الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمراء والسلطان، وكان أسندمر أخذ جماعة وطلع من خلف القلعة كما فعل في تلك المرة الأولى فانكسرت مماليك يلبغا قبل وصوله، فانهزم أسندمر أيضاً، ثم أمسك وجئ به إلى الملك الأشرف، فلما حضر بين يدي السلطان شفعت فيه الأمراء فأطلقه وخلع عليه عَلَى عادته ونزل إلى بيته بالكبش، ورسم أيضاً لابن قوصون أن يكون أتابكا رفيقاً لأسندمر، ونزل خليل ابن قرصون معه صفة الترسيم إلى بيته، فلما نزلا تحالفا وخامرا عَلَى السلطان، وركبا بسوق الخيل من الغد، قاتلا السلطان ساعة، ثم انهزما، وأمسك أسندمر وخليل بن قوصون وجماعة من الأمراء وأرسلوا إلى الإسكندرية، وأطلق من كان بها من الأمراء المسجونين قبل تاريخه، ووقع السيف في مماليك يلبغا وتشتت شملهم، واستمر أسندمر هذا محبوساً إلى أن مات في شهر رمضان سنة تسع وستين وسبعمائة بثغر الإسكندرية، رحمه الله تعالى.
أسندمر الكرجي نائب حلب
...... - 711هـ -...... - 1311م أسندمر بن عبد الله الكرجي، الأمير سيف الدين.
كان أولاً من جملة الأمراء بالديار المصرية، ثم ولى نيابة طرابلس، فلما وليها مهد بلادها، وسفك بها الدماء بأنواع القتل في المفسدين،
وعظم أمره وقويت حرمته، ولما توجه الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك إلى القاهرة، كان المذكور متولياً طرابلس فنقله الناصر إلى نيابة حماه، فباشرها مدة إلى أن نقل إلى نيابة حلب عوضاً عن الأمير قبجق المنصوري، وأعطى الملك الناصر حماه للملك المؤيد إسماعيل صاحب حماه، وجعلها سلطنه كما ذكرناه في ترجمة الملك المؤيد إسماعيل بن علي المتقدم ذكرها، وذلك في سنة عشر وسبعمائة فباشر نيابة حلب مدة يسيرة إلى أن قدم عليه الأمر كراي من قبل الملك الناصر وقبض عليه وتوجه به إلى القاهرة، ثم نقل إلى الكرك فسجن بها إلى أن مات في سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
وذكره الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ذيل العبر قال: كان بطلاً شجاعاً سائساً ذا هيبة، جباراً ظلوماً غشوماً سمع بقراءتي صحيح البخاري، انتهى كلام الذهبي باختصار.
وقال الصفدي: كان يحب الفضل، وله ذوق، ويسأل عن الغوامض، وحضرت من عنده مرة فتيا تتضمن: أيما أفضل الولي أم الشهيد؟ والملك أو النبي؟