروا القلعة المذكورة مدة أيام، ثم قدموا حلب والسلطان بها من غير إذن السلطان، خوفاً من قرا يوسف، فغضب السلطان غضباً شديداً، وقبض عَلَى فجقار القردميوولى عوضه في نيابة حلب الأمير يشبك المؤيدي نائب طرابلس، ووجه آقباي صاحب الترجمة إلى محل كفالته بدمشق، وفي النفس ما فيها، وعزل جار قطلو عن نيابة حماه أيضاً، وعاد الملك المؤيد إلى نحو دمشق فدخلها وقبض عَلَى الأمير آقباي هذا وحبسه بقله دمشق، وخلع عَلَى الأمير تنبك العلائي الظاهري المعروف بميق باستقراره في نيابة دمشق عوضاً عن آقباي، وخرج السلطان عائداً نحو الديار المصرية إلى أن وصلها.
وأما آقباي فإنه لما حبس بقلعة دمشق وجد بها محابيس فاستمالهم ومالوا إليه وافقوه، وكسروا باب الحبس وخرجوا إلى القلعة، فهرب نائب القلعة ونزل إلى مدينة دمشق، وأعلم النائب نتيك ميق، فركب من ساعته وقاتل لآقباي بمن معه من العساكر الشامية، وجدوا في القتال والحصار إلى أن أخذوا آقباي بعد أن ألقى بنفسه إلى المدينة، واختفى ببعض الأقبية، وقيدوه وسجنوه وطالعوا الملك المؤيد بما وقع لهم معه، فعاد الجواب الشريف بقتله، فقتل بقلعة دمشق في أواخر سنة عشرين وثمانمائة.