الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الألف والشين المعجمة
إشقتمر الناصري
...... - 791هـ -...... - 1389م إشِقْتُمر بن عبد الله المارديني الناصري، الأمير سيف الدين.
أحد أعيان الأمراء الأكابر في عدة دول، أصله من مماليك صاحب ماردين، وبعثه إلى الملك الناصر حسن فرباه الناصر وأدبه وكان يعرف ضرب العود ويحسن قول الموسيقى، ويعرف عدة فنون، ولما رأى منه الناصر حسن الحزم والمعرفة قربه وأدناه وأمره، ثم تنقل بعد موت أستاذه السلطان حسن في عدة وظائف إلى أن ولاه الملك الأشرف شعبان بن حسين نيابة حلب بعد وفاة الأمير قطلوبغا الأحمدي، فباشرها نحوا من سنة ونصف، وعزل عنها في شهر رجب في سنة ست وستين بالأمير جرجي الناصري الإدريسي، ثم ولى نيابة طرابلس
عوضاً عن الأمير قشتمر المنصوري بحكم إحضاره إلى القاهرة فدام في نيابة طرابلس إلى أن أعيد إلى نيابة حلب عوضاً عن قشتمر المنصوري أيضاً في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وولي من بعده نيابة طرابلس الأمير أيدمر الدوادار، فباشر نيابة حلب سنتين، وعزل في سنة ثلاث وسبعين عنها بالأمير أيدمر الدوادار، وأعيد إلى نيابة طرابلس والسواحل عوضاً عن الأمير أيدمر المذكور، ثم أعيد إلى نيابة حلب مرة ثالثة عوضاً عن أيدمر في سنة أربع وسبعين، ثم عزل عن نيابة حلب سنة خمس وسبعين بالأمير بيدمر الخوارزمي وولي نيابة الشام، فباشر نيابة الشام أربعة أشهر، وعزل وأعيد إلى نيابة حلب، وفي هذه الولاية الرابعة أقام مدة، وغزا سيس وفتحها في سنة ست وسبعين وسبعمائة، وكان فتحاً عظيماً.
وفيه يقول الشيخ بدر الدين بن حبيب:
الملك الأشرف اقباله
…
يهدي له كل عزيز نفيس
لما رأى الخضراء في شامه
…
تختال والشقراء عجباً تميس
وعاين الشهباء في ملكه
…
تجري وتبدي ما يسر الجليس
ساق إلى سوق العدي أدهما
…
وساعد الجيش عَلَى أخذ سيس
وفي هذا المعنى أيضاً يقول العلامة زين الدين عمر بن الوردي رحمه الله:
يا سيد الأمراء فتحك سيسا
…
سر المسيح وأحزن القسيسا
والمسلمون بذاك قد فرحوا وقد
…
حمدوا عليه الواحد القُدُّوسَا
واستمر الأمير أشقتمر في نيابته هذه إلى أن عزل عنها بالأمير منكلي بغا الأحمدي، وقبض عليه وحبس بالإسكندرية مدة، ثم أطلق من السجن، ورسم له بالإقامة بالقدس بطالا، فتوجه إلى القدس فأقام به إلى أن أعيد إلى نيابة حلب خامس مرة عوضاً عن الأمير تمرباي الأفضلي التمرتاشي في سنة إحدى وثمانين، ثم نقل بعد عشرة أشهر إلى نيابة دمشق عوضاً عن الأمير بيدمر في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة إلى أن عزل في المحرم سنة أربع وثمانين، ورسم له بالتوجه إلى القدس بطالاً فدام بالقدس إلى أن أعيد إلى نيابة الشام من قبل الملك الظاهر برقوق في سنة ثمان وثمانين، ثم عزل بعد أربعة أشهر بحكم عجزه، ورسم له بالإقامة بحلب بطالاً، فأقام إلى أن توفي بها في شهر شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
وكان أميراً جليلاً شهماً شجاعاً، مدبراً سيوسا، ذا رأي ودهاء ومعرفة، مع دين وعدل في الرعية، طالت أيامه في السعادة والولايات الجليلة، وتردد في نيابة