الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاضي القضاة مجد الدين الكناني الحنفي
729 -
802هـ - 1329 - 1399م إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى، قاضي القضاة مجد الدين الكمال الحنفي، قاضي قضاة الديار المصرية.
ولد في ليلة السابع من شعبان سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وسمع عَلَى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي صحيح مسلم، وعلي زين الدين عبد الرحمن ابن الحافظ جمال الدين أبي الحجاج المزي، وعلى المحدث زين الدين أبي بكر بن قاسم الرحبي سنن ابن ماجه، وعلى نجم الدين إبراهيم التفليسي، وصدر الدين أبي الفتح محمد بن محمد الميدومي جزء البطاقة وغيرهم، وتفقه وبرع في الفقه والأصلين والفرائض والحساب والأدب، وشارك في عدة علوم مثل الحديث والنحو والقراءات، وباشر في مبدأ أمره توقيع الحكم مدة طويلة،
ثم ولى نيابة الحكم بالقاهرة سنين إلى أن شجر بينه وبين قاضي القضاة شمس الدين محمد الطرابلسي الحنفي مخاصمة وصرفه عن نيابة الحكم، ولزم داره مدة عَلَى أجمل حال إلى أن طلبه الملك الظاهر برقوق بعد سنين وولاه قضاء القضاة الحنفية بالديار المصرية عوضاً عن قاضي القضاة شمس الدين الطرابلسي المذكور في يوم الاثنين سابع عشر شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، فلم ينتج أمره في وظيفة القضاء، وكذر تخوفه من الطرابلسي، وصار يعتل فيما يسأل فيه تخوفاً، فوقفت أحوال الناس كثيراً، ولم نحمد سيرته لهذا المعنى فقط، وأخذ القاضي جمال الدين محمود القيصري العجمي يشيع مع ذَلِكَ أن القاضي مجد الدين هذا بتبرم من السفر مع السلطان إلى البلاد الشامية ويريد الأعفاء من المنصب، وكان للقيصري في ذَلِكَ نفع لأنه كان جل قصده أن يلي القضاء عَلَى ما بيده من وظيفة نظر الجيش، وتم له ذَلِكَ بولاية مجد الدين هذا فإنه كان لا يطيق مناولة الطرابلسي، فلما أن ولى المجد وارتبك في المنصب وأعانه عَلَى ذَلِكَ بأن المجد كان قد بدن وتزايد سمنه إلى الغاية.
قال المقريزي: وكان إذا أراد أن ينهض قائماً يعتمد عَلَى يديه، ويرفع عجيزته عن الأرض، ويظل ساعة ويديه ورجليه عَلَى الأرض وعجيزته مرتفعة حَتَّى يستطيع أن يقوم، وفعل ذَلِكَ غير مرة في مجلس السلطان.
فبلغ جمال الدين محمود من كيده بالمجد ما أراد، وظن السلطان أن الأمر كما قال، وأعانه عليه قوم آخرون، فصرفه مع إجلاله له وتعظيمه إياه، فإنه لم يكن ممن كتب لمنطاش في الفتاوي التي كتب فيها الفقهاء بإباحة قتال برقوق وقتله، انتهى كلام المقريزي.
قلت: وصرف قاضي القضاة مجد الدين صاحب الترجمة بالجمال محمود القيصري في يوم الثلاثاء خامس عشر شهر شعبان سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، ولم يكمل في المنصب سنة واحدة، ولزم داره إلى أن توفي أول شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة.
وكان إماماً فقيهاً بارعاً مفنناً، عارفاً بالشروط والوثائق، فكه المحاضرة بهج الزي، وله يد في النظم والنثر، وله ديوان شعر في مجلد، ومن شعره قوله:
إن كنت يوماً كاتباً رقعة
…
تبغي بها نجح وصول الطلب
إياك أن تعرف ألفاظها
…
فتكتسي حرفة أهل الأدب
وله أيضاً:
ولا تحسبن الشعر فضلاً بارعاً
…
ما الشعر إلا محنة وخيال
فالهجو قذف والرثاء نياحة
…
والتعب ضغن والمديح سؤال