الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عفيفاً عن المنكرات والفروج، أستاذ زمانه في فنون الفروسية كلعب الكرة والبرجاس وسوق المحمل، انتهت إلية رئاسة في ركوب الخيل وتحريكهم عَلَى قاعدة الفنون بلا مافعة في ذَلِكَ، تخرج به جماعة كثيرة من أمراء الدولة وأعيانها، ما رأيت عيني مثله، عَلَى أنه كان للقصر أقرب، وينحني في ركوبه عَلَى الفرس، ولكنه كان إذا أراد الحركة عَلَى الفرس أتى بالغرائب والفنون المعجزة، أخذت عنه ما لم يصل إليه غيري من هذه الفنون لصهارة كانت بيننا، رحمه الله تعالى.
آقبغا صاحب الأقبغاوية بجوار الجامع الأزهر
...... 744هـ -...... - 1343م آقبغا بن عبد الله من عبد الواحد الناصري، الأمير علاء الدين.
هو من مماليك الملك الناصر محمد بن قلاون، وأخو زوجته خوند طغاي، تنقلت به الأحوال من الجمدارية إلى أن صار أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية ثم صار استدار ومقدم المماليك السلطانية وشاد العمائر ثم أنعم الملك الناصر عَلَى ولديه كل منهما بإمرة وهما ناصر الدين محمد وشهاب الدين أحمد، ولم يزل آقبغا مقرباً عند أستاذه الملك الناصر محمد إلى أن توفي ليلة الأربعاء
العشرين من ذي الحجة الحرام سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وتسلطن ابنه الملك المنصور قبض عَلَى آقبغا هذا وصادره وأخذ ما يملكه، وأمر برد كل ما أخذه من الناس أيام أبيه الملك الناصر محمد، وكان آقبغا ظالماً كثير الطمع وعنده جبروتية وعسف، واستولى السلطان عَلَى جميع ماله وحبسه إلى أن أخرجه الأمير قوصون من القاهرة إلى دمشق لما تولى السلطان الملك الأشرف كجك، فأقام آقبغا بدمشق إلى أن قدم القاهرة مع الفخري، ورسم له السلطان الملك الناصر أحمد بن محمد بن قلاوون بنيابة حمص، فتوجه إليها وأقام بها إلى جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، عزل ورسم له أن يتوجه إلى دمشق ليكون بها من جملة أمرائها المقدمسين، فأقام بها إلى شوال من السنة، أرسل السلطان الملك الناصر بالقبض عليه، فأمسك وأرسل إلى القاهرة، فلما حضر أرسله إلى الإسكندرية، فحبس بها إلى أن قتل سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
وكان شجاعاً مقداماً خصيصاً عند أستاذه الملك الناصر محمد، معظماً في الدولة إلا أنه كان غير مشكور السيرة في ولاياته، وكانت داره بالخيميين بالقرب من جامع الأزهر، وبني المدرسة المعروفة بجوار جامع الأزهر.