الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان أولا من أمراء حماه، ثم نقل إلى ديار مصر أيام الملك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون، وحطى وزادت رتبته عند الملك الصالح المذكور حَتَّى لم يبق في الدولة مثله، ومثل الأمير نجم الدين الوزير محمود بن شروين لأنهما كانا أجنهيين في الدولة، وكان الأمير فخر الدين المذكور ينادم الملك الصالح ويسامره، واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن مات الملك الصالح إسماعيل في سنة ست وأربعين وسبعمائة، وتسلطن أخوه الملك الكامل شعبان بن محمد بن قلاوون، نفى فخر الدين آقجبا هذا إلى حماه، فاستمر بها إلى أن قبض عَلَى الأمي يلبغا اليحياوي نائب دمشق، طلبه الملك المظفر إلى القاهرة، ورسم له بالمقام بها، وأن يكون من جملة الأمراء، فاستمر بالقاهرة، وأرسل أحضر أهله، وبقي إلى أن توفي.
آق سنقر النجمي الفارقاني
...... - 677هـ -...... - 1278م آق سنقر بن عبد الله النجمي الفارقاني، الأمي شمس الدين.
كان من عتقاء الأمير نجم الدين حاجب السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف، ثم اتصل بخدمة الملك الظاهر بيبرس البندقداري وتقدم عنده وسهب تقدمه عند الظاهر هو أن الظاهر أرسل في بعض الأحيان عشرة مماليك لكشف أخبار بلاد الجزيرة وتلك النواحي، فلما وثلوا إلى الفرات وجدوها زائدة جداً لا يمكن عبورها البته، فرجعوا التسعة إلا هو امتنع من الرجوع، وقال: السلطان ندبني لأمر مهم فإما قمت به وإما مت دونه، ثم جعل ثيابه وعدته مشدودة وحملها عَلَى رأسه وسبح، وسبح فرسه أمامه، حَتَّى قطع الفرات، وخرج إلى البر ولبس ثيابه كما كان، وركب فرسه ومضى حيث أمره السلطان الملك الظاهر بيبرس، وتجسس الأخبار، واجتمع بقوم هناك، فاستفهم منهم الأخبار، وعاد إلى الفرات، وفعل كما فعل أولاً وعاد إلى الملك الظاهر بيبرس، وأخبره بما فعل، فعند ذَلِكَ عظم أمره عنده ومحله، واتفق في ذَلِكَ الوقت أن مات أمير طبلخاناه والفارقاني المذكور بين يديه، فأعطاه الطبلخاناه في الحال، وكان أولاً من جملة أمراء العشرات، وضاعف الإحسان إليه، وصار الملك الظاهر يرقيه إلى أن جعله أستاداراً كبيراً، وصار يستنيبه لمَّا يتوجه إلى البلاد الشامية، ولمَّا يحضر الملك الظاهر إلى القاهرة وتحصل حركة يقدمه عَلَى العساكر ويوجهه حيثما كان الأمر.
ولم يزل عند الملك الظاهر في أعلى المنازل إلى أن توفي الملك الظاهر وتولى السلطنة من بعده الملك السعيد ابنه ولاه أيضاً نيابة السلطنة عَلَى جميع المماليك بعد