الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتأسف الأعيان والناس عليه لانجماعه عن الدولة ولعدم شره، وكان طوالاً جسيماً جداً، وعنده عقل وسكون، ودين وعفة عن المنكرات والفروج، وكان كثير الميل إلى النساء، مغرماً باقتناء الخيول الجياد، وله اعتقاد كبير في الفقراء وأهل الصلاح، كثير الإحسان إليهم، وخلف عدة أولاد. رحمه الله تعالى.
قاضي القضاة شرف الدين ابن أبي العز الحنفي
710 -
782هـ - 1310 - 1380م أحمد بن علي بن منصور بن محمد بن محمد بن أبي العز صالح بن أبي العز وهيب ابن عطاء بن جبير بن جابر بن وهيب، قاضي القضاة شرف الدين أبو العباس، ابن الشيخ علاء الدين أبي الحسن بن أبي البركات الأذرعي الدمشقي الحنفي رحمه الله.
نشأ بدمشق وتفقه بها عَلَى علماء عصره إلى أن برع في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان، وتصدر للإفتاء والتدريس والإقراء عدة سنين إلى أن أشخص إلى القاهرة بعد موت قاضي القضاة صدر الدين محمد بن التركماني الحنفي لِيلي القضاء بها عوضه، وكان قدومه إليها في ثالث عشر ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة، ونزل بمدرسة السلطان حسن إلى أن طلبه السلطان في يوم الخميس خامس عشره إلى القلعة، فلما وصل إلى باب القصر آمر به فاجلس هناك حَتَّى انقضت الخدمة السلطانية، وخرج الأمير طشتمر الدلودار فسلم عليه وأخذه معه إلى داره، بعد أن أكرمه غاية الإكرام.
وكان عند طشتمر الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ ضياء الدين عبيد الله ابن سعد القرمي، فتحادثوا أطراف البحث في عدّة فنون من العلم ساعة،
ثم قام إلى حيث أنزله الأمير طشتمر إلى أن يطلبه السلطان، وقد انحل أمره، وأخذ الأمير ناصر الدين محمد بن أقبغا آص يتحدث في ولاية الشيخ رسولا بن أحمد التباني الحنفي مدرس مدرسة الأمير ألجاي اليوسفي، فطلب السلطان جلال الدين المذكور فاعتذر بأنه لا يصلح وامتنع من قبوله، وتحدث بعض الأمراء لنجم الدين أحمد بن العماد إسماعيل بن أبي العز المعروف بابن الكشك، عم شرف الدين صاحب الترجمة، فأجيب لذلك، فطلب من دمشق، فحضر وولي القضاء بالقاهرة، واستقر عوضه في قضاء دمشق ابن عمه صدر الدين علي بن علي بن محمد، واستقر شرف الدين صاحب الترجمة في قضاء العسكر بالقاهرة عوضاً عن شمس الدين محمد بن الصائغ في رابع عشرين المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وسكن بالمنصورية وأكب عَلَى الاشتغال والأشغال والإفادة.
وأما قاضي القضاة نجم الدين المتولي فإنه لم يقم بالقاهرة سوى أربعة أشهر واثنتين وعشرين يوماً، واستعفى من الوظيفة لتضجره من الإقامة بالقاهرة، وعزل وعاد إلى دمشق، وطُلب صدر الدين على قاضي دمشق فقدم في رابع رجب وخلع عليه بوظيفة قضاء الحنفية عوضاً عن ابن عمه نجم الدين وأعيد نجم الدين المذكور إلى قضاء الحنفية بدمشق، فلم تطب الإقامة لصدر الدين أيضاً بالقاهرة واستعفى فأعفى.
وخلع عَلَى قاضي القضاة شرف الدين صاحب الترجمة عوضاً عن صدر الدين، وذلك في تاسع شهر رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وخلع عَلَى مجد الدين إسماعيل واستقر في قضاء العسكر، فباشر القاضي شرف الدين المذكور القضاء بتجمل وأبهة، وحمدت سيرته، إلى أن طلب منه بعض الأمراء أن يحكم له باستبدال دار موقوفة فامتنع من ذَلِكَ أشد الامتناع، إلى أن عزل نفسه في يوم الأحد تاسع رجب ثمان وسبعين وسبعمائة، واستقر عوضه في القضاء جلال الدين جار الله.
وأقام شرف الدين هذا بطالاً إلى أن توجه إلى دمشق وسكنها إلى أن توفي بها في ليلة الاثنين العشرين من شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة.